منظور عالمي قصص إنسانية

سوريا: الأزمة المتصاعدة تتصدر جدول أعمال الأمم المتحدة وسط دعوات لوحدة الصوت لإنهاء العنف

media:entermedia_image:98819e53-707d-4988-9eaf-382a6dbf5127

سوريا: الأزمة المتصاعدة تتصدر جدول أعمال الأمم المتحدة وسط دعوات لوحدة الصوت لإنهاء العنف

وسط ارتفاع وتيرة العنف وعدم وفاء سوريا بالتزاماتها لوقف العنف المتصاعد، دعا مسؤولو الأمم المتحدة المجتمع الدولي اليوم إلى العمل بصوت واحد لإنهاء الأزمة في البلاد.

وقال الأمين العام، بان كي مون، أمام اجتماع للجمعية العامة اليوم بشأن سوريا "إن سوريا وصلت اليوم إلى مرحلة حاسمة ونحن كذلك، يمكن أن تقع سوريا والمنطقة بأكملها في الهاوية إن مخاطر الحرب الأهلية وشيكة وحقيقية".

ويأتي اجتماع اليوم عقب المجزرة التي ارتكبت في قرية الحولة حيث قتل 108 أشخاص بمن فيهم 49 طفلا بالإضافة إلى وقوع مذبحة أخرى في مزرعة القبير في ريفي حماة حيث تحاول بعثة الأمم المتحدة التحقق بشأنها.

وقال الأمين العام "نحن ندين هذه الوحشية ونجدد عزمنا بتقديم المسؤولين إلى المساءلة"، مشيرا إلى أن مراقبي بعثة الأمم المتحدة يحاولون دخول المنطقة ولكنهم يواجهون عقبات كما تعرضوا لإطلاق النار.

وأضاف "نحن نتوحد اليوم في هذه الساعة الخطرة والمؤلمة، فالوضع في سوريا في تدهور وكل يوم يأتي بإضافات جديدة للصورة الكئيبة للفظائع المرتكبة".

وقال بان "توجد القليل من الأدلة التي تشير إلى أن الحكومة تفي بالتزاماتها بموجب خطة المبعوث المشترك، كوفي عنان، وأعلنت العديد من عناصر المعارضة أنها غير ملتزمة بالخطة".

وتدعو خطة عنان ذات النقاط الست إلى إنهاء العنف وإطلاق سراح المعتقلين وتمكين المنظمات الإنسانية من الدخول وبدء حوار سياسي لحل الأزمة.

وحذر الأمين العام من أن "عدم قدرة النظام أو المعارضة في الدخول في أي حوار سياسي يجعل التنبؤات أكثر خطورة وكلما استمر أمد النزاع كلما ازدادت صعوبة إيجاد حل سلمي".

وأكد بان مجددا أن خطة عنان هي محور جهود حل الأزمة، ودعا لمواصلة دعمها بخطوات أقوى لضمان الامتثال لها، مشيرا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بكيفية تطور الوضع في سوريا مشددا على ضرورة الاستعداد لكل الاحتمالات.

من ناحيته أفاد المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية للأزمة السورية، كوفي عنان، بأنه وعلى الرغم من قبول خطته ونشر مراقبين للأمم المتحدة ميدانيا إلا أن الخطة لم تطبق.

وقال "من مصلحتكم المشتركة ومسؤوليتنا الجماعية العمل بسرعة، لا يمكن أن تكون العملية مفتوحة دون نهاية وكلما انتظرنا كلما أصبح الوضع أكثر حدة واستقطابا وسيكون من الصعب إيجاد حل سياسي".

وأضاف "إن المجتمع الدولي قد اتحد ولكن عليه أن يأخذ تلك الوحدة إلى مستوى جديد، يجب أن نجد الإرادة والأرضية المشتركة وأن نعمل كطرف واحد، إن الأفعال والتدخلات الفردية لن تحل الأزمة".

وأكد عنان على أهمية توضيح أن هناك عواقب ستترتب على عدم الامتثال للقانون الدولي وخطة النقاط الست، مشددا على ضرورة تحديد مسار أكثر وضوحا للانتقال السلمي لمساعدة الحكومة والمعارضة والمجتمع السوري.

ومن المقرر أن يقدم الأمين العام وكوفي عنان إحاطة إلى مجلس الأمن اليوم في وقت لاحق.

من ناحيته حث رئيس الجمعية العامة، ناصر عبد العزيز النصر، الدول الأعضاء على الاتحاد والتعاون مع المبعوث المشترك والضغط على الحكومة السورية وكل الأطراف على ضرورة وقف أعمال القتال والعنف بكل أشكاله والتوصل إلى حل ينهي الأزمة.

وأكد النصر ضرورة إجراء نقاش صريح معني بتحقيق منجزات فعلية بشأن سوريا، والتحرك على وجه السرعة، مضيفا أن حياة عشرات الآلاف من السوريين واستقرار المنطقة أصبحا على المحك كما أصبحت مصداقية الأمم المتحدة على المحك أيضا.

أما نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، فقد قال إن الجامعة لا تدعو مجلس الأمن إلى اللجوء إلى القوة أو الخيارات العسكرية، ولكن لاستخدام الضغوط السياسية والاقتصادية والتجارية المشروعة في ميثاق الأمم المتحدة.

وقال "إنني أدعو إلى دعم التدابير الواردة في خطة الست نقاط لإنهاء العنف وتحقيق حل سياسي سلمي يمكن الشعب السوري من العيش بحرية وديمقراطية، فمن غير المقبول أخلاقيا أن يستمر الشعب السوري في المعاناة".

كما قالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، في كلمة ألقاها عنها إيفان سيمونوفيتش، الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان، إن الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في سوريا يستوجب الانتباه الكامل والتفاعل من قبل الدول الأعضاء.

وقالت "إن الناس يموتون ونحن نتحدث، إنني أحث المجتمع الدولي على التكاتف معا، هنا في الجمعية العامة وفي مجلس الأمن، والتحدث بصوت واحد لكل السوريين، بمن في ذلك الحكومة والجماعات المسلحة، لإقناعهم بالتراجع عن الهاوية وبدء مفاوضات حقيقية لتغيير سلمي وإلا سيكون الثمن فادحا إذا لم نفعل ذلك".