أمين عام الأمم المتحدة: يمكن لتعاليم البوذية المساعدة في معالجة التحديات الأكثر إلحاحا في العالم
ويحتفل بيوم فيساك، أو يوم اكتمال القمر في شهر أيار/مايو، والذي يعد أقدس الأيام لدى ملايين البوذيين في كافة أرجاء العالم. ففي يوم فيساك، قبل ألفين وخمسمائة عام مضت، في عام 623 قبل الميلاد، ولد بوذا. وفي يوم فيساك أيضا بلغ حالة التنور، وفي يوم فيساك توفي بوذا وهو في الثمانين من عمره،
وأضاف الأمين العام في رسالته "وإن هذا اليوم، الذي يحتفل به هذه السنة في وقت تعم فيه الاضطرابات ومظاهر البؤس، لهو فرصة سانحة للنظر في سبل الاسترشاد بالتعاليم البوذية في مواجهة التحديات الماثلة.
وأشار السيد بان إلى أن مجابهة المشاكل العسيرة التي يتخبط فيها العالم فكرة لصيقة بالبوذية. فبوذا نفسه، غادر، وهو أمير فتي، قصره الذي كان ينعم فيه بالأمان لكي يقف على أشكال المعاناة أثناء المولد والمرض والشيخوخة والممات.
وقال السيد بان "ولئن كان من غير الممكن تفادي المرور بهذه الأحوال المؤلمة، فإن البوذية تطرح أفكارا متبصرة عن سبل تحملها. وتاريخ البوذية غني بأمثلة ملهمة عما تنطوي عليه الفلسفة البوذية من قدرة على التحويل".
واستشهد السيد بان في رسالته بالملك أشوكا الشهير، وهو الغازي الذي اتسمت فترة حكمه للهند بالوحشية ثلاثة قرون تقريبا بعد وفاة بوذا، اعتنق البوذية في نهاية المطاف وتخلى عن العنف وآثر طريق السلم.
وقال إن القيم التي اعتنقها الملك أشوكا، ومنها حقوق الإنسان والحكم الديمقراطي واحترام كرامة الحياة، هي قيم تشترك فيها كافة الديانات الكبرى. وما قدرته على التحلي بتلك القيم بعد سنوات من الحروب الوحشية إلا دليل على أن إرادة الأفراد تولد القدرة على إنهاء أشكال المعاناة المنتشرة.
واختتم السيد بان رسالته بارسال أفضل التمنيات إلى المؤمنين ممن يحتفلون بيوم فيساك، آملا أصدق الأمل أن يستنير الجميع بالمثل الروحية من أجل توطيد العزم على تحسين أحوال العالم.