منظور عالمي قصص إنسانية

مدير اليونيسف يقول إن أطفال جمهورية أفريقيا الوسطى بحاجة ماسة إلى التعافي والأمل والتمويل

media:entermedia_image:084daf51-2013-4f76-837c-b93291ca72ed

مدير اليونيسف يقول إن أطفال جمهورية أفريقيا الوسطى بحاجة ماسة إلى التعافي والأمل والتمويل

أسفرت أعمال العنف الهمجية عن وقوع العديد من الوفيات وخلق حالة من التوتر سادت أرجاء جمهورية أفريقيا الوسطى في الفترة الأخيرة.

ويشمل هذا العنف مقتل ثلاثة أطفال و19 بالغاً عندما تم الهجوم على قافلة من المدنيين الفارين في شمال البلاد بالقرب من بوار. وقد ساعد الصليب الأحمر في دفن نحو 50 شخصاً قتلوا في أنحاء بويالي وبوالي وبوسيمبيلي في أحداث عنف طائفية. كما تم اختطاف رجلين ورجمهما حتى الموت على يد غوغاء في بانغي، ثم أحرقت جثتيهما على الطريق الرئيسي أمام المارة، ومن ضمنهم أطفال.

وقال المدير التنفيذي لليونيسف، أنتوني ليك، من بانغي: "لقد شهدت الأشهر الأخيرة عنفاً مروعاً ومعاناة وخوفاً للأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى. فقد عانوا الموت والإصابات وشهدوا أشياء فظيعة لا ينبغي أن يراها أي طفل أبداً، ناهيك عن تحملها. وقد نزح عدد كبير جداً من الأطفال من ديارهم، وانفصلوا عن أسرهم وتم تجنيدهم على أيدي الجماعات المسلحة."

وقد تضرر نحو 2.3 مليون طفل من جراء النزاع الدائر في البلاد، ونزح ما يقرب من نصف مليون طفل من جراء العنف في العام الماضي، واختبأ العديد منهم في الغابات مع فرص محدودة أو معدومة للحصول على الخدمات الأساسية أو المساعدة. وأغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد، وتعرضت العيادات الصحية للنهب، كما تعرضت شبكات المياه للتدمير. وسوف يؤدي موسم الأمطار، الذي يبدأ في مارس/آذار، إلى تفاقم الوضع الإنساني الهش بالفعل لمئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في مواقع النازحين داخلياً في جميع أنحاء البلاد.

وشارك الاتحاد الأوروبي مع الأمم المتحدة في استضافة اجتماع رفيع المستوى في بروكسل بشأن الاستجابة الإنسانية والاحتياجات التمويلية لجمهورية أفريقيا الوسطى. وفي جنيف، عقد مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة جلسة خاصة حول جمهورية أفريقيا الوسطى.

وتحث اليونيسف على وضع الأطفال في صميم الاستجابة والتركيز على زيادة الاستثمار في إعادة بناء النظم الصحية والتعليمية والمجتمعية التي توفر الحماية والرعاية للأطفال إذا سنحت الفرصة. وهذا يستغرق وقتاً والتزاماً وموارد. ولذا يجب أن يبدأ العمل الآن.

وقال ليك: "إن جمهورية أفريقيا الوسطى على مفترق طرق. وإن ما نقوم به الآن أو لا نقوم به الآن، سوف يكون له تأثير لسنوات قادمة، ليس فقط على حياة الأطفال، ولكن أيضاً على مجتمعاتهم. ومن خلال القيام بتركيز الاهتمام والموارد المالية والإرادة السياسية العالمية بشكل عاجل على استعادة طفولة أفضل لأطفال جمهورية أفريقيا الوسطى، يمكننا إحداث تغيير إيجابي في حياتهم – وبالتالي في مستقبل مجتمعهم. "