منظور عالمي قصص إنسانية

وكالة الأمم المتحدة للاجئين: عدد اللاجئين السوريين يتخطى 2 مليون نسمة

من الأرشيف الآلاف من السوريين يتدفقون عبر الحدود إلى العراق بحثا عن المأوى. الصورة: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين /جي. غوبايفا
من الأرشيف الآلاف من السوريين يتدفقون عبر الحدود إلى العراق بحثا عن المأوى. الصورة: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين /جي. غوبايفا

وكالة الأمم المتحدة للاجئين: عدد اللاجئين السوريين يتخطى 2 مليون نسمة

أعلنت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم، أن ما يقدر بنحو 5 آلاف سوري يفرون من منازلهم بشكل يومي. و قد أسفر العنف المتصاعد في البلاد عن تهجير أكثر من مليوني لاجئ، مضيفة أنه لا يوجد أي إشارة على إنتهاء هذه "الكارثة الإنسانية" قريبا.

وقال مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان له "إن الحرب في عامها الثالث، وسوريا تنزف بسبب اضطرار النساء والأطفال والرجال إلى عبور الحدود. وفي الغالب لا يحملون معهم سوى الثياب التي يرتدونها". وأضاف المكتب أن "هذا الاتجاه ينذر بالخطر، ويمثل قفزة تبلغ نحو 1.8 مليون شخص في 12 شهرا".وتستضيف دول المنطقة أكثر من 97 في المائة من اللاجئين السوريين. وتشير الأرقام التي أعلنتها المفوضية، اليوم، الثلاثاء إلى أن هناك مليوني سوري مسجلين بصفة لاجئين، أو في انتظار تسجيلهم. وفي نهاية آب/أغسطس، بلغ عدد اللاجئين 110 آلاف في مصر، و168 ألفا في العراق، و515 ألفا في الأردن، و716 ألفا في لبنان، و460 ألفا في تركيا. وحوالي 52% من هؤلاء اللاجئين هم أطفال في السابعة عشرة من العمر أو ما دون. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين في 23 آب/أغسطس أن عدد الأطفال بين اللاجئين السوريين تخطى المليون.وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في مقر الأمم المتحدة في جنيف إن سوريا أصبحت "كارثة إنسانية مشينة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لم يشهدها التاريخ الحديث". وأضاف أن "العزاء الوحيد هو الإنسانية التي تبديها البلدان المجاورة في الترحيب باللاجئين، وإنقاذ حياة الكثير منهم".وقد شكلت أزمة اللاجئين عبئا هائلا على البنية التحتية والاقتصادات والمجتمعات في البلدان المضيفة، وبمتوسط فرار خمسة آلاف سوري يوميا إلى هذه البلدان، بلغت الحاجة إلى الدعم الدولي مرحلة حرجة.ومن جانبها قالت المبعوثة الخاصة للمفوضية والممثلة الشهيرة، أنجلينا جولي إن "العالم يجازف بتغاضيه الخطير عن الكارثة الإنسانية السورية". وذكرت أن "المد من المعاناة الإنسانية التي فجرها الصراع له آثار كارثية. إذا استمر الوضع في التدهور على هذا النحو، ستتزايد أعداد اللاجئين، وقد تدفع بالدول المجاورة إلى حافة الانهيار".وأضافت السيدة جولي أن العالم "يشهد خلافا مأساويا حيال كيفية انهاء الصراع في سوريا لكن ينبغي ألا يكون هناك خلاف حول الحاجة لتخفيف المعاناة الإنسانية، ولا أي شك في مسؤولية العالم عن بذل المزيد من الجهد. علينا دعم ملايين المواطنين الأبرياء الفارين من منازلهم، وزيادة قدرة البلدان المجاورة على مواجهة هذا التدفق للاجئين".وأعلنت المفوضية عن عقد اجتماع غدا الأربعاء في جنيف على المستوى الوزاري للبلدان التي تستقبل اللاجئين، يضم وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا في لمناقشة زيادة المساعدة الدولية.وذكرت المفوضية السامية للاجئين أن حوالى 4,25 مليون شخص نزحوا في داخل سوريا. وأشارت المفوضية إلى أن هذه الأرقام التي تتخطى بصورة إجمالية ستة ملايين مهجر، لا مثيل لها في اي بلد آخر.وناشد برنامج الأغذية العالمي اليوم السلطات تيسير إجراءات إيصال المساعدات الإنسانية داخل سوريا لتجنب دفع المزيد من المواطنين إلى الفرار من البلاد بسبب الجوع.ولم يتمكن برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي من تحقيق هدفه في توفي الطعام لثلاثة ملايين شخص خلال الشهر نتيجة لتدهور الوضع الأمني.وقال البرنامج إنه يخطط لتوسيع نطاق عملياته لتصل إلى أربعة ملايين شخص خلال شهر تشرين أول/أكتوبر، فيما توقعت التقييمات الأخيرة إنخفاض الإنتاج الزراعي خلال الأشهر ال 12 المقبلة إذا استمر الوضع الحالي.وفي غضون ذلك، يقوم صندوق الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، بدعم قوي لضمان أن يتمكن الأطفال المتضررون من الأزمة في سوريا من الاستمرار في التعليم. وستقوم اليونيسف بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، الأونروا، خلال هذا الشهر بإطلاق برنامج التعلم الذاتي من المنزل الذي سيمكن أكثر من 400 ألف طفل في مناطق النزاع من مواصلة تتبع المناهج الوطنية.في لقاء مع الصحفيين في جنيف، قالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي ميركادو إن هناك نحو 1.9 مليون طالب في الصفوف من 1-9 تسربوا من المدارس خلال العام الدراسي الماضي. وتضررت أو دمرت بالكامل أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة، كما تستخدم أكثر من 930 مدرسة في الوقت الراهن لإيواء النازحين.وتقوم اليونيسف أيضا ببناء الفصول الدراسية الجاهزة في المحافظات التي تضررت بشكل كبير، وبشراء الحقائب المدرسية مع اللوازم المدرسية لمليون طفل في جميع المحافظات. وبالإضافة إلى ذلك، يتم توزيع الآلاف من مجموعات المواد التعليمية والترفيهية لمرحلة الطفولة المبكرة.