منظور عالمي قصص إنسانية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسهم في مكافحة انتشار فيروس زيكا

فحص عينات من البعوض في مختبر لمرض الزيكا. الصورة من منظمة الأغذية والزراعة.
فحص عينات من البعوض في مختبر لمرض الزيكا. الصورة من منظمة الأغذية والزراعة.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسهم في مكافحة انتشار فيروس زيكا

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستقوم بإعطاء البرازيل أجهزة ومعدات لإنتاج أشعة غاما للمساعدة في مكافحة فيروس زيكا، جاء ذلك خلال زيارة قام بها وفد من خبراء الوكالة إلى البرازيل.

وتقوم الوكالة بدور فعال في مكافحة انتشار الأمراض عن طريق مكافحة الحشرات الناقلة لها. إلاّ أنها لا تتعامل مع مكافحة الأمراض بشكل مباشر، فهي تقوم بتطوير التقنية وإعطائها لوكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، والتي تتعامل مع الفيروس مباشرة.

وتعتمد هذه التقنية، المسماة بـ "إطلاق الذكور العقيمة"، بالأساس على إنتاج كميات كبيرة من البعوض، ثم فصل الذكور عن الإناث، ثم تعرض الذكور لأيونات غاما المشعة، فتصبح الذكور عقيمة.

بعد ذلك يتم إطلاق هذه الذكور العقيمة بشكل ممنهج من الأرض أو عن طريق الجو في المناطق الموبوءة، للتزاوج مع إناث البعوض البرية، مما يؤدي إلى عدم إنتاج ذرية جديدة، وبالتالي القضاء على طرق نقل الفيروس.

ولا تنقل ذكور البعوض الفيروس، حيث إنها تتغذى على رحيق الزهور، فيما تتغذى الإناث على الدم من خلال اللدغ.

ولذا تعد تلك التقنية، عند تطبيقها مع طرق مكافحة أخرى، آمنة وأنجح أسلوب لقمع تكاثر الآفات الحشرية الناقلة للأمراض.

وقد استخدمت تقنيات مشابهة في الماضي وحققت نجاحات في التصدي لأمراض أخرى، كما ذكر الدكتور عدلي عبد الله الخبير في مجال البيولوجيا الجزيئية للفيروسات بالوكالة الدولية للطاقة الذرية:

"التقنية متواجدة منذ 50 عاما، بالنسبة لحشرات أخري مثل ذبابة الفاكهة وذبابة تسي تسي الناقلة لمرض النوم، وأثبتت نجاحا جيدا. بالنسبة للبعوض، أسفرت جهود الوكالة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، عن تطوير هذه التكنولوجيا منذ عشر سنوات. بعض التجارب المبدئية تمت بنجاح في دول مثل إيطاليا وإندونيسيا وموريشيوس والصين وأثبتت نجاحا جيدا جدا."

ويستخدم عنصر الكوبالت-60 في إنتاج أشعة غاما، التي تستخدم بدورها في أغراض عديدة، منها: مكافحة الخلايا السرطانية وتعقيم المواد الغذائية والأدوات الطبية، بالإضافة إلى العديد من التطبيقات الطبية والاصطناعية.