منظور عالمي قصص إنسانية

 إلغاء أسابيع المرح الصيفية في غزة بسبب نقص التمويل

مجموعة من الأطفال التابعين للاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة في خان يونس يستمتعون باللعب في أحد مواقع أسابيع المرح الصيفية التابعة للأونروا.
© 2016 UNRWA Photo by Hiba Kreizim
مجموعة من الأطفال التابعين للاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة في خان يونس يستمتعون باللعب في أحد مواقع أسابيع المرح الصيفية التابعة للأونروا.

 إلغاء أسابيع المرح الصيفية في غزة بسبب نقص التمويل

المساعدات الإنسانية

يعاني قطاع غزة من صعوبات قاسية أثرت على كل مناحي الحياة، مما ضاعف المشاكل لدى الأطفال. وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) كانت تنظم أسابيع المرح الصيفية كل عام، كمتنفس للأطفال في فترة العطلة الصيفية، إلا أنها لم تتمكن هذا العام من ذلك نتيجة نقص التمويل الحاد.

الطفل أحمد عماد، البالغ من العمر عشرة أعوام، كان يشارك منذ أربع سنوات في هذه المخيمات الصيفية. يشعر أحمد بالحزن لعدم إقامة أسابيع المرح هذا العام في غزة.

"المخيمات الصيفة كانت حلوة، اشتاق لها. كنت أتمنى أن تنظم هذا العام، لكن للأسف لم يحدث ذلك".

ديفيد هاتون، مدير برنامج الصحة النفسية المجتمعية التابع للأونروا، تحدث عن الأسباب التي دفعت الوكالة إلى إلغاء ألعاب المرح الصيفية والبدائل الأخرى للإجازة الصيفية.

"هناك أزمة مالية حادة تواجه الأونروا، كما أن تمويل الجهود الإنسانية بشكل عام في الأرض الفلسطينية المحتلة قد انخفض بصورة حادة أيضا. في السابق كانت الألعاب الصيفية تمول من خلال بعض هذه القنوات. ولحسن الحظ، وفي ذات الوقت مع الأسف، فقد حصلنا على تمويل من منظمة اليونيسف، هذا أمر جيد، ولكن ما يدعو للأسف هو الظروف الحالية المتعلقة بمستوى العنف على الحدود. أتيحت لنا الفرصة للقيام ببعض الأنشطة خلال فصل الصيف، لم تكن أسابيع المرح الصيفية، لكنها أنشطة نفسية واجتماعية صيفية، نود التركيز خلالها على الأطفال الذين تعرضوا للعنف والذين أصيبوا خلال أعمال العنف، بدون استثناء الأطفال الآخرين. وبصراحة لدينا ميزانية أكثر تواضعا، ولكن يمكننا إنجاز بعض الأشياء بها."

فتاتان تقومان بتلوين شعار أسابيع المرح الصيفية في مدرسة دير البلح الإعدادية للبنات.
© 2016 UNRWA Photo by Hiba Kreizim
فتاتان تقومان بتلوين شعار أسابيع المرح الصيفية في مدرسة دير البلح الإعدادية للبنات.

 

وتحتاج غزة إلى الأنشطة الترفيهية بشكل كبير، لما تعانيه من مشاكل مستمرة، في ظل الفقر وقلة فرص العمل.

"أعتقد أن كل سكان قطاع غزة يحتاجون إلى سلسلة من الأنشطة المنوعة، فعندما ننظر إلى برامج الصحة العقلية المتوفرة في المجتمع فنرى أنها عشوائية وليست متخصصة بالصحة العقلية. هناك أطفال يحتاجون إلى مساعدة أكثر من غيرهم، فنقوم بتعليمهم مهارات الحياة، وكيفية التعامل مع المشاكل. ما تعلمته في غزة، أن الحياة قاسية هنا، يعيش الأطفال في أسر قد يكون عائلها عاطلا عن العمل، كما لا توجد أماكن كافية للعب، ولا المال الكافي لشراء احتياجاتهم، في ظل انقطاع متكرر للكهرباء، إنها حياة قاسية. من المهم أن يحصل الأطفال على إجازة وأن يمنحوا الفرصة ليلعبوا مع الأطفال الآخرين، وأن يرى الوالدان الأبناء وهم يستمتعون بوقتهم".

طفلة فلسطينية تستمتع بالتلوين خلال فعاليات أسابيع المرح الصيفية في مدرسة دير البلح الإعدادية للبنات.
© 2016 UNRWA Photo by Hiba Kreizim
طفلة فلسطينية تستمتع بالتلوين خلال فعاليات أسابيع المرح الصيفية في مدرسة دير البلح الإعدادية للبنات.

العنف على الحدود، زاد من صعوبة الحياة في قطاع غزة، مما جعل من المخيمات الصيفية والألعاب الترفيهية أمراً ملحاً كما قال هاتون.

"هناك أعمال عنف على طول الحدود منذ حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر يعاني منها الجميع، هناك خوف مستمر من احتمال حدوث عنف جديد. الأطفال معرضون لهذا العنف، إنهم يعانون من الصدمة، وعدم القدرة على النوم. لذا أعتقد أن من المهم للغاية توفير أنشطة ترفيهية للأطفال، وإعطاءهم الشعور بالطمأنينة مرة أخرى، والإحساس بالاستقرار."

غياب ألعاب المرح الصيفية التي اعتادت الأونروا على تنظيمها كل عام، سيزيد من ضغوط الحياة على السكان المحليين، وسيحرم الأطفال من مساحة التعبير عن مشاعرهم، والقدرة على التفريغ النفسي، في ظل ظروف سياسية معقدة، وفقدان للكثير من الأمل.

حازم بعلوشة - إذاعة الأمم المتحدة. غزة