منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير للأمم المتحدة يشير إلى تقدم كبير في مكافحة الإيدز ودعوات للدول لعدم التراجع في مواجهة المرض

تقرير للأمم المتحدة يشير إلى تقدم كبير في مكافحة الإيدز ودعوات للدول لعدم التراجع في مواجهة المرض

media:entermedia_image:cc02ec57-a768-457f-a9a6-d0aad40c2259
أفاد تقريران صادران عن الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص المستفيدين من أدوية الإيدز المنقذة للحياة قد ارتفع من مليون إلى 5.2 مليون شخص، إلا أن مساهمات المانحين قد انخفضت بسبب الأزمة الاقتصادية.

وقال هيروكي ناكاتاني، المدير المساعد في منظمة الصحة العالمية، "إن الارتفاع الكبير في عدد المستفيدين من العلاج يعد تطورا مشجعا للغاية".

ودعت منظمة الصحة العالمية، في المؤتمر الدولي الثامن عشر المعني بالإيدز، المنعقد حاليا في فيينا، إلى إتاحة العلاج مبكرا للمصابين بفيروس الإيدز قبل استفحال المرض جراء ضعف المناعة.

وقال غوتفريد هيرنشال، مدير إدارة الإيدز والعدوى بفيروسه بمنظمة الصحة العالمية، "إن بدء العلاج في مراحل مبكرة يمنحنا فرصة لتمكين المتعايشين مع الفيروس من البقاء في صحة جيدة والعيش حياة أطول".

وأشار تقرير منظمة الصحة إلى إمكانية الحد من الوفيات المرتبطة بفيروس الإيدز بنسبة 20% في الفترة بين 2010 و2015 إذا ما تم تنفيذ التوجيهات الإرشادية الخاصة بالعلاج المبكر على نطاق واسع.

ويمكن، من خلال البدء بالعلاج مبكرا، توقي عدوى الأمراض الأخرى بما في ذلك السل، الذي يأتي في مقدمة الأمراض التي تفتك بالمصابين بفيروس الإيدز، ومن الممكن خفض الوفيات الناجمة عن السل بنسبة تناهز 90% إذا ما بدأ المصابون بالإيدز والسل العلاج في مراحل مبكرة.

من ناحية أخرى أشار تقرير صادر عن اليونيسف إلى أنه وعلى الرغم من ارتفاع عدد المستفيدين من علاج الإيدز إلا أن جهود المكافحة قد تقلصت بسبب التراجع الاقتصادي العالمي.

وكانت دول مجموعة الثمانية والمفوضية الأوروبية وغيرها من الحكومات المانحة قد تعهدت العام الماضي بمنح 7.6 مليار دولار لمكافحة المرض في الدول النامية، وهو أقل من تعهدات عام 2008 والبالغة 7.7 مليار دولار.

وقال ميشيل سيدي بيه، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز "إن الانخفاض في الاستثمار في برامج مكافحة الإيدز تضر بالاستجابة للمرض، وخصوصا في وقت نرى فيه نتائج ملموسة في منع الإصابة والعلاج".

وسلط سيدي بيه الضوء أمام المؤتمر الذي افتتح أمس في فيينا، على الخطوات التي اتخذت في مكافحة الإيدز، وقال "لقد تمكنا من كسر مؤامرة الصمت وأن 5 ملايين شخص ما زالوا على قيد الحياة بسبب العلاج كما انخفضت معدلات الإصابات الجديدة بنحو 17% منذ عام 2007".

إلا أنه أعرب عن مخاوفه بسبب ارتفاع التكاليف وقمع الحكومات لبعض الفئات الضعيفة، مشيرا إلى أن 10 ملايين شخص لا يتلقون أي نوع من العلاج حاليا وأن الكثير من العيادات في العديد من البلدان لا تستطيع تقديم العلاج اللازم.

من ناحيته أعرب الأمين العام، بان كي مون، عن قلقه إزاء المعوقات التي تواجه السيطرة على الفيروس، مؤكدا ضرورة عدم التفريط في المكاسب التي تحققت حتى الآن.

ودعا إلى زيادة الموارد في المجالات التي أهملت حتى الآن مثل الصحة الإنجابية، مؤكدا على ضرورة وقف الإصابة بالمرض والتمييز ضد المصابين به، والوفيات الناجمة عن المرض وتوفير الرعاية الصحية والتنمية للجميع.

كما أشار صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (يونيفيم) إلى أن أصوات النساء المصابات بالفيروس غائبة عن عملية صنع القرار مع أن نصف المصابين بالمرض في العالم والبالغ عددهم 31.3 مليون شخص من النساء.

وقال الصندوق إن النساء غالبا ما يكن في الصفوف الأمامية من الوباء والأكثر تأثرا، إلا أن مشاركتهن في إيجاد الحلول محدودة بسبب التقاليد السائدة وعدم الحصول على المعلومات الكافية والجهل وعبء المسؤوليات في المنزل.

وأكد الصندوق ضرورة قيام الحكومات ومنظمات المجتمع الدولي والمانحين بإشراك النساء في صنع القرار.