منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية يؤكد أن المشاكل البيئية تهدد التقدم العالمي المحرز

media:entermedia_image:9e3fc329-b20e-43e6-9456-ff71449ae8e6

تقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية يؤكد أن المشاكل البيئية تهدد التقدم العالمي المحرز

أكد تقرير التنمية البشرية لعام 2001 أن التدهور البيئي يهدد المكاسب التي تحققت في التنمية البشرية وخصوصا بالنسبة للفقراء، ودعا التقرير إلى اتخاذ إجراء عاجل للحد من تغير المناخ ومنع المزيد من التدهور البيئي وتقليص الفوارق الاجتماعية.

ويشير التقرير الصادر بعنوان "الاستدامة والإنصاف: مستقبل أفضل للجميع" إلى الارتباط القوي بين التنمية البشرية والاستدامة البيئية وأن هذا يجب تطبيقه عبر العدالة الاجتماعية للأجيال الحالية والقادمة.

وقالت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، "يؤكد هذا التقرير أن الاستدامة لا تقتصر على قضية البيئة ولا تتوقف عليها بل هي في الأساس نتيجة لخيارنا في أن نعيش حياتنا مدركين أن كل عمل نقوم به سيكون له تأثير على 7 مليارات نسمة يعيشون على كوكب الأرض ومليارات أخرى ستتوالى على الأرض لقرون قادمة".

وقد أطلق التقرير اليوم في كوبنهاغن بالدنمارك بحضور كلارك ورئيس الوزراء هيل ثورنينغ شميت.

وأشار التقرير إلى أن الدول الفقيرة والتي تتمتع بمعدلات متدنية في مؤشر التنمية البشرية، الذي يركز على المستوى المعيشي والصحة والتعليم، قد أحرزت تقدما ملموسا، ففي خلال الأربعين عاما الماضية فإن الدول التي كانت في أسفل التصنيف العالمي تحسنت بنسبة 82%.

وفي هذا الإطار حققت بعض الدول العربية مراكز متقدمة فاحتلت الإمارات المرتبة الأولى بين الدول العربية وجاءت في المركز الثلاثين بين دول العالم تليها قطر، عربيا، في المرتبة السابعة والثلاثين عالميا والبحرين في المرتبة الثانية والأربعين.

وأكد التقرير أن وتيرة التحسن مستمرة فمعظم البلدان ستتمكن من التمتع بمؤشرات التنمية البشرية بنسبة 25% بحلول عام 2050 الأمر الذي سيمثل انجازا استثنائيا للتنمية البشرية عالميا.

إلا أن التقرير حذر من أنه وإذا لم تتم السيطرة على التدهور البيئي فإن ذلك يمكن أن يعيق من وتيرة النمو ويتطلب الأمر إجراء عاجلا من قبل الحكومات لمنع هذا من الحدوث.

ويرسم التقرير سيناريو ترتفع فيه أسعار السلع الغذائية بنحو 50% وأن الجهود الرامية إلى توفير المياه والصرف الصحي والطاقة لمليارات الأشخاص ستتأثر سلبا خصوصا في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء إذا لم تتخذ البلدان التدابير لازمة لتحقيق الاستدامة.

وأشار التقرير أيضا إلى أن البلدان الفقيرة غالبا ما تقع فريسة للكوارث الناجمة عن تغير المناخ مثل الجفاف والفيضانات بالإضافة إلى التعرض لتلوث الهواء والمياه، مضيفا أن الكوارث البيئية ليست هي المهدد الأساسي بل أيضا التدهور البيئي العام الذي يهدد العوامل الأساسية للتنمية البشرية.

وقال التقرير "إن نصف معدلات سوء التغذية في العالم راجعة إلى عوامل بيئية مثل تلوث المياه والندرة في المحاصيل بسبب الجفاف الأمر الذي يؤدي إلى بدء دائرة من الحرمان والضرر البيئي".

وقد تبوأت النرويج وأستراليا وهولندا المراكز المتقدمة في مؤشر التنمية البشرية بينما احتلت جمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر وبوروندي أسفل التصنيف.