منظمة الصحة العالمية: حصول اللاجئين والمهاجرين على المضادات الحيوية واستخدامهم لها على نحو منصف ضروريان للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات

سلط التقرير الرابع لمنظمة الصحة العالمية حول مراجعة الأدلة العالمية بشأن الصحة والهجرة الضوء على أكثر عوائق النظام الصحي شيوعاً التي تحول دون وصول اللاجئين والمهاجرين إلى المضادات الحيوية واستخدامها في جميع المناطق. وتشمل تلك العوائق، فترات الانتظار الطويلة لرؤية الأطباء، والقدرة المحدودة للخدمات الصحية، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والوصفات الطبية غير الملائمة للمضادات الحيوية، ونقص المواد المترجمة أو خدمات الترجمة.
يجمع التقرير أدلة على إمكانية الوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية للاجئين والمهاجرين. وقد وجد أن وصول هؤلاء السكان إلى هذه المضادات الحيوية واستخدامها أمر غير متسق ويتأثر بشكل كبير بالنظم الصحية في البلدان المضيفة، مع الإشارة إلى أن مدى قدرة الوصول إليها على الصعيد العالمي غير واضحة.
يموت أكثر من 1.27 مليون شخص سنوياً بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. فقد أدت عقود من سوء الاستخدام والإفراط في استخدام المضادات الحيوية ومضادات الميكروبات الأخرى إلى تقليص فعالية هذه الأدوية في علاج الأمراض المعدية الشائعة، مما أدى إلى تسريع ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات.
يمكن لتجارب اللاجئين والمهاجرين في بلد المنشأ، ورحلة الهجرة، وسياسات الدخول والإدماج، وظروف المعيشة والعمل في البلد المضيف أن تزيد من تعرض هؤلاء السكان للأمراض المعدية وتتحدى قدرتهم على الحصول على المضادات الحيوية وعلاج الأمراض بشكل مناسب.
وحذت منظمة الصحة العالمية من أن العوائق التي تحول دون الوصول إلى الخدمات الصحية والحصول على المضادات الحيوية واستخدامها قد تؤدي إلى استخدامها بشكل خاطئ، مما يؤدي غالباً إلى نتائج صحية سيئة للمستخدمين ويزيد من تطوير مسببات الأمراض المقاومة للأدوية.
أشار الدكتور سانتينو سيفيروني، مدير برنامج الصحة والهجرة بمنظمة الصحة العالمية، إلى بعض الدراسات التي تظهر أن اللاجئين والمهاجرين غالباً ما يلجأون إلى الأسواق غير الرسمية والتداوي الذاتي للتغلب على حواجز النظام الصحي في البلد المضيف. وأضاف: "إن الحصول على مضادات حيوية آمنة وفعالة وميسورة التكلفة وعالية الجودة للجميع، بما في ذلك اللاجئون والمهاجرون، أمر أساسي لتعزيز صحة هؤلاء السكان وللتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات والحفاظ على القدرة على علاج العدوى".
حدد التقرير أيضاً السياسات والعوامل غير الصحية التي تعرقل الوصول إلى المضادات الحيوية واستخدامها بشكل مناسب للاجئين والمهاجرين، مثل التجارب السابقة غير المرضية مع الرعاية الرسمية، وسهولة الوصول غير الرسمي إلى المضادات الحيوية. علاوة على ذلك، قد يواجه هؤلاء السكان وصمة العار، والخوف من الترحيل بسبب حالة الهجرة، أو حواجز اللغة، وقد لا يتمكنون من الوصول إلى الرعاية بسبب ضيق الوقت أو النقل والقيود المالية.
بناءً على نتائج المراجعة، طرحت منظمة الصحة العالمية سلسلة من اعتبارات السياسة العامة في خمس مجالات لتحسين الوصول إلى المضادات الحيوية واستخدامها بشكل مناسب في أوساط اللاجئين والمهاجرين والمساهمة في عكس تطور مقاومة مضادات الميكروبات على مستوى العالم:
قالت منظمة الصحة العالمية إن الوصول العادل للأدوية المضادة للميكروبات الموجودة والجديدة واستخدامها المناسب من قبل الجميع، بما في ذلك اللاجئون والمهاجرون، هو حق أساسي من حقوق الإنسان وهو أمر حيوي لاستجابة عالمية فعالة للصحة العامة للمجموعة المتزايدة باستمرار من العدوى التي تسببها البكتيريا والطفيليات والفيروسات والفطريات.
قالت كاثارينا فان ويزينبيك، مديرة قسم المراقبة والوقاية والتحكم في مقاومة مضادات الميكروبات لدى منظمة الصحة العالمية: "نحن بحاجة إلى التركيز على الأشخاص والسكان المعرضين للخطر أثناء معالجة مقاومة مضادات الميكروبات. إن الوصول العادل إلى تدابير الوقاية من العدوى، وخدمات التشخيص في الوقت المناسب والجودة، والمضادات الحيوية مضمونة الجودة هي اللبنات الأساسية في الاستجابة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات."
شددت فان ويزينبيك على الحاجة إلى تعزيز الأدلة حول عبء وتأثير مقاومة مضادات الميكروبات على اللاجئين والمهاجرين، ومن ثم المساعدة في تحسين اللوائح والسياسات الوطنية وكذلك المبادئ التوجيهية العالمية. وقالت: "نتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع برنامج الصحة والهجرة في هذه الأنشطة."