منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: الهجرة ظاهرة دولية إيجابية وليست جريمة

نقطة العبور الحدودية في ريو غراندي ، تربط بين رينوسا بالمكسيك وماكالين في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.
UNICEF/Adriana Zehbrauskas
نقطة العبور الحدودية في ريو غراندي ، تربط بين رينوسا بالمكسيك وماكالين في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.

الأمم المتحدة: الهجرة ظاهرة دولية إيجابية وليست جريمة

المهاجرون واللاجئون

من المتوقع أن توافق الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا، الجمعة، على الاتفاق الدولي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة لاعتماده بشكل رسمي في ديسمبر/كانون الأول في مراكش. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال إن هذا الاتفاق يمكن أن يساعد العالم على الاستفادة من مزايا الهجرة المنظمة، مع الحماية من التحركات غير المنتظمة التي تعرض المهاجرين للخطر.

وأضاف غوتيريش في مؤتمر صحفي في مقر الأمم المتحدة أن المهاجرين محرك هائل للنمو:

"يبلغ عدد المهاجرين أكثر من 250 مليون شخص حول العالم. يمثلون 3% من العدد الإجمالي لسكان العالم، ولكنهم يساهمون بعشرة في المئة من الإنتاج المحلي الإجمالي العالمي. إلا أن أكثر من 60 ألف شخص، ممن يتنقلون من مكان لآخر، لقوا مصرعهم منذ عام 2000 في البحر والصحراء ومناطق أخرى. وغالبا ما يتعرض اللاجئون والمهاجرون للاعتداءات وتشويه صورتهم."

 وقال غوتيريش إن الاتفاق العالمي للهجرة يعد نهجا شاملا في هذا المجال، مشددا على ثلاثة أمور أساسية. أولها: ضمان أن تضع خطط التنمية الوطنية والتعاون التنموي الدولي، بعين الاعتبار الأمور المتعلقة بالهجرة وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة للناس في أوطانهم.

ثانيا، تعزيز التعاون الدولي ضد المهربين والمتاجرين بالبشر وحماية حقوق الضحايا. وقال الأمين العام إن التهريب والاتجار بالبشر أنشطة إجرامية، ولكن الهجرة ليست جريمة.

"ثالثا: زيادة فرص الهجرة القانونية. الهجرة ظاهرة دولية إيجابية. الكثير من الدول المتطورة، والمتقدمة في السن، بحاجة إلى المهاجرين لسد الفجوات المهمة في أسواق العمل. سيواصل تغير المناخ وغيره من العوامل بما في ذلك التطلعات البشرية البسيطة، دفع الناس إلى السعي لإيجاد الفرص بعيدا عن ديارهم."

وإذا كانت الهجرة مسألة حتمية، فيتعين تنظيمها بشكل أفضل عبر تعاون دولي فعال بين دول المنشأ والعبور والمقصد، كيلا تترك تحركات البشر للمهربين كما قال الأمين العام.

وأضاف غوتيريش أن للدول الحق وعليها أيضا المسؤولية، في تحديد سياسات الهجرة وإدارة حدودها. ولكنه شدد على ضرورة فعل ذلك مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان.

وإلى جانب الهجرة بهدف تأمين حياة أفضل، هناك من يضطرون إلى مغادرة ديارهم وأوطانهم، فقد أجبر الاضطهاد والصراعات المسلحة أكثر من 68 مليون شخص على النزوح، وهو أكبر رقم منذ الحرب العالمية الثانية.

وأشار غوتيريش إلى زيارته للاجئين الروهينجا في بنغلاديش، أوائل الشهر الحالي، مشيدا بسخاء الحكومة والشعب في استقبال الفارين من العنف في ميانمار.

"للأسف في مناطق أخرى، نرى الكثير من الحدود تغلق، والتضامن مع المحتاجين يتقلص. من الملح أن نعيد ضمان سلامة نظام حماية اللاجئين الدولي."

وبالنظر إلى أن الدول النامية تستضيف الغالبية العظمى من اللاجئين، شدد الأمين العام على ضرورة تشاطر المسؤولية على المستوى العالمي.