الأمم المتحدة تحذر من أن عمليات حفظ السلام في أنحاء العالم لا تستطيع القيام بمهامها بالكفاءة المطلوبة

قال رئيس الجمعية العامة، ميغيل دسكوتو، اليوم بمناسبة الذكرى الستين لتشكيل أول قوة للأمم المتحدة لحفظ السلام، إن الواقع المرير للنزاعات في العديد من الدول يعيق بشدة جهود قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام الرامية لوقف النزاع وإحلال الأمن.

وقال دسكوتو إن كل واحدة من بين البعثات البالغ عددها 20 بعثة، وتضم أكثر من 110.000 موظف تواجه مهام معقدة وبحجم غير مسبوق من قبل بالإضافة إلى عدم توفر الموارد المالية المناسبة.

وأضاف قائلا "إن ميزانية الأمم المتحدة الحالية لعمليات حفظ السلام لا تتخط 5.6 مليار دولار أي أقل من 1% من الإنفاق العسكري العالمي، إن انعدام التوازن هذا يهدد نوايانا الحسنة".

وأشار رئيس الجمعية العامة إلى الأزمة الراهنة في جمهورية الكونغو الديمقراطية كمثال على المهمة الصعبة التي تضطلع بها قوات الأمم المتحدة.

وقال دسكوتو إن قوات الأمم المتحدة في الكونغو (مونوك) لديها جندي واحد لكل 10.000 مدني في منطقة النزاع التي شهدت عنفا متزايدا ضد المدنيين وحملة منظمة للاعتداءات الجنسية ضد الفتيات والنساء بصورة غير مسبوقة من قبل.

وأضاف أن الجمعية العامة تتحمل مسؤولية ضمان تجهيز بعثات حفظ السلام بالمعدات اللازمة للقيام بمهامها، ولكن الواقع مختلف تماما حيث يتم إرسال هذه البعثات إلى مناطق النزاعات دون تزويدها بالموارد الكافية.

واقترح دسكوتو أن تقوم الدول المساهمة بقوات بتحديد حاجات فرقها من أجل تخفيف الخطر الذي قد تواجهه عناصرها وزيادة فرص نجاح تفويضها.

من جهتها، قالت نائبة الأمين العام، عائشة روز ميغيرو، إن عمليات حفظ السلام قد تطورت منذ البعثة الأولى التي تم إرسالها إلى الشرق الأوسط لمراقبة وقف إطلاق النار بين إسرائيل والدول العربية.

وأضافت قائلة "لقد تطورت عمليات حفظ السلام لتتوافق مع طبيعة النزاعات المتغيرة فبالإضافة إلى مراقبة وقف إطلاق النار، تعمل بعثات حفظ السلام على مساعدة المجتمعات الخارجة من النزاعات في إعادة البناء وتعزيز الحكم الديمقراطي وحماية المدنيين ونزع سلاح المقاتلين السابقين ومراقبة الانتخابات وتقوية المؤسسات الحكومية".

وأوضحت ميغيرو أنه غالبا ما تعمل بعثات حفظ السلام في ظروف قاسية، مؤكدة أن مهام القوات لن تنجح في بناء مناخ آمن ما لم يكن هناك سلام لتحافظ عليه.