منظور عالمي قصص إنسانية

في اليوم العالمي للتوحد.. المجتمعات تهدر الطاقات الإبداعية للتوحديين

مشاركون في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد والذي يحتفل به في الثاني من نيسان/أبريل من كل عام.
UN Photo/Eskinder Debebe
مشاركون في اليوم العالمي للتوعية بالتوحد والذي يحتفل به في الثاني من نيسان/أبريل من كل عام.

في اليوم العالمي للتوحد.. المجتمعات تهدر الطاقات الإبداعية للتوحديين

عقدت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك فعالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالتوحد، تحت عنوان "التوحد وجدول أعمال 2030: الشمولية والتنوع في الجهاز العصبي".

وفي افتتاح الجلسة اغتنمت كريستينا غاياك وكيلة الأمين العام لإدارة شؤون الإعلام، الفرصة لتسلط الضوء على حقوق التوحديين واستمرار تهميشهم في العديد من المجتمعات.ومن جهته أثنى رئيس الجمعية العامة مونز لوكوتوفت، على اعتماد الاتفاقية التاريخية حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة منذ عشر سنوات، قائلا:"الغرض من هذه الاتفاقية هو تعزيز وحماية وضمان التمتع بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك بالطبع التوحديون."وبينما شدد لوكوتوفت على ضرورة معاملة التوحديين باعتبارهم أفرادا مهمين في المجتمع، لهم نفس الحقوق في التعليم والتوظيف والمشاركة في الحياة السياسية والثقافية، أشار إلى التزايد في تشخيص حالات التوحد، حيث يعد واحد من كل 68 شخصا مصابا بالتوحد، غالبيتهم من الأطفال.وكان الضيف الرئيسي للفعالية، ستيف سيلبرمان مؤلف كتاب "القبائل العصبية"، الذي يتناول فيه نظرة المجتمعات للتوحديين في الماضي والتنوع العصبي في المستقبل.وأثناء كلمته، أكد سيلبرمان أن التوحد ليس حالة جديدة على المجتمع بأي شكل من الأشكال، ولكن المجتمعات كانت تخفي تلك الحالات أو تطلق عليها مسميات أخرى:"كانوا مخفيين عن المؤسسات والأنظار، قابعين وراء أبواب العار والسرية. لقد تحدثت في الماضي إلى آباء وأمهات من كبار السن، قالوا لي إن الأطباء النفسيين كانوا ينصحونهم بوضع أطفالهم في الجناح الخلفي للمستشفى العام، وأن يزيلوا بهدوء صورهم من ألبوم صور العائلة و ألاّ يتحدثوا أبدا عنهم مرة أخرى."كما ذكر أن جيلين على الأقل من التوحديين قد عاشوا وماتوا في مؤسسات صحية، حيث كانوا عرضة لتجارب ومعاملات وحشية واعتقد الناس أنهم غير قادرين على التعلم والتطور.وقال سيلبرمان إن المجتمع يخدع نفسه، إذ ينتظر منتجا طبيا خارقا للتخلص من التوحد، فيما يواجه الكثيرون من الرجال والنساء من ذوي القدرات والمهارات الهائلة، الحرمان من الحق في حياة سعيدة وصحية وآمنة ومنتجة.