الأمم المتحدة توسع جهودها لمجابهة مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية

أعلنت الشراكة الثلاثية العالمية لمنظمات الأمم المتحدة العاملة من أجل الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية في البشر والحيوانات والزراعة، بما في ذلك تربية الأحياء المائية وإنتاج النباتات، أنها ستوسع نطاق عملها لتشمل الآن قطاع البيئة.

وتهدف شراكة العمل الثلاثية الموسعة، التي تضم منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، إضافة إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى تكثيف عملها من أجل مواجهة أكثر شمولية لمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية.

ورحب مساعد المدير العام للفاو بهذه الخطوة التي تشدد على الدور الهام الذي تلعبه البيئة في مسألة مواجهة مقاومة مضادات الميكروبات. وأشار كوندافي قادرسان إلى أن جميع المضادات الحيوية، سواء التي يتم تصنيعها أو التي تنتقل عبر البشر والحيوانات، يمكن أن ينتهي بها المطاف في التربة والمياه والبيئة، مما يمنح الميكروبات فرصة أخرى لبناء مقاومتها للمضادات الحيوية.

تم الإعلان عن هذه الشراكة الجديدة خلال افتتاح الأسبوع العالمي للتوعية بشأن المضادات الحيوية في آسيا والمحيط الهادئ، الذي يقام في تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، بهدف إذكاء وعي العالم بمشكلة مقاومة المضادات الحيوية، وللتشجيع على اتّباع أفضل الممارسات تلافيا لتفاقم ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها.

وقد شكّلت المضادات الحيوية منذ اكتشافها حجر الزاوية الذي يستند إليه الطب الحديث، إلا أن الإفراط في استعمالها وإساءة استخدامها، سواء لأغراض علاج الإنسان أو الحيوان، تسبب في ظهور وانتشار سلالات مقاومة للمضادات الحيوية التي تستعمل عادة في علاجها.

وتقول منظمات الأمم المتحدة المعنية إنه لا يمكن المبالغة في الآثار العالمية المترتبة على مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، خصوصا في آسيا، حيث يمكن أن يموت حوالي خمسة ملايين شخص سنويا من العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية بحلول عام 2050، إن لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

الأسبوع العالمي للتوعية بشأن المضادات الحيوية 2018

وبحسب المنظمات، تصبح المضادات الحيوية التي تم اختراعها لمكافحة الأمراض المعدية أقل فاعلية بسبب الإفراط في وصفها عن طريق الأطباء والبيطريين، وإساءة استخدامها من قبل المزارعين والمهندسين الزراعيين. وقد أصبحت المقاومة المتراكمة مع مرور الوقت تشكل حالة طوارئ صحية عالمية، دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اعتبار مجابهتها مسألة صحية ذات أولوية، أسوة بالاستجابة للإيبولا والإيدز.

وتسلط الرسالة الرئيسية للأسبوع العالمي للتوعية بشأن المضادات الحيوية لهذا العام الضوء على "التعامل مع المضادات الحيوية بعناية". وتركز منظمة الصحة العالمية على سلامة الأغذية، بينما ستقوم المنظمة العالمية لصحة الحيوان بالترويج للاستخدام الحصيف والمسؤول لمضادات الميكروبات في الحيوانات. وينصب تركيز منظمة الأغذية والزراعة على تشجيع ممارسات الزراعة الجيدة والأمن البيولوجي التي من شأنها منع العدوى في الثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية وإنتاج المحاصيل.