منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير دولي: اللاجئون السوريون في لبنان شديدو التأثر بالصدمات والاعتماد على المساعدات

طفلة سورية أمام خيمتها في مخيم فايدة 3، وهو عبارة عن مستوطنة خيام غير رسمية. للاجئين  السوريين  في وادي البقاع، لبنانالمصدر:اليونيسف/ اليشيو رومانزي
طفلة سورية أمام خيمتها في مخيم فايدة 3، وهو عبارة عن مستوطنة خيام غير رسمية. للاجئين السوريين في وادي البقاع، لبنانالمصدر:اليونيسف/ اليشيو رومانزي

تقرير دولي: اللاجئون السوريون في لبنان شديدو التأثر بالصدمات والاعتماد على المساعدات

إن حالة الفقر التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان لا تزال تتفاقم وتتدهور، على الرغم من تحسن الوضع مقارنة بالعام الماضي، وذلك بفضل المساعدات الإضافية التي تم تقديمها.

هذا ما أظهرته النتائج الأولية لدراسة تحمل عنوان "تقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين"، والتي تجرى سنوياً في لبنان من قبل برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف.

وتشير النتائج الأولية للدراسة التي صدرت اليوم الاثنين إلى أن 70.5 في المائة من اللاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، لا يزالون يعيشون تحت خط الفقر. وقد سجّل ارتفاع مقارنة بالعام 2015 في عدد العائلات التي تعيش تحت ما يُعرف بالحد الأدنى من الإنفاق لضمان البقاء، وهي وحدة قياس للبنود التي تعتبر ضرورية لبقاء الأسرة.

وقد أشارت ممثلة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، ميراي جيرار، إلى أن "الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها اللاجئون السوريون لم تتدهور بالحدّة نفسها كما في العام الماضي، غير أننا ندرك أن ذلك يعود إلى (جرعات الأوكسجين) الناجمة عن المساعدات الخارجية. فالوضع كان سيصبح أكثر مأساوية لولا المساعدة التي تم تلقيها حتى هذا التاريخ. لا يزال اللاجئون السوريون المتواجدون على الأراضي اللبنانية غارقين في الديون، في حين يتواصل اعتمادهم الشديد على المساعدات الإنسانية."

ويبين المسح أن34 في المائة من أسر اللاجئين تعاني من درجة متوسطة من انعدام الأمن الغذائي، مقارنة بـ23 في المائة في العام السابق. كما سجلت زيادة بنسبة 11% في المائة في عدد الأسر التي عمدت إلى تخفيض الإنفاق على الغذاء، وزيادة بنسبة سبعة في المائة في عدد تلك التي تعمد إلى شراء الطعام بالدين.

وبحسب ممثل برنامج الأغذية العالمي في لبنان، دومينيك هاينريش، "يسلّط تقييم جوانب الضعف لدى اللاجئين السوريين، الضوء على عدم استقرار الأمن الغذائي الذي لا يزال سائدا. وعلى الرغم من أن النسب لم تسجّل تغييرات مأساوية مقارنة بالعام الماضي، غير أنها تؤكد أن اللاجئين يعيشون على حافة الخطر، وعانوا من قطع المساعدات العام الماضي إلا أنه بفضل التبرعات السخية التي قدمتها الحكومات خلال هذا العام، تمكن برنامج الأغذية العالمي من مواصلة منح الشعور بالأمل لما يصل إلى 700ألف لاجئ من خلال المساعدات الغذائية الشهرية التي يقدمها."

ويظهر التقييم أن حوالي 4.6 في المائة من الأطفال يعانون من نقص في الوزن، مقابل 2.6 في المائة في العام 2013. كما تبيّن أن نسبة الفتيات اللواتي يعانين من نقص في الوزن تفوق نسبة الفتيان.

أما ممثلة مكتب اليونيسف في لبنان، تانيا شابويزا، فقد أشارت إلى أن "النتائج هي تذكير لنا جميعاً بأن نسبة كبيرة من الأسر السورية المقيمة في لبنان تكافح وتقوم بكل ما في وسعها بالوسائل المحدودة المتاحة لها للحفاظ على صحة أطفالها وأمانهم. فالرعاية الصحية والغذاء والدعم العاطفي والتعليم هي أمور حيوية وأساسية لهؤلاء الأشخاص الذين عايشوا العنف في سوريا وتحملوا شتى المشقات في البلد المضيف. ثمة جيل كامل يعتمد على قدرتنا على حماية الفئات الأكثر حاجة وضعفاً - وهذا ما يجب أن نسأل عنه، إلى أي مدى نجحنا في الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة."

وفي ما يتعلق بالمسكن، أظهر التقرير أن 54 في المائة من اللاجئين السوريين يحتاجون إلى دعم متواصل من أجل ترميم وتأهيل الملاجئ لاستيفاء الحد الأدنى من المعايير، بالإضافة إلى ذلك، 41 في المائة من اللاجئين يقيمون في مساكن هشة وغير آمنة، بما في ذلك خيام مرتجلة في المخيمات العشوائية. كما أظهرت الدراسة أن 22 في المائة يعانون من الاكتظاظ وانعدام الخصوصية. بالإضافة إلى ذلك، يواجه بعض اللاجئين مخاوف بشأن ضمانات السكن وخطر الإخلاء وغيرها من التهديدات.

ويذكر أن هناك حاليا 1.03 مليون لاجئ سوري مسجل في لبنان. وقد استندت هذه الدراسة إلى معلومات تم جمعها من 4,950 أسرة، 72 في المائة منها تلقت مساعدات مالية مباشرة.