منظور عالمي قصص إنسانية

رئيسة وزراء بربادوس: لا يمكننا مواصلة وضع مصالح القلة قبل حياة الكثيرين

رئيسة وزراء بربادوس ميا أمور موتلي تلقي كلمة في المناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة.
UN Photo/Cia Pak
رئيسة وزراء بربادوس ميا أمور موتلي تلقي كلمة في المناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة.

رئيسة وزراء بربادوس: لا يمكننا مواصلة وضع مصالح القلة قبل حياة الكثيرين

شؤون الأمم المتحدة

وجهت رئيسة وزراء بربادوس، ميا أمور موتلي، نداء عاجلا لزعماء العالم للعمل لاستجماع العزم المطلوب لإجراء التغييرات التي تتناسب مع العصر بالقول: "لا تخذلونا الآن".

وفي كلمتها أمام الجمعية العامة اليوم الجمعة، أشارت السيدة موتلي إلى بلوغ منتصف الطريق نحو الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وطلبت من قادة العالم التفكير فيما إذا كانوا سيسلكون الطرق "ليُقال لهم إن الأوان قد فات" لإنقاذ الناس من أزمة المناخ والصراعات، ولتوفير الغذاء الذي يحتاجه الكثيرون، "بينما نتأمل في حقيقة أن عدد الأشخاص الذين سيعانون من الجوع  في عام 2030 سيكون غالبا أكبر منه في عام 2015".

وكان قادة العالم قد اتفقوا عام 2015 على أجندة التنمية المستدامة لتحسين حياة الناس في كل مكان وحماية كوكب الأرض وسكانه من تغير المناخ.

وقالت رئيسة وزراء بربادوس، وهي دولة صغيرة في منطقة البحر الكاريبي، إن الوقت قد حان لإجراء نقاشات هادفة وذات مصداقية مع شركات النفط والغاز التي لا تزال أفعالها تؤثر على مليارات الناس حول العالم، فيما يتم دعم هذه الأعمال بالتساوي من قبل المؤسسات المالية وشركات التأمين والنقل.

وقالت: "إن فكرة أننا لا نستطيع الحفاظ على المنافع العامة العالمية إلا من خلال المال العام تتجاهل حقيقة أننا شهدنا على مدى السنوات الخمسين الماضية الهيمنة المطلقة للأسواق الرأسمالية، مما أدى إلى توحيد الثروة. وبالتالي يجب علينا استدعاء قدرتهم على لعب دورهم. لا يمكننا أن نستمر في وضع مصلحة البعض قبل حياة الكثيرين".

"لا تخذلونا الآن"

وفيما كانت تقف أمام زعماء العالم في قاعة الجمعية العامة، قالت رئيسة وزراء بربادوس إن عبارة واحدة بسيطة ما زالت تتردد في رأسها: "لا تخذلونا الآن".

وقالت إن هذه العبارة يمكن أن تأتي على لسان طفل صغير وقع ضحية للجوع، أو شخص فقد أسرته في الأزمات المتعددة حول العالم، أو من قبل "دول صغيرة قد لا تصبح موجودة في المستقبل (بسبب تغير المناخ)".

الاستغلال المستمر

وفيما أشارت السيدة موتلي إلى التقدم الذي تم إحرازه، إلا أنها شددت على ضرورة فعل الكثير، وأضافت: "لا يمكن ترك قضايا القدرة على تحمل الديون على الهامش، خاصة مع وجود عدد من البلدان - أكثر من 60 دولة - تواجه أزمات الديون اليوم بسبب الأزمات المتعددة، حيث تضطر البلدان إلى الاختيار بين التنمية أو بناء القدرة على الصمود لمكافحة [تغير] المناخ".

وشددت السيدة موتلي على أن العجز التنموي الناجم عن قرون من الاستغلال يؤثر الآن على إمكانية بناء البلدان للقدرات الضرورية للصمود. 

وقالت إن بلادها ملتزمة "بالمعركة المزدوجة المتمثلة في إنقاذ الناس والكوكب، ومطالبتنا بالقيام بأي شيء آخر هو بناء زائف لن ينجح"، مضيفة أن توفر رأس المال طويل الأجل هو الخلاص الوحيد للدول النامية.

تقسيم مصطنع 

ودعت رئيسة الوزراء إلى توفير الشفافية والقيادة العالمية الاستراتيجية والأخلاقية ليتمكن العالم من بناء "الفريق اللازم" لإنقاذ الكوكب وتحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

وشددت على أنه من الخطأ تصنيف كوبا كدولة راعية للإرهاب، خاصة وأنها تواصل مساعدة الكثيرين حول العالم على الرغم من كونها "الضحية المستمرة لحصار دام أكثر من 60 عاما".

ودعت المجتمع العالمي إلى الوقوف صفا واحدا بشأن هذه القضية، وقالت: "إن التقسيم المصطنع لمن هو على حق ومن هو على خطأ، ومن هو جيد ومن هو سيء في نظر الأقوياء، لا يمكن أن يظل الطريقة التي يعمل بها هذا العالم".

وفيما تستمر أسعار النفط بالارتفاع، قالت السيدة موتلي إنه لا يمكن منع مجموعة الكاريبي من الاستفادة من الأسعار الميسرة التي تتيحها فنزويلا لجيرانها لتقليل المعاناة.

وتساءلت: "كيف يمكن لشركة شيفرون والاتحاد الأوروبي الوصول إلى النفط والغاز في فنزويلا، لكن شعوب الكاريبي لا تستطيع الوصول إليهما بخصم 35 بالمئة يقدمه لها شعب فنزويلا؟"

أزمة مصيرية

وفيما يتعلق بأزمة المناخ، شددت رئيسة وزراء بربادوس على ضرورة ألا يتحدث مجلس الأمن عن هذه القضية فحسب، بل يجب عليه حماية العالم منها، "لأنها تمثل أزمة بقدر الحرب في أوكرانيا أو الحروب في أفريقيا أو عدم الاستقرار والصراع في أماكن أخرى من العالم".

وقالت السيدة موتلي إنه إذا لم يتخذ العالم نهجا استباقيا، "فسنكون حقا ضحايا لذلك".