منظور عالمي قصص إنسانية

المفوض السامي لحقوق الإنسان: "فجوة التمويل تلوح في الأفق وسط جهود معالجة ابتلاء مزدوج"

UN Photo/Jean-Marc Ferré
UN Photo/Jean-Marc Ferré
UN Photo/Jean-Marc Ferré

المفوض السامي لحقوق الإنسان: "فجوة التمويل تلوح في الأفق وسط جهود معالجة ابتلاء مزدوج"

قال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين في أول مؤتمر صحفي له منذ توليه منصبه إن مكافحة "الابتلاء المزدوج" المتمثل في الإيبولا وجماعة داعش، فيما يشهد العالم أكبر عدد من النازحين قسرا منذ الحرب العالمية الثانية وسط تقلص الميزانية، يشبه استخدام قارب ودلو لمواجهة الفيضانات.

وأضاف "لقد استنفدت عملياتنا إلى نقطة الانهيار، في عالم يبدو أنه يترنح من الدخول في أزمة إلى أخرى أكثر خطورة من أي وقت مضى"، محذرا من أنه عندما لا تتمكن مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من إرسال من يقوم بالرصد وتقديم التقارير، والتدريب، والمناصرة - قد تكون التكلفة باهظة".وأضاف أن كلا من التهديدين لم يحدثا بشكل مفاجئ ولكن العالم سمح بنشأتهما ببطئه وإهماله، حيث تمت الاستهانة باحتمالية تحولهما إلى خطر لفترات طويلة. ولذلك يجب أن تركز الاستجابة العالمية لفيروس إيبولا على الحق في الصحة، والتعليم، والصرف الصحي، والتنمية والحكم الرشيد. وقال إن الاستجابة التي تبنى على احترام حقوق الإنسان هي فقط التي ستنجح في سحق هذا الوباء.وأضاف "يجب علينا أيضا أن نحذر من استخدام "نحن" و "هم". فمثل هذه العقلية ستؤدي إلى وضع الناس في مجموعات منسوبة للهوية، وتضع جميع الأفارقة،أو كل من هو من غرب أفريقيا، أو بعض جماعات وطنية أو محلية صغيرة في صورة نمطية. إنه من الخطأ أن تمتهن إنسانيتهم ووصمهم." وأوضح قائلا "يعمل مكتبي على وضع مبادئ توجيهية بشأن الحجر الصحي لأن فرضه بشكل قسري بالممارسات الخاطئة، يمكن أن ينتهك بكل سهولة ليس فقط مجموعة واسعة من حقوق الإنسان، ولكن يمكن أن يسهم في تسريع انتشار الأمراض مثل فيروس الإيبولا. أريد أيضا أن أشير إلى أن إدخال عقوبات جنائية في استجابات الصحة العامة من المرجح جدا أن تأتي بنتائج عكسية، ووضع الأشخاص الذين قد يكونون مصابين في السجون المكتظة قد يفاقم الكارثة".وعن مقاتلي تنظيم داعش، أشار المفوض السامي إلى أنهم من حركة شيطانية يمكن أن تبيد شعوبا، وقال، "لكن داعش مثل الايبولا لم تظهر من فراغ. داعش استطاعت أن تنتشر بدهاء بعد أن جمعت ما يكفي من الزخم لتقتحم الحدود من العراق إلى سوريا ومن سوريا إلى العراق ومن كاميراتها وأجهزة الكومبيوتر الخاصة بها عبر اليوتيوب إلى بيوتنا." وقال السيد زيد، "فيما تتقدم داعش والإيبولا، من "المؤسف" أن مكتب الأمم المتحدة المسؤول عن حقوق الإنسان لا يمكنه الوفاء بعشرات الطلبات المعلقة لمستشاري حقوق الإنسان ويتلقى فقط حوالي ثلاثة في المائة من الميزانية العادية للأمم المتحدة. هناك نقص في التمويل بما قيمته 25 مليون دولار من الاحتياجات لهذا العام. وأضاف المفوض السامي، "نحن نطلب أقل من ما سوف ينفقه الأمريكيون على أزياء حيواناتهم الأليفة في عيد الهالوين في غضون أيام قليلة، وهذا يشمل عائلتي التي تعيش في نيويورك".وأوضح السيد زيد، أن بعض موظفي المفوضية مضطرون لتغطية سبعة أو ثمانية بلدان، ودعم العديد من خبراء حقوق الإنسان المستقلين، واللجان. وقال السيد زيد، ومع ذلك، تحقق المفوضية في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، مجددا دعوته للحكومة إلى النظر في الانضمام إلى نظام روما الأساسي لقبول اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أن المفوضية تعتزم إصدار تحديث آخر عن عدد الوفيات التي أعلن عنها في سوريا قبل نهاية العام. وحاليا، تم الإبلاغ عن أكثر من 200 ألف حالة وفاة منذ آذار/مارس عام 2011. وفي أفريقيا، ما زالت النزاعات والانتهاكات مستمرة، بما في ذلك العنف الجنسي في جنوب السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان والصومال ونيجيريا ومالي، مما زاد من تفاقم الفقر المزمن بالفعل. وأشار إلى أن وضع حقوق الإنسان "المروع والمطول " في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية تحت الرصد الدولي بفضل جهود لجنة التحقيق الدولية، التي أنشأتها السيدة نافي بيلاي. كما أبرز أيضا المخاطر التي يواجهها المهاجرون في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والأمريكتين، حيث يلقى العديد منهم حتفهم في مساعيهم اليائسة لإيجاد حياة أفضل. وفي الوقت نفسه، هناك زيادة مقلقة في عدد الأحزاب السياسية الرئيسية في الدول الأوروبية وغيرها من الدول الصناعية التي تطرح وأحيانا تعمل على تنفيذ سياسات الهجرة وكراهية الأجانب الرجعية المسيئة.