منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: حقوق الإنسان تتعرض لضغوط غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم

المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في الاحتفال بالذكرى ال50 لاعتماد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باغورناس
المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في الاحتفال بالذكرى ال50 لاعتماد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باغورناس

الأمم المتحدة: حقوق الإنسان تتعرض لضغوط غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم

قبل يومين من الاحتفال بيوم حقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من كانون الأول ديسمبر، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن الضغوط غير المسبوقة على المعايير الدولية لحقوق الإنسان تهدد بانهيار مجموعة فريدة من الحماية وضعت بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال السيد زيد في بيان صحفي، "كانت 2016 سنة كارثية لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وإذا استمر تراجع نظام حقوق الإنسان وسيادة القانون الذي وضع بعناية في اكتساب الزخم، سيعاني الجميع في نهاية المطاف".

وأضاف، "الكثير منا قلق إزاء مسار العالم. الحركات المتطرفة تخضع الناس لعنف مروع. الصراعات والحرمان يقتلعان الأسر من منازلهم. تغير المناخ يهدد بتعتيم آفاقنا. التمييز، والفوارق الاقتصادية والرغبة الجامحة للكسب أو الحفاظ على السلطة بأي ثمن هي الدوافع الرئيسية للأزمات الحالية السياسية وحقوق الإنسان. القيم الإنسانية تتعرض للهجوم - والكثير من الناس ينتابهم الشعور بالقهر والارتباك، غير متأكدين مما يجب القيام به أو إلى أين يتجهون."

وقال زيد، "كثير من الزعماء يفشلون في التعامل بفعالية وصدق مع هذه القضايا الاجتماعية والاقتصادية المعقدة. وهكذا يتجه الناس في حالة اليأس إلى أصوات صفارات الإنذار التي تستغل المخاوف، وتبذر التضليل والانقسام، وتقدم وعودا مغرية لا تستطيع الوفاء بها."

ودعا المفوض السامي المجتمع الدولي للدفاع عن النظام الذي تم تصميمه خصيصا لجعل العالم مكانا أفضل للجميع.

وقال إن "عالما يركز الناس فيه فقط على احتياجات فئة اجتماعية أو وطنية أو دينية، ويتجاهل أو يهاجم الاحتياجات المتساوية للآخرين، هو عالم يمكن أن ينحدر بسرعة هائلة في البؤس والفوضى".

وتابع قائلا "حقوق الإنسان هي أساس السياسة الفعالة في مجتمعات يمكن للشعوب أن تثق فيها بالحكومة وتعتمد على القانون. تدمير القوانين والمؤسسات التي بنيت بشق الأنفس على مدى النصف الأخير من القرن العشرين - المصممة لحماية جميع الأفراد، فضلا عن تعزيز الاستقرار والرفاه الاقتصادي - يدل على قِصَر نظر شديد، وقد يؤدي إلى عواقب خطيرة. لا تعد هذه أمورا تافهة تلقى جانبا لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية".

ووفقا له، سوريا هي أبرز مثال على فشل المجتمع الدولي. "باختصار، لقد ألقت الدول بشكل جماعي القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان بعيدا، بدلا من التعاون لوقف القتال واستعادة النظام. وبعض الدول أججت لهيب الصراع، وساعدت القتلة، وقدمت الأسلحة، وشجعت المتطرفين".

وأشار المفوض السامي أيضا إلى أنه في أجزاء من مناطق أوروبا والولايات المتحدة، "الخطاب المعادي للأجانب المملوء بالكراهية والعنف ينتشر بشكل أسوأ بكثير دون مقاومة."

ووفقا للسيد زيد، فقد حان الوقت لتغيير المسار، معلنا عن إطلاق حملة "الدفاع عن حقوق شخص ما اليوم."