منظور عالمي قصص إنسانية

بعد مرور شهر على الزلزال بباكستان آلاف الضحايا مازالوا منعزلين عن العالم

بعد مرور شهر على الزلزال بباكستان آلاف الضحايا مازالوا منعزلين عن العالم

أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة اليوم أن الآلاف من ضحايا الزلزال لم يتلقوا مساعدات إنسانية بسبب عزلتهم في الجبال النائية إثر الانهيارات الأرضية التي أغلقت الطرق وعجزت المروحيات عن الوصول إليهم بعد مرور شهر على وقوع الزلزال المدمر الذي حصد أرواح نحو 70 ألف شخص وخلف دمارا واسعا في شمال باكستان والشطر الباكستاني من إقليم كشمير.

وبالرغم من الجهود الناجحة التي تبذلها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجمعيات الأهلية والجيش الباكستاني لتنسيق عمليات الإغاثة من أجل توفير المأوى والرعاية الطبية والغذاء لمئات الآلاف من منكوبي الزلزال، إلا أن العقبات اللوجسيتية لا تزال تشكل تحديا كبيرا في مناطق عدة.

وقال مايكل جونز، منسق عمليات الإغاثة لبرنامج الأغذية العالمي في باكستان، "بذل الجيش الباكستاني جهودا كبيرا لإزالة الركام من الطرق ويعمل على تعبيدها مرة أخرى، وفى الأيام القليلة الماضية تمكنا من نقل الإمدادات إلي بعض الأودية التي أمكن الوصول لها في وقت سابق بالمروحيات. بيد أن العديد من الطرق في بعض الأودية النائية مازلت مغلقة، ولا يوجد أي مكان لهبوط المروحيات في هذه الأودية."

وشدد جونز على أهمية المضي قدما في إرسال الإمدادات إلي القرى النائية قبل حلول الشتاء في الشهر المقبل. وأوضح أن البرنامج "ينوي تخزين الغذاء ثم نقله أو إسقاطه جوا لنحو 200 ألف شخص في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها لتلبية احتياجاتهم لمدة شهر واحد، ثم توفير الغذاء لهم كل شهر. ونتوقع أن يسبب الشتاء صعوبة في عملية توفير الإمدادات ولكنه لن يجعلها مستحيلة تماما."

وعلى بعد 25 كيلو مترا شمال مدينة بالاكوت شمال وادي كاغان حيث يستخدم الجيش الباكستاني طوال الوقت الجرافات الميكانيكية لإزالة الركام على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، قال بلال خان وهو أحد عمال الإغاثة المتطوعين إنه سار نحو 35 كيلو مترا على الأقدام من قريته إلى منطقة كمال باند للوصول إلي الطريق الرئيسي في محاولة للحصول على المساعدات لسكان قريته.

وأضاف خان "لقد دمر الزلزال كل شي. الناس يعيشون في الشوارع. لم نحصل على خيام أو أي مأوى أو أدوية أو غذاء. حملنا المصابين وهبطنا بهم من الجبال من أجل تلقى العلاج، ولكن ألف مصاب آخر ما زالوا فى أعالي الجبال وسيلقون نحبهم إذا لم يحصلوا على العون."

وقال خان إن القرى المجاورة تعيش فى ظروف مماثلة ومنها قرى بهاجال وباجري وكانيان وجمال ماري. ويصل إجمالي المتضررين في تلك المنطقة إلى 20 ألف شخص. وقال إن الناجين "يأكلون الذرة والبطاطس من أجل البقاء على قيد الحياة. إننا بحاجة كبيرة الآن إلى الخيام والأدوية والغذاء."

وقال الجيش الباكستاني انه يتوقع أن ينتهي في غضون الأسبوع المقبل من أعمال إزالة الركام عن الطرق في وادي كاغان. ويقوم حاليا بنقل الإمدادات (ومنها الدقيق والحبوب التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي) جوا بشكل يومي إلى مدينة كاغان حيث يوجد بها أقرب مهبط للمروحيات للوصول إلي القرى المنعزلة في الوادي.

وفى المناطق القريبة من مدينة بالاكوت، التي تضررت بشدة من الزلزال الذي لم يبق على مبنى واحد فيها، تبدو آثار عمليات الإغاثة واضحة حيث تنتشر الخيام بشتى أشكالها واختلاف أنواعها من حيث قدرتها على تحمل الظروف الجوية وبعضها متناثر بشكل عشوائي بينما أخرى مرتبة فى صفوف ومربعات وبها صنابير مياه ومراحيض.

ويدير الجيش الباكستاني أكثر من 90 مخيما، ويقدم برنامج الأغذية مساعدات لنحو 48 منها بالتنسيق مع الجيش. ولتفادي تكرار تقديم المساعدات، تتجه مروحيات البرنامج طراز MI-8مع مروحيات تابعة للجيش طراز MI-17 إلى المناطق المنكوبة حاملين مواد إغاثة مقدمة من الأمم المتحدة والجمعيات الأهلية والحكومة الباكستانية.

وتعمل حاليا لدى برنامج الأغذية 17 مروحية ومنها المروحية الضخمة روسية الصنع (طراز MI-26) التي يمكنها حمل نحو 20 طنا من أجل نقل المساعدات إلى المناطق المنعزلة. وتلقى البرنامج نحو 14 مليون دولار من إجمالي 100 مليون دولار لازمة لتعزيز عمليات الإغاثة الجوية.

ويحتاج البرنامج إلى 56 مليون دولار من أجل نقل وتوزيع أغذية كافية للسكان الأكثر احتياجا في منطقة الزلزال. وحتى الآن تشمل الجهات المانحة: المملكة العربية السعودية (3.3 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.2 مليون دولار) واليابان (2.5 مليون دولار) والدنمرك (1.6 مليون دولار) واستراليا (1.5 مليون دولار) وتركيا (750 ألف دولار) وأيرلندا (421 ألف دولار) وأيسلندا (75 ألف دولار) بالإضافة إلي التبرعات الخاصة (126 ألف دولار).

وتلقى نداء البرنامج لتوفير 100 مليون دولار لتعزيز عمليات الدعم الجوية للإغاثة التبرعات التالية من كندا (4.7 مليون دولار) والمملكة المتحدة (3.7 مليون دولار) والولايات المتحدة الأمريكية (3.5 مليون دولار) والاتحاد الأوروبي (1.2 مليون دولار) وسويسرا ( 500 ألف دولار).