منظور عالمي قصص إنسانية

قمة العمل الإنساني وعمل مستمر للانطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين.
UN News
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين.

قمة العمل الإنساني وعمل مستمر للانطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية

في الثاني والعشرين والثالث والعشرين من مايو/ أيار عام 2016، عقدت الأمم المتحدة القمة العالمية الأولى للعمل الإنساني في مدينة إسطنبول التركية. كانت القمة محاولة لإحداث تحول حقيقي في أسلوب العمل الإنساني من خلال ربطه بشكل أفضل بالتنمية، وتأمين وسائل التمويل المستدام، وبذل الجهود المشتركة بين مختلف الأطراف المعنية لتحقيق أهداف أجندة العمل الإنساني.

في الذكرى الأولى لانعقاد القمة، التقينا وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين لنستعرض ما الذي تحقق خلال العام الماضي وما يتعين فعله في المستقبل.

أخبار الأمم المتحدة: بعد مرور عام على قمة العمل الإنساني الأولى التي عقدت في إسطنبول، ما الذي تحقق وتغير على الأرض؟

ستيفن أوبراين: قبل اثني عشر شهرا اجتمعنا في إسطنبول في قمة العمل الإنساني الأولى التي جمعنا فيها كل المعنيين والمهتمين بتحسين تقديم الدعم الإنساني لإخواننا من البشر الذين يعانون من صراعات لا ذنب لهم فيها. كان لدينا 9000 شخص مسجل للمشاركة في القمة، من 180 دولة، وشاركت شخصيات رفيعة المستوى، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. كان التجمع مهما للغاية لدعم العزم على مساندة الشؤون الإنسانية، في ظل ما يمر به العالم من تغيير في السنوات العشر أو الخمس الماضية. عندما نفكر في نطاق الاحتياجات الإنسانية في العالم اليوم، سنجد نحو 135 مليونَ شخص بحاجة إلى نوع من المساعدات الإنسانية، و 93 مليونَ شخص بحاجة طارئة للمساعدات. كان من المهم للغاية أن نتفهم معا ما هو التغيير الذي نحتاج إلى إدخاله من أجل إحداث الأثر الأكبر وتخفيف معاناة الناس وحماية المدنيين، ولكن، والأهم، هو أن نمنح الناس فرصة ليعيشوا حياة أفضل. لذلك فإن إجابة السؤال عما تحقق تتمثل في أن لدينا أجندة للعمل الإنساني، ولدينا أكثر من 300 تعهد بالعمل. ولكن القضية الحقيقية تتعلق بالتغييرات التي يتم إدخالها على استجابة العاملين في المجال الإنساني واتباع طريقة جديدة في العمل في مختلف المنظمات بشكل متجانس بدلا من أن تعمل كل منظمة بمفردها بشكل منعزل. ويعني هذا الانتقال إلى النهج المشترك لتحليل الاحتياجات، إذ يتعين وجود مجموعة مشتركة من البرامج تنفذ على مرّ السنين. يتعين أن ننتقل من مرحلة الطوارئ إلى التنمية الإنسانية، لنضع الأفراد المستضعفين في وضع يتخلصون فيه من عوامل الضعف، مما يؤدي إلى تقليل حاجتهم للمساعدات. يجب أن نفعل ذلك، وخاصة في ظل عدم معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثت عن الطريقة الجديدة في العمل، حدثنا بشكل أكثر تفصيلا عن هذه الطريقة.

ستيفن أوبراين: الطريقة الجديدة في العمل لا تنطبق فقط على نشاط الأمم المتحدة في تنسيق الشؤون الإنسانية، ولكن أيضا على جميع الوكالات التي تقدم المساعدات للناس على الأرض، من المأوى والدواء إلى آبار المياه والصرف الصحي. كل هذه المساعدات مهمة. ويحظى بنفس الأهمية توفير سبل كسب العيش. لذا يجب أن نعمل بحرص شديد عبر كل المنظمات ومع المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني المحلية والقطاع الخاص، وأينما تمكنا من تأمين الوصول الإنساني الآمن بما يتوافق مع المعايير الدولية. وعندما نصل إلى الناس، يتعين أن نعمل لإزالة عوامل الضعف من خلال إعادة بناء حياتهم لإنقاذ أرواحهم وأيضا لمساعدتهم على الازدهار. ولكن المهم هو أن هذا الأسلوب يعني أن نعمل معا، وأن ننفذ برامج مشتركة تمتد لسنوات بتمويل مشترك. هذا الأمر يحدث بالفعل فرقا حقيقيا. إنه تحد للطريقة القديمة التي كنا نعمل بها، ولكنه أسلوب جديد سيحدث فرقا في ظل الموارد المحدودة التي نبذل جميعا وقتا طويلا لتأمين الحصول عليها.

أخبار الأمم المتحدة: ذكرت أن بعض الإنجازات قد تحققت بالفعل بعد قمة العمل الإنساني، ولكن ما هي بقية الأولويات التي يتعين مواصلة العمل لتحقيقها؟

ستيفن أوبراين: أعتقد أن لدينا أمثلة أخرى على ما تحقق في قمة العمل الإنساني مثل ما يسمى بالصفقة الكبرى، التي تهدف إلى ضمان ترشيد الاستخدام الأكثر فعالية للموارد المحدودة، والجانب الآخر من الصفقة يتمثل في ضرورة ألا يقتصر نظر المانحين إلى العمل الإنساني على ما يربطه بالتنمية إذ يتعين أن ينظروا إليه باعتباره مجالا يمكن الاستثمار فيه بدلا من مجرد تقديم منحة تلو الأخرى. هذا الأمر سيمكننا من الحصول على موارد تمويل مستدامة. تم أيضا الاتفاق على أمور أخرى خلال القمة، منها الاتفاق بشكل واضح على ضرورة ضمان دعم ذوي الإعاقة الذين غالبا ما يتخلى عنهم ركب التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إن الأمم المتحدة ملتزمة بشدة بعدم التخلي عن أحد، ولكن في أوقات الطوارئ غالبا ما يعاني المرضى وكبار السن والمستضعفون والمتعايشون مع الإعاقات أكثر من غيرهم. يتعين ضمان وجود تفاهم على إدماج هذه الفئات بشكل متساو في أية استجابة إنسانية. كانت هذه نتيجة ملموسة دعمتها دولة أو دولتان بمساعدة منظمات المجتمع المدني. أيضا أنشأنا موقعا إلكترونيا لتسجيل كل التعهدات بالعمل لدعم المجالات الخمسة في أجندة العمل الإنساني التي تتمثل في العمل بشكل أفضل لحل الصراعات ومنع نشوبها وضمان الالتزام الحقيقي بمعايير وقواعد القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي، وتقليل العوز بمعنى السعي لأسلوب جديد في العمل وإيجاد نهج تمويلي إنساني، وضمان عدم تخلف أحد عن ركب التقدم، والاستثمار في البشرية.