منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تؤكد على أهمية احترام المعاهدات بين الدول وجماعات السكان الأصليين

media:entermedia_image:1330b72d-2f7a-423a-93c4-c03f98dfa8c6

الأمم المتحدة تؤكد على أهمية احترام المعاهدات بين الدول وجماعات السكان الأصليين

بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية في العالم، حث مسؤولو الأمم المتحدة اليوم الحكومات على الوفاء بالمعاهدات والاتفاقات القائمة مع مجموعات السكان الأصليين، مشددين على أن احترام السياسات الرسمية هو السبيل الوحيد للحفاظ على السلام ودفع عجلة التنمية.

وقال الأمين العام بان كي مون في رسالته لهذا اليوم "يجب أن نضمن مشاركة الشعوب الأصلية، النساء والرجال في صنع القرار على جميع المستويات" مؤكدا أن هذه الترتيبات التوافقية تتيح فهما لآراء هذه الشعوب وقيمها على نحو أفضل، وتكتسب أهمية لحماية حقوقها والنهوض بها وتحديد الرؤية السياسية والأطر اللازمة لتعايش مختلف الثقافات في تناغم.

وتمثل الشعوب الأصلية تنوعاً مذهلاً يربو على خمسة ألاف مجموعة متمايزة في نحو 90 بلداً، وتشكل هذه الشعوب أكثر من 5 في المائة من سكان العالم، أي نحو 370 مليون شخص.

ويركز موضوع اليوم العالمي للشعوب الأصلية لهذا العام، الذي يحتفل به سنويا في التاسع من آب/أغسطس منذ عام 1995، على الالتزام بالمعاهدات والاتفاقات وغيرها من الترتيبات البناءة". ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية احترام الترتيبات بين الدول ومواطنيها والشعوب الأصلية، والتي صممت للاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية في الأراضي ووضع إطار للتعايش وبناء علاقات اقتصادية.

وقال السيد بان كي مون "من المهم أن نسعى جاهدين لتعزيز الشراكات التي تساعد في صون الزخم الثقافي وفي الوقت نفسه القضاء على الفقر وتحقيق الإدماج الاجتماعي والتنمية المستدامة".

وأشار بشكل خاص إلى أهمية إشراك مجموعات السكان الأصليين في المناقشة، وفيما يتعلق بخطة أعمال التنمية لما بعد عام 2015، مع ضمان مراعاة ثقافتها وهويتها وحقها في تحديد أولوياتها.

وأكد المقرر الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية، جيمس أنايا، أن احترام المعاهدات أمر حاسم لتحقيق المصالحة مع الشعوب الأصلية ومعالجة الأخطاء التاريخية. وقال إن "إحترام المعاهدات والاتفاقات الأخرى طويلة الأمد يمكن أن يسهم في بناء الثقة بين الشعوب الأصلية وإعادة بناء العلاقات بين الدول والشعوب الأصلية، والشراكة، والاحترام المتبادل".

ودعا السيد أنايا الحكومات لأن تحترم جميع الاتفاقات،القديمة والجديدة على حد سواء لتوفير أساس لتحقيق المصالحة والتغلب على كل العقبات التي تحول دون الإعمال الكامل لحقوق السكان الأصليين.

ويحدد إعلان حقوق الشعوب الأصلية الذي اعتمدته الجمعية العامة في أيلول/سبتمبر 2007 بعد أكثر من عقدين من النقاش، الحقوق الفردية والجماعية لتلك الشعوب، فضلا عن حقوقهم في الثقافة، والهوية، واللغة، والعمالة، والصحة والتعليم وغيرها من القضايا.

ولفت صندوق الامم المتحدة للطفولة اليونيسف الانتباه إلى التحديات التي تواجهها الفتيات والنساء من السكان الأصليين على وجه الخصوص، مشيرا إلى الأدلة التي تبين تزايد العنف ضد الإناث ذوات الخلفية الأصلية بسبب وجود العراقيل، بما في ذلك الوصول إلى الخدمات مثل الرعاية الصحية والحماية، وتسجيل المواليد والتعليم.

وفي بيان صحفي، أفادت المنظمة أنها تعمل على توسيع نطاق مبادرات تهدف على وجه التحديد إلى تعزيز حقوق الأطفال والمراهقين من السكان الأصليين لتشمل دعم الإصلاحات القانونية والسياسية، والتعليم ثنائي اللغة، وخدمات صحة الأم وتسجيل المواليد.

واحتفالا باليوم العالمي للشعوب الأصلية، يصل اليوم أكثر من 200 من الرياضين السكان الأصليين وغير الأصليين إلى مدينة نيويورك، بعد رحلة جماعية قطعوا خلالها مئات الأميال عبر الأنهار وعلى ظهور الخيل تكريما لمعاهدة "وامبم" بين المهاجرين الهولنديين وشعوب الهودينوسوني والتي وقعت في 1613.