منظور عالمي قصص إنسانية

العراق: المنظمة الدولية للهجرة تدعو إلى إنشاء ممرات إنسانية للوصول إلى عشرات الآلاف من العراقيين المهجرين

صورة أرشيفية، مفوضية شؤون اللاجئين / س. بولدون
صورة أرشيفية، مفوضية شؤون اللاجئين / س. بولدون

العراق: المنظمة الدولية للهجرة تدعو إلى إنشاء ممرات إنسانية للوصول إلى عشرات الآلاف من العراقيين المهجرين

قالت منسقة الطوارئ في المنظمة الدولية للهجرة في بغداد، السيدة ماندي الكسندر:" لم تتمكن المنظمة من توزيع الإغاثة المقدمة منها ومن وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف إلا لعشرة آلاف شخص فقط هذا الشهر، إنها مجرد قطرة في دلو عند النظر الى احتياجات عشرات الآلاف من الأشخاص الذين نزحوا بسبب القتال الدائر في الموصل، تلعفر وتكريت وعلى الطريق جنوب بغداد".

وقالت الكسندر خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر المنظمة الدولية للهجرة في جنيف :" بالأمس، لم نتمكن من القيام بتقييم دقيق لاحتياجات الغالبية العظمى من الناس أو تقديم المساعدات لهم بسبب انعدام الأمن ومئات الحواجز على الطرقات التي وضعتها الحكومة وجماعات المعارضة المسلحة ومنع الناس من الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات. لا يمكننا الوصول إليهم ولا يمكنهم الوصول إلينا "

ودعت المنظمة الدولية للهجرة إلى إبقاء المدارس والمساجد والمستشفيات والمباني العامة أماكن آمنة ومحايدة من أجل تقديم المساعدات للنازحين الذين لجأوا إليها وغيرها. وأصبحت العديد من المساجد هدفاً لإطلاق النار في المعارك الأخيرة، وتم تدمير اثنين من المستشفيات الرئيسية في الموصل.

وتقول ماندي الكسندر:" لم يعد العراق البلد الذي عرفناه وسوف لا نرى أبدا العراق الذي كنا نعرفه. العراق الآن هو بلد مختلف تماما. ونعمل الآن كما في حالات الطوارئ لعام 2003 و 2006، ويوجد الآن حالة طوارئ إنسانية معقدة جدا مع وجود عقبات هائلة للتغلب عليها".

ويعمل مع منظمة الدولية للهجرة في العراق ما مجموعه 250 شخص من الموظفين الدوليين والمحليين. وكلما اتيح الامن، تقوم المنظمة الدولية للهجرة بإجراء التقييم السريع والاستجابة وجمع بيانات النزوح.

هناك الآن صعوبة في جمع البيانات على نحو متزايد، بسبب اغلاق شبه تام لخطوط الهاتف والإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية.

وتمكنت المنظمة من تحديد احتياجات من 240 ألف نازح في 240 موقعا مختلفا. وتظهر البيانات أن معظم موجات النزوح الأخيرة كانت في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وأكبرها كانت في نينوى.

ولجأت غالبية الأسر الفارة عبر الحدود إلى محافظات إقليم كردستان العراق خصوصاً دهوك وأربيل والسليمانية. وتم تحديد عائلات صغيرة جنوبا حتى البصرة وذي قار وميسان والنجف والقادسية وواسط.

وقالت ماندي الكسندر:" إن عملية تتبع النازحين هي عملية صعبة جدا. فالناس يتنقلون باستمرار. فالوضع يتغير من ساعة إلى أخرى ويتقلب جدأ. وكثيرا ما تنزح الأسر أطثر من مرة".

ووفقا لالكسندر، فقد تفاقمت المصاعب في أسعار السلع الأساسية. وأصبح الوقود أيضا نادرا على نحو متزايد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النقل. وتوقف النظام المصرفي أيضا عن العمل ، وتجد وكالات المعونة بما في ذلك المنظمة الدولية للهجرة صعوبة متزايدة في الحصول على المشتريات في البلاد.

وكجزء من نداء الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات، تطلب المنظمة الدولية للهجرة مبلغ 40 مليون دولار للحفاظ على نظام التحديد وشراء وتوزيع 5,000 خيمة و 60,000 من مواد الإغاثة غير الغذائية، ونشر عيادات صحية متنقلة. وتطلب أيضا مبلغ 7.5 مليون دولار لمساعدة رعايا البلدان الثالثة الذين تقطعت بهم السبل في العودة إلى ديارهم، وذلك استجابة لطلبات المساعدة من الفلبين ونيبال وسريلانكا وبنغلاديش.