منظور عالمي قصص إنسانية

بمناسبة الذكرى المئوية لليوم الدولي للمرأة، الأمم المتحدة تحث على بذل جهود جديدة بشأن المساواة بين الجنسين

بمناسبة الذكرى المئوية لليوم الدولي للمرأة، الأمم المتحدة تحث على بذل جهود جديدة بشأن المساواة بين الجنسين

media:entermedia_image:fb054dce-7b11-4108-9ded-93b2dcf4816b
بعد مرور 100 عام على خروج أكثر من مليون امرأة إلى الشارع في أنحاء العالم في اليوم الدولي الأول للمرأة، استغلت الأمم المتحدة الذكرى المئوية اليوم لتشير إلى أن هناك الكثير مما يجب عمله للقضاء على التمييز بين الجنسين على الرغم من المكاسب التي تحققت.

وقال الأمين العام، بان كي مون، في رسالة بمناسبة اليوم "لا تزال المرأة في بلدان ومجتمعات كثيرة مواطنة من الدرجة الثانية"، مضيفا "إنه وعلى الرغم من الفجوة القائمة بين الجنسين في مجال التعليم ماضية في التقلص، إلا أن هناك الكثير من الاختلافات داخل البلد الواحد فلا تزال أعداد كبيرة من الفتيات محرومات من التعليم المدرسي أو ينقطعن عن الدراسة قبل الأوان".

وأضاف "ولا تزال النساء والفتيات يعانين أيضا من التمييز والعنف، وكثيرا ما يكون ذلك على أيدي شركاء حياتهن أو أقاربهن، وفي المنزل أو في المدرسة أو في مكان العمل غالبا ما تكن النساء في أوضاع أكثر ضعفا، وفي أماكن النزاعات يستخدم العنف الجنسي عمدا وبصورة منهجية لزرع الخوف في نفوس النساء وفي المجتمعات برمتها".

كما أشار بان كي مون إلى الحاجة الماسة إلى رؤية تقدم ملموس في مجال صحة النساء والأطفال، كما ذكر أنه وفي مجال صنع القرار تتبوأ النساء المكانة اللائقة بهن في المجالس البرلمانية بأعداد متزايدة إلا أنه في أقل من 10% من البلدان تتولى المرأة منصب رئاسة الحكومة.

ويركز الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام على المساواة في الحصول على التعليم والتدريب والتكنولوجيا.

وقال الأمين العام "بدون مشاركة المرأة مشاركة كاملة ومتساوية مع الرجل في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة، لا أمل لنا في تحقيق المجتمع الذي وعد به ميثاق الأمم المتحدة، مجتمع ينعم بالاستقرار والسلام والعدل".

أما المديرة التنفيذية لجهاز الأمم المتحدة لتمكين المرأة، ميشيل باشليت، فقد سلطت الضوء على المكاسب التي تحققت منذ مسيرة هؤلاء النساء قبل 100 عام عندما سمحت دولتان فقط للنساء بالتصويت مقارنة بحق التصويت العالمي السائد حاليا مع انتخاب المرأة في قيادة الحكومات.

وقالت "أعتقد أن هؤلاء النساء الرائدات سينظرن إلى عالمنا اليوم نظرة فخر وخيبة أمل. فخر بسبب التقدم الذي أحرز في خلال القرن الماضي الذي شهد توسعا غير مسبوق في حقوق المرأة، وخيبة أمل لأنه، وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن الآمال بتحقيق المساواة ما زالت بعيدة عن التحقق، فالفتيات ما زلن الأقل في الحصول على التعليم وفي كل يوم وكل 90 ثانية تلقى امرأة حتفها خلال الحمل أو الولادة".

كما أشارت إلى أن النساء ما زلن يحصلن على أجور أقل من الرجال على الرغم من قيامهن بنفس العمل وفي الكثير من الدول لا يحصلن على الأراضي والإرث المتساوي.

وأضافت "لقد رأيت بنفسي ما يمكن أن تحققه النساء، وغالبا في أصعب الأوقات، لأسرهن ومجتمعاتهن إذا ما منحن الفرصة، فقوة وحكمة وابتكار النساء تظل أكبر الموارد غير المطروقة ولا نستطيع الانتظار 100 عام أخرى حتى نستفيد منها".

أما المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، فقد كرست رسالتها لهذا اليوم لتحية دور المرأة الشجاع في التظاهرات الأخيرة التي جرت في مصر وتونس وأدت إلى الإطاحة برئيسي البلدين.

وقالت "إلا أن العمل لم ينته بعد، ففي هذه اللحظات التاريخية من المرحلة الانتقالية في تونس ومصر، من الضروري ضمان عدم ترك حقوق المرأة جانبا كشيء يمكن التعامل معه لاحقا بعد إجراء الإصلاحات "الأساسية"، فحقوق المرأة يجب أن تكون في صدارة الأولويات الجديدة".

وأشارت بيلاي بشيء من القلق إلى بعض الآراء الدستورية وتطوير الإصلاحات التي تتم دون إشراك النساء، وقالت "إن هناك مؤشرات مقلقة بشأن بعض الإصلاحات المطروحة في مصر والتي يمكن اعتبارها تمييزية، فالنساء والرجال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب أن يتأكدوا من عدم وقوع ذلك".

أما في مجال التقدم المحرز بشأن صحة النساء والفتيات، فقد قالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، مارغريت تشان، إن تقدما كبيرا أحرز خلال المائة عام الماضية مثل تحديد سن الزواج والإجهاض الآمن ومنع الحمل والكشف المبكر عن سرطان الثدي والتقدم المحرز بشأن إنهاء العنف المبني على النوع والختان.

وقالت تشان "إلا أننا نواجه تحديات كذلك، فما زالت معدلات الوفيات بين النساء عند الحمل والولادة مرتفعة بالإضافة إلى الإيدز كما ازداد التدخين بين النساء مع انتشار العنف الجنسي والجسدي ضد المرأة"، مشيرة إلى أن الحرمان من التعليم يؤثر سلبا على صحة ووعي النساء.