منظور عالمي قصص إنسانية

مراكش: المدن تتطلع إلى القيام بدور رئيسي في تنفيذ اتفاق باريس

نصف سكان العالم يعيشون في البيئات الحضرية.
UN Photo/Kibae
نصف سكان العالم يعيشون في البيئات الحضرية.

مراكش: المدن تتطلع إلى القيام بدور رئيسي في تنفيذ اتفاق باريس

في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في مراكش (COP 22)، أظهرت المدن استعدادها للقيام بدور رئيسي في تنفيذ اتفاق باريس، الذي دخل حيز التنفيذ في الرابع من تشرين ثاني نوفمبر من هذا العام، بما في ذلك الحد من انبعاثات الكربون.

وقال جينو فان بيغن الأمين العام لمنظمة الحكومات المحلية من أجل الاستدامة، وهي شبكة عالمية تضم أكثر من 1500 مدينة وبلدة ومناطق معنية ببناء مستقبل مستدام، في مؤتمر صحفي، "العمل المناخي في وحول المدن والمناطق سيكون حاسما لضمان أن نبقى على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين مئويتين، مع استهداف 1.5 درجة مئوية".

ومن جانبها قالت جاكلين ماكغليد، كبيرة العلماء في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، "يمكن للمدن المساعدة في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة. وثمة إمكانيات هائلة في هذا الصدد."

وركز اليوم العالمي للعمل من أجل المناخ المخصص للمدن والمستوطنات البشرية على إمكانية العمل على المستوى المحلي، وخاصة من حيث المرونة والكفاءة في استخدام الطاقة في المباني. وقد تم إطلاق أداة جديدة لمساعدة المدن على تقييم تدابير المرونة التي يتخذونها.

وتمثل المناطق الحضرية نحو 70٪ من الانبعاثات العالمية من الطاقة. وسوف يكون للعديد من التدابير الرامية إلى تكيف المناطق الحضرية مع تغير المناخ أيضا آثار إيجابية، بما في ذلك تجديد المباني القديمة، وتشييد مبان منخفضة الطاقة.

وقالت "بطلة العمل من أجل المناخ"، لورانس توبيانا في المؤتمر الصحفي، "من المهم تصميم وتطوير المدن بطريقة مختلفة تماما. نحن بحاجة لخفض استهلاك الطاقة في المباني بنسبة 50٪ بحلول عام 2050. ويمثل ذلك تحديا كبيرا."

وأضافت، "يمكن للمدن أن تساعد الحكومات على تنفيذ التزاماتها الوطنية بشكل أفضل، وأن تنشد أهدافا أعلى".

وفي مقابلة لها مع مركز أنباء الأمم المتحدة، أكدت ماكغليد أن كل مبنى جديد تم تصميمه بنظام "التدفئة السلبية" يمكن أن يقلل من استهلاك الطاقة بنسبة 30 إلى 40٪.

ووفقا لها، فإن تطوير شبكات نقل فعالة في المدن أمر هام أيضا. "نحن نرى أن رؤية شباب اليوم للمدينة مختلفة جدا. هم يرونها قرى صغيرة، حيث يمكنهم السير على الأقدام إلى أي مكان، والاجتماع والقيام بأنشطتهم اليومية دون الحاجة للمركبات والنقل باستخدام الوقود الحفري."

وأكدت ماكغليد أيضا على أهمية "استخدام نظم العمارة التقليدية القديمة للحد من استهلاك الطاقة، وذلك بفضل الوسائل السلبية لتكييف الهواء. هناك توجه قائم، وخاصة في البلدان النامية، حيث يتم استخدام مواد مثل الخيزران والطين والمواد المحلية بدلا من الأسمنت وما أسميه "المواد الغريبة المستوردة".