منظور عالمي قصص إنسانية

العراق: نمد يدنا لجميع دول الجوار ونرفض التدخل في شؤوننا

محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي يلقي كلمة بلاده أمام المداولات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
UN Photo/Laura Jarriel
محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي يلقي كلمة بلاده أمام المداولات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

العراق: نمد يدنا لجميع دول الجوار ونرفض التدخل في شؤوننا

السلم والأمن

دعا محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي إلى إقامة تجمع إقليمي يضم دول شواطئ الخليج من العراق وإيران وأعضاء مجلس التعاون الخليجي، لتنسيق جهود إدارة المياه وحماية البيئة في ظل الآثار المدمرة للتغيرات المناخية بالمنطقة.

 

وفي كلمته أمام المناقشة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث السوداني عن التغير المناخي وآثاره على العراق وقال: "إن منطقتنا وبلادنا على وجه الخصوص، بلاد ما بين النهرين، تتعرض إلى وطأة آثار الجفاف الناتج عن التغيرات المناخية والحاجة الملحة لحفظ الحقوق في موارد المياه وأحواض الأنهر الدولية". 

تجنب الموت عطشا

وأضاف أن المسطحات المائية الطبيعية في الأهوار تعد من الرئات التي تتنفس بها الكرة الأرضية. وحذر من أن جفافها سيكون خسارة بيئية وتاريخية لكل كائن حي على هذا الكوكب، إذ تعد إرثا إنسانيا وقصة من قصص البشرية وتطورها ومعيشتها.

وأشار إلى أن أرض العراق "شهدت خط أول اتفاقية دولية تتعلق بالمياه قبل 2550 سنة"، وشدد على "ضرورة عدم ترك مهد الحضارة والنور ليموت عطشا".

وأضاف أن الكارثة البيئية ستكون أشد على العراق ودول المنطقة مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة. 

ومن هذا المنطلق قال إن بلاده تدعو إلى بذل مزيد من الجهود من الدول الإقليمية المعنية للعمل معا "وإيجاد آلية فعالة للتنسيق وتشكيل تكتل تفاوضي ضمن اتفاق المناخ، وآلية متكاملة لإدارة المياه العابرة للحدود".

تعاون إقليمي ورفض للتدخل

وأكد محمد شياع السوداني التزام بلاده بمبادئ القانون الدولي واحترام جميع القرارات الأممية، وتصميمها على إقامة أفضل العلاقات مع الجميع وخاصة دول الجوار، ورفضها للتدخل في شؤونها الداخلية تحت أي ذريعة.

وطالب باحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، وأضاف: "نحتفظ لنفسنا بحق اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق ما أقرته القوانين والمواثيق الدولية لردع أي انتهاك تتعرض له بلادنا". 

وأضاف "نجدد التأكيد على مد يدنا لجميع دول الجوار من أجل حفظ أمن واستقرار منطقتنا وتقدمها وازدهارها الاقتصادي بما يحقق رفاهية شعوبها".

وأشار إلى تنظيم مؤتمر بغداد 2023 للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي. وقال إن العراق لن يتخذ من سياسة المحاور مسارا في علاقاته بل سيتعامل مع الجميع وفق مصلحته الوطنية، مع المضي في تعزيز مكانته الطبيعية في ساحة التعاون الدولي.

وعلى الصعيد الداخلي، قال إن الجهود جارية لإجراء الانتخابات المحلية للمحافظات نهاية العام الحالي بعد توقفها لعشر سنوات.

وأضاف أن الحكومة العراقية تبنت برنامجا إصلاحيا شاملا وطموحا. وتطرق إلى أولويات الحكومة التي تركز على توفير فرص العمل وتحقيق نهضة في الخدمات ومحاربة الفقر ورفع المستوى المعيشي للسكان ومكافحة الفساد.

وقال إن بلاده قطعت شوطا كبيرا على هذا المسار، وإن العراق أصبح بيئة آمنة تجذب المستثمرين.