منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: من الكوليرا في اليمن إلى قصف المستشفيات في سوريا، يهدّد النزاع حياة أكثر من 24 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

طفل يمني يعاني من سوء التغذية الحاد الشديد يتلقى الرعاية الصحية في مستشفى الثورة في الحديدة باليمن.
UNICEF/Abdoo Al-Karim
طفل يمني يعاني من سوء التغذية الحاد الشديد يتلقى الرعاية الصحية في مستشفى الثورة في الحديدة باليمن.

اليونيسف: من الكوليرا في اليمن إلى قصف المستشفيات في سوريا، يهدّد النزاع حياة أكثر من 24 مليون طفل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) منح الأولويّة لاحتياجات الأطفال في جميع البلدان المتأثرة بالنزاعات، حيث أدّى العنف والنزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تعريض صحة 24 مليون طفل للخطر، في اليمن وسوريا وقطاع غزة والعراق وليبيا والسودان.

وذكرت اليونيسف في بيان صادر اليوم، أن الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية الصحية يمنع وصول الأطفال إلى الرعاية الصحية الكافية، أما الإهمال الذي أصاب خدمات المياه والصرف الصحي، فقد تسبّب في انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه، في حين أنّ الرعاية الصحيّة الوقائية والأطعمة المغذّية غير كافية لتلبية احتياجات الأطفال.

وفي حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة، قالت جوليت توما، مديرة الإعلام في المكتب الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

"نتحدث عن مجموعة من الدول تعاني من نزاع أو متأثرة بنزاع. وهي تشمل كلا من اليمن وسوريا والعراق ودولة فلسطين -تحديدا قطاع غزة، وليبيا والسودان. 24 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة. 24 مليون طفل مهددون بالخطر، وذلك بسبب التضيق على ما نسميه بالمساحة الإنسانية، وذلك للوصول إلى الأطفال وتقديم المساعدات للذين هم بحاجة إليها. "

وذكرت المنظمة أن هناك 9.6  مليون طفل بحاجة إلى المساعدة في اليمن، حيث تسبب النزاع المستمر منذ عامين في حدوث مجاعة، وأدى إلى غرق البلاد في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانيّة في العالم، وإلى انتشار سوء التغذية الحاد والجسيم بين الأطفال.

"الصورة: اليونيسف/اليمن"

وفي سوريا، هناك  5.8 مليون  طفل بحاجة إلى المساعدة، حيث يعيش أكثر من مليوني طفل تحت الحصار وفي مناطق يصعب الوصول إليها، حيث المساعدات الإنسانيّة شحيحة أو معدومة نهائياً.

وفي قطاع غزّة، هناك مليون طفل بحاجة إلى المساعدة، ومنذ  أن أغلقت محطة الكهرباء الرئيسيّة في 16 من شهر نيسان/أبريل، أدّى انقطاع التيار الكهربائي إلى تقليص إمدادات المياه إلى 40 لتراً للفرد في اليوم، أي ما يقلّ عن نصف المعدّل الأدنى وفق المعيار العالمي، ويعمل 14 مستشفى حكوميا على استقبال الحالات الحرجة فقط.

أما في العراق، فهناك  5.1  مليون طفل بحاجة إلى المساعدة، وتستنفذ إمدادات المياه في مخيّمات النازحين الموجودة حول الموصل إلى الحدّ الأقصى، نتيجة وصول عائلات جديدة إلى المخيّم يوميّاً، ويعاني الكثير من أطفال هذه العائلات من سوء التغذية، وحسب تقديرات اليونيسف، هناك 85,000 طفل محاصر غرب الموصل، وقد انقطعت عنهم المساعدات الإنسانيّة على مدى الأشهر السبعة الماضية ولا يصلهم من الرعاية الطبيّة إلاّ القليل.

أما في ليبيا، فهناك 450 ألف طفل بحاجة إلى المساعدة، وتأتي  ليبيا في المكان الثاني بعد سوريا، من حيث ترتيب الدول التي تعرضت المرافق الصحية بها إلى الهجمات، كما تعرضت برامج تطعيم الأطفال إلى العديد من التحديات منذ اندلاع النزاع في عام 2011، مع وجود تقارير غير مؤكدة عن الحصبة بين الأطفال الصغار.

وفي السودان، هناك  2.3 مليون  طفل بحاجة إلى المساعدة، وقد تمّ تسجيل أكثر من 8 آلاف حالة إصابة بالإسهال المائي الحادّ في ثمانية أشهر فقط في المناطق المتضررة من النزاع، وتشمل المناطق التي تستضيف أعداداً كبيرة من اللاجئين من جنوب السودان.

وتعمل اليونيسف مع شركائها على مدار الساعة في هذه البلدان لتزويد الأطفال المعرضين للخطر بالمياه الصالحة للاستعمال ومواد تنقية المياه والإمدادات الطبيّة، وذلك للحيلولة دون الانهيار الكامل للبنى التحتيّة الأساسيّة لمرافق الصحّة والمياه. لكن مع استمرار النزاعات وفي ظل التضييق على "المساحة الإنسانيّة"، تتزايد التحدّيات أمام وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى جميع الأطفال الأكثر هشاشة.