منظور عالمي قصص إنسانية

بدون جهود إضافية لن يكون بالإمكان تحقيق هدف القضاء على الجوع بحلول 2030

قرية بهري الجانج، منطقة سورخيت، غرب نيبال. تصوير: © الصندوق الدولي للتنمية الزراعية/ سانجيت داس / بانوس
قرية بهري الجانج، منطقة سورخيت، غرب نيبال. تصوير: © الصندوق الدولي للتنمية الزراعية/ سانجيت داس / بانوس

بدون جهود إضافية لن يكون بالإمكان تحقيق هدف القضاء على الجوع بحلول 2030

الضغط الشديد على الموارد الطبيعية وتزايد عدم المساواة وآثار التغير المناخي تحد قدرة البشر على إطعام أنفسهم في المستقبل، حسب ما جاء في تقرير جديد صدر عن منظمة الأغذية والزراعة -الفاو اليوم.

ويقول التقرير الذي يحمل عنوان "مستقبل الأغذية والزراعة: توجهات وتحديات" إنه رغم تحقيق تقدم حقيقي وكبير في جهود تقليص الجوع في العالم خلال السنوات الثلاثين الماضية، إلا أن "كلفة التوسع في إنتاج الغذاء والنمو الاقتصادي كانت غالباً عالية على البيئة الطبيعية".ومن المرجح أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 مليار نسمة بحلول العام 2050. وفي سيناريو نمو اقتصادي معتدل فإن هذه الزيادة في عدد السكان ستزيد من الطلب العالمي على المنتجات الزراعية بنسبة 50% مقارنة بالمستويات الحالية، حسب التقرير، وهو ما سيزيد من الضغوط على الموارد الطبيعية الشحيحة أصلاً.وفي نفس الوقت فإن أعداداً أكبر من الناس ستتناول حبوباً أقل وكميات أكبر من اللحوم والفواكه والخضروات والأطعمة المصنعة وذلك نتيجة التحول الغذائي العالمي السائد حالياً الذي سيضيف إلى تلك الضغوط بما يؤدي إلى زيادة في إزالة الغابات وتدهور الأراضي وانبعاث غازات الدفيئة.والسؤال الرئيسي الذي يطرحه تقرير الفاو اليوم هو ما إذا كانت الزراعة ومنظومات الغذاء في العالم ستكون قادرة في المستقبل على تلبية حاجات سكان العالم المتزايد بشكل مستدام.الجواب المختصر على هذا السؤال هو: نعم، منظومات الغذاء على كوكب الأرض قادرة على إنتاج طعام كاف لذلك، وبشكل مستدام، لكن إطلاق هذه الإمكانية، وضمان إستفادة البشرية بأكملها، يتطلب "تحولات كبرى".ويشير التقرير إلى أنه من دون الاندفاع نحو الاستثمار في منظومات الغذاء وإعادة تنظيمها، سيظل الكثير من الناس جوعى عام 2030، وهو العام الذي حددته أجندة أهداف التنمية المستدامة للقضاء على انعدام الأمن الغذائي المزمن وسوء التغذية.ويقول التقرير: "من دون جهود إضافية لنشر التنمية لمصلحة الفقراء وتقليص عدم المساواة وحماية الناس الضعفاء، سيكون هناك أكثر من 600 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في العام 2030". وفي الواقع، فإن معدل التقدم الحالي لن يكون كافياُ للقضاء على الجوع حتى بحلول العام 2050. وبالنظر إلى المجال المحدود لاستخدام الزراعة النامية للمزيد من الأراضي وموارد المياه، فإن الزيادة في الإنتاج المطلوبة لتلبية الطلب المتنامي على الغذاء لن تتحقق إلا من خلال تحسين الإنتاجية وفعالية استخدام الموارد بشكل رئيسي.إلا أن هناك مؤشرات مقلقة تفيد بأن النمو في إنتاج المحاصيل الرئيسية يستقر عند مستواه. فمنذ تسعينات القرن الماضي لم يزد إنتاج الذرة الصفراء والأرز والقمح على المستوى العالمي سوى أكثر بقليل من 1% سنوياً، حسب التقرير.وتشدد منظمة الأغذية والزراعة على الحاجة إلى إجراء تحولات رئيسية في أنظمة الزراعة والاقتصادات الريفية وإدارة الموارد الطبيعية إذا ما أردنا التصدي للتحديات التي نواجهها والاستفادة من كامل طاقات الأغذية والزراعة لضمان مستقبل صحي وآمن لجميع الناس وكوكب الأرض بأكمله .ويقول التقرير إن استمرار الوضع على ما هو عليه، ليس خياراً لمواجهة التحديات الواردة في التقرير.ويضيف: "نحتاج إلى إجراء تحولات رئيسية في أنظمة الزراعة والاقتصادات الريفية وإدارة الموارد الطبيعية إذا ما أردنا التصدي للتحديات التي نواجهها والاستفادة من كامل طاقات الأغذية والزراعة لضمان مستقبل صحي وآمن لجميع الناس وكوكب الأرض بأكمله".