أزمة طوارئ إنسانية في تنزانيا بسبب تدفق اللاجئين البورنديين
وقد بلغ التهجير الجماعي للسكان ذروته في الأيام القليلة الماضية حيث يصل ما بين 500 إلى 2000 شخص يوميا، الأمر الذي يتسبب في الضغط على البنية الأساسية للنظام الصحي الحالي. ويصاحب هذا الوضع مساحات محدودة للإيواء، والممارسات الصحية السيئة، وعدم كفاية المرافق الصحية والمياه الصالحة للشرب.وقد تفاقمت الأزمة في الثالث عشر من مايو/ أيار الحالي حيث تم تشخيص 15 حالة إصابة بالإسهال الحاد والتي أكدت وجود الكوليرا. وتم تأكيد عينتين في اليوم التالي، في مخيم نيروغوسا وإرتفع عدد الإصابات بالإسهال الحاد بسرعة حيث وصلت إلى أكثر من ألف حالة. وعلاوة على ذلك، فقد أثبت الفحص ل13 عينة في 17 مايو /أيار بوجود الكوليرا.وتشمل الفئات المعرضة بشكل محدد لخطر الإصابة، النساء الحوامل والأطفال وكبار السن، والفئات الخاصة التي تحتاج إلى الرعاية الخاصة بما في ذلك الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والأطفال غير المصحوبين والمعاقين والمصابين بأمراض مزمنة أخرى. وفي الفترة ما بين 11 إلى 17 مايو أيار، قام فريق مشترك من خبراء من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بتقييم سريع أولي للوضع، وأوصوا باتخاذ إجراءات طارئة لضمان الاستجابة في الوقت المناسب في منطقة كيغوما. ويعيق عدم توفر وسائل النقل المائية في قرية كاكونغا، والتي تعتبر نقطة الدخول الرئيسية للاجئين، نقل اللاجئين بصورة سهلة إلى مخيم نيروغوسا للاجئين في منطقة كيغوما ، حيث يقوم القاربان الصغيران المتوفران بنقل ألف لاجئ فقط يوميا. كما استنفذ مخيم نيروغوسا للاجئين أيضا طاقة استيعابه، ويجري إيواء طالبي اللجوء في المدارس المحلية حيث ينتظرون الخيام المؤقتة. وقد تم إنشاء منطقة إيواء مؤقتة في ملعب تنجانيقا في مدينة كيغوما، إلا أنها تحتاج إلى الكثير لجعلها صالحة للسكن. وقام الفريق الإقليمي لإدارة الصحة وبالتعاون مع الشركاء بإنشاء المراكز الصحية عند نقطة الدخول ومناطق الاستقبال في كاكونغا، وتنجانيقا ونيروغوسا حيث يتم توفير الخدمات الصحية الأساسية وفحص طالبي اللجوء. وتعاني المراكز الصحية من قلة العاملين في مجال الرعاية الصحية، والأدوية والإمدادات الأساسية ومحدودية مرافق المياه والصرف الصحي.وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك حاجة إلى تعزيز آليات التنسيق لتوسيع نطاق توفير خدمات الرعاية الصحية وخدمات المأوى والغذاء والحماية الأساسية إلى السكان الأكثر عرضة للخطر. وقد طلبت وزارة الصحة التنزانية الدعم في مجال الموارد البشرية والمالية للتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية الناشئة.