منظور عالمي قصص إنسانية

من غزة إلى ضواحي مدريد، الأمم المتحدة تنشر الوعي لدى الشباب والسكان عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين

من غزة إلى ضواحي مدريد، الأمم المتحدة تنشر الوعي لدى الشباب والسكان عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين

media:entermedia_image:d07d1c11-fbef-4869-bdc0-ef46a6016040
بفضل حافلة مدرسية تم تجهيزها لتصبح صفا متنقلا، سافر طلاب إسبان عبر العاصمة مدريد وضواحي البلاد لنشر الوعي العام لدى الشباب والسكان إزاء وضع حوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في مخيمات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان وسوريا والأردن وغزة والضفة الغربية.

الصف المتنقل الذي كتب عليه شعار "السلام يبدأ من التعليم"، قدم حلقات عمل نظري وعملي لطلاب المدارس الثانوية من أجل رفع وعيهم في مجال حقوق الإنسان، وأساليب التعايش ووضع اللاجئين الفلسطينيين.

ومبادرة "السلام يبدأ من التعليم" هي جزء من الأنشطة التي وضعتها اللجنة الاسبانية للأونروا في مجال التنمية والتوعية وهي تندرج ضمن برنامج التضامن بين الصفوف الدراسية الذي بدأته اللجنة منذ عام 2008.

ويهدف هذا البرنامج إلى العمل مع الطلاب في مجال حقوق الإنسان وتدريب المعلمين حتى يتمكنوا من تطبيق أدوات تعليمية متنوعة في مجال حقوق الإنسان.

وقالت إساسكون سانشيز، رئيسة قسم التوعية والتعليم في اللجنة الإسبانية للأونروا، "جاءت الفكرة من فريق عملنا في مجال التوعية والاتصالات، فموظفونا يبحثون دائما عن طرق جديدة لرفع مستوى الوعي حول الوضع الإنساني الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون. أردنا الوصول إلى عدد أكبر من الناس الذين لسبب ما لم يتسن لهم الحصول على هذه المعلومات مثل سكان المناطق الريفية والنائية بالمدن الكبيرة، ووجدنا أن الحافلة المتنقلة فكرة جيدة للقيام بذلك".

وعن أثر هذه المبادرة على التلاميذ يتحدث الأستاذ إدواردو خيمينز، "عندما نستمع إلى الطلاب يتحدثون عن ذلك، ندرك أن وجهة نظرهم تغيرت، فقد أصبحوا مدركين للظروف المروعة التي يعاني منها الفلسطينيون، كما أن هذه التجربة جعلتهم يدركون العواقب المأساوية للحرب والصراع في العالم، وشجعتهم على العمل من أجل السلام".

وفي الصف المتنقل الذي جال في أنحاء إسبانيا من الثالث وحتى الرابع والعشرين من أيار/مايو، شارك طلاب وأفراد من عامة الناس في سلسلة من ورش العمل الخاصة، تركز على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين كحالة دراسية لحقوق الإنسان ووسائل التعايش بين البشر.

كارلوس هيرنانديز، وهو مسؤول تقني في اللجنة، يسرد أبرز التساؤلات التي طرحها التلاميذ خلال هذه الورش:

"أحد أهم التعليقات المتكررة التي كان يرددها التلاميذ، لماذا لم يتم حتى الآن وبعد هذا الوقت الطويل إيجاد حل سلمي للقضية؟ كما تساءلوا عن هوايات واهتمامات الشباب الفلسطيني، كما تفاجئوا أيضا أنه على الرغم من الثقافة المختلفة والمسافة التي تفصل بينهم وبين الشباب الفلسطينيين، فإنهم يتقاسمون نفس الاهتمامات."

أما عن تعليقات الاسبان الذين شاركوا في ورش العمل، فقال هيرنانديز:

"إن عموم الشعب كان يناقش أهمية المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني لكي يتمكن من العيش والازدهار، فيما يتم إيجاد حل دائم على الصعيد السياسي. كما أن العديد منهم تساءلوا عما إذا كانت حكومتهم تقوم بأي جهد لدعم الأونروا".

وتأمل اللجنة الإسبانية للأونروا في أن تقدم الحافلة للجمهور الإسباني لمحة عن حياة اللاجئين الفلسطينيين، وتشجع على احترام حقوق الإنسان.

يذكر أن اللجنة الإسبانية للأونروا هي اللجنة الوطنية الأولى التي أنشأتها الوكالة وكان ذلك في عام 2005، والهدف منها هو إعلام الشعب الإسباني بالوضع المعيشي لحوالي خمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وقدمت اللجنة المساعدة للأونروا على مدى السنوات الستين الماضية.