منظور عالمي قصص إنسانية

حوار: رئيس الجمعية العامة الجديد سيسعى إلى اغتنام كل فرصة في سبيل بناء الثقة بين الدول

 كسابا كوروشي، الرئيس المنتخب للدورة السابعة والسبعين يلقي كلمة أمام الجمعية العامة
UN Photo/Eskinder Debebe
كسابا كوروشي، الرئيس المنتخب للدورة السابعة والسبعين يلقي كلمة أمام الجمعية العامة

حوار: رئيس الجمعية العامة الجديد سيسعى إلى اغتنام كل فرصة في سبيل بناء الثقة بين الدول

السلم والأمن

قال الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة، تشابا كوروشي إن العالم يعاني بشدة من انعدام الثقة، وبينما يخطط لبذل قصارى جهده في سبيل التصدي لمجموعة من التحديات العالمية - من أزمة المناخ إلى الحرب في أوكرانيا ونقص الغذاء - سيستخدم أيضا ولايته في قيادة الهيئة الأكثر تمثيلا في الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الثقة بين الدول وتعزيز الثقة في النظام الدولي.

 وقال السيد كوروشي في حوار حصري مع أخبار الأمم المتحدة:

"نحن نمر بوضع صعب للغاية [فيما يتعلق بالحاجة إلى بناء الثقة]. ويتعين علينا الاعتراف بأن الأمم المتحدة تمثل مرآة للحالة العامة للعالم. لكن كان للأمم المتحدة دائما ميزة أخرى. لقد وفرت الحلول والفرص".

وتابع: "ينبغي الاستفادة من المكانة التي تحظى بها الجمعية العامة- باعتبارها منتدى عالميا للحوار- ومن دور الأمم المتحدة الأوسع في بناء توافق في الآراء. هناك فرص لبناء الثقة بين الجهات الفاعلة هنا، في هذه القاعة"، مشيرا بيديه إلى قاعة الجمعية العامة حيث أجريَ الحوار معه.

مع وضع ذلك في الاعتبار، قال السيد كوروشي، وهو مواطن مجري، إنه يخطط، من بين مبادرات أخرى، لاستضافة سلسلة من "المحادثات المباشرة"، بصورة منتظمة، بين الدبلوماسيين في الأمم المتحدة، والتي ستكون عبارة عن "مشاورات صريحة للغاية وذات طابع غير رسمي بشأن القضايا الصعبة جدا".

وقال إن المشاركين يناقشون "القضايا التي قد يكون لها تأثير مباشر على مداولات الجمعية العامة. ليست إجراءات رسمية وإنما هي فقط لاستقصاء الحقائق بشأن (مواقف معينة) على الأرض. أعتقد أن ذلك يمكن أن يبني القليل من الثقة".

كما قال رئيس الجمعية الجديد لأخبار الأمم المتحدة إن موضوع الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة، سيتمحور حول البحث عن "الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم"، ويهدف- على وجه التحديد- إلى تعزيز دور العلم في تشكيل قرارات الهيئة الأممية.

"تعاني الدول الأعضاء من تراجع الثقة [و] الانقسام. تتمثل مهمتنا في إيجاد الحلول القائمة على الأدلة؛ أدلة قوية يمكنها أن تساعدنا على المضي قدما. يمكن للعلم أن يقدم أدلة علمية. نحن لا نطلب من العلماء أن يخبرونا ماذا نفعل. نحن نطلب من العلماء أن يوضحوا لنا الخيارات، ويبينوا لنا العواقب التي قد تنجم عن أفعالنا أو تقاعسنا عن العمل. يجب دعوة العلم (إلى طاولتنا) باعتباره "داعما"، ولكن يبقى اتخاذ القرار السياسي النهائي بيد الدول الأعضاء".

أخبار الأمم المتحدة: تبدأ كل جلسة جديدة للجمعية العامة بتسليم رمزي للمطرقة الشهيرة من الرئيس المنتهية ولايته إلى الرئيس القادم. ما مدى ثقل المطرقة، مجازيا، بالنسبة لك؟ برأيك ما أهم القرارات والمقررات التي سيتم الموافقة عليها بضربة من هذه المطرقة خلال فترة رئاستكم للدورة السابعة والسبعين للجمعية؟

تشابا كوروشي: الوزن المادي لهذه المطرقة متواضع للغاية. على الرغم من أصلها الإلهي. لكن الوزن السياسي والروحي الذي تحمله سيكون أكبر بكثير لأن العالم يمر بأزمة معقدة للغاية.

الأمم المتحدة تعكس شؤون العالم. الأمم المتحدة منقسمة اليوم مثل العالم. لذا، ما يتعين علينا فعله هو في الأساس محاولة حل بعض القضايا الكبرى التي تفرق بيننا. وهذا يعني إدارة الأزمات ومن المفترض أن تساعد الأمم المتحدة الدول الأعضاء على المضي قدما. ويعني إحداث التحول. تقع كل تلك القرارات الكبيرة- التي قد تأتي من خلال عدسة إدارة الأزمات والتحول- تحت هذه المطرقة.

Soundcloud

 

أخبار الأمم المتحدة: سيدي الرئيس، لقد اقترحت حلولا من خلال استدامة التضامن والعلم كموضوع للدورة الجديدة للجمعية. في حين أن التضامن والاستدامة مألوفان أكثر، يبدو أن العلم عنصر جديد في الصيغة. كيف تخطط لإدخال هذا في عمل الجمعية العامة خلال هذه الدورة؟

تشابا كوروشي: إذا كنت لا تمانع، أود أن أتطرق إلى هذا الأمر باستفاضة...

بالنسبة للحلول: لأن لدينا الكثير من المعاهدات والاتفاقات والأهداف وخطط العمل. لكننا أضعف بكثير فيما يتعلق بالتنفيذ، وقد حان وقت التنفيذ. إنه وقت ليس فقط لمزيد من الإجراءات، ولكن لمزيد من الإجراءات التحويلية.

فيما يتعلق بالتكافل، فإن التفاوتات [ظلت] تتزايد في العالم لسنوات عديدة، داخل البلدان وفيما بينها. وإذا تركنا تلك التفاوتات تنمو بلا حدود، فسيؤدي ذلك حتما إلى حدوث مزيد من الاحتكاكات، والمزيد من التوترات، والمزيد من الصراعات، والمزيد من الأزمات. علينا أن نفعل شيئا حيال ذلك. والأهم من ذلك هو الوفاء بالتزاماتنا - الالتزامات داخل بلداننا وبين جميع البلدان في [الساحة] الدولية. إذا خذلنا المجتمعات، سيعاني العالم بأسره. دعونا لا ننسى: فنحن ننجح معا أو نفشل معا.

أما الاستدامة فهي تتمحور حول التحول. يتعلق الأمر بالمسؤولية والتطلع إلى الأمام. أي نوع من العالم سيكون لدينا اليوم وفي المستقبل الغد؟ أي نوع من العالم سوف نورثه لأطفالنا وأحفادنا؟ والمسؤولية هي هنا والآن. تعني الاستدامة أن نتخذ وجهات نظر متكاملة حول قضايا معقدة للغاية.

أخبار الأمم المتحدة: كيف يعزز العلم كل هذه الجهود؟

تشابا كوروشي: الدول الأعضاء تعاني من تراجع الثقة والانقسامات بين الدول [و] بين المجتمعات. وبالطبع سيكون من الصعب للغاية البحث عن حلول أيديولوجية. وهذه ليست مهمتنا. مهمتنا هي إيجاد الحلول القائمة على الأدلة؛ أدلة قوية يمكن أن تساعدنا على المضي قدما. يمكن أن يقدم العلم أدلة علمية.

لكن من المهم جدا أن نفهم: نحن لا نطلب من العلماء إخبارنا بما يتعين علينا القيام به. نحن نطلب من العلماء أن يوضحوا لنا الخيارات، ويبينوا لنا العواقب التي قد تنجم عن أفعالنا أو تقاعسنا عن العمل. يجب دعوة العلم (إلى الطاولة) باعتباره "داعما"، ولكن يبقى اتخاذ القرار السياسي النهائي بيد الدول الأعضاء.

السيد عبد الله شاهد، رئيس الدورة الـ 76 يسلم المطرقة لرئيس الدورة الـ 77، السيد تشابا كوروشي.
UN Photo/Evan Schneider
السيد عبد الله شاهد، رئيس الدورة الـ 76 يسلم المطرقة لرئيس الدورة الـ 77، السيد تشابا كوروشي.

 

أخبار الأمم المتحدة: إذن، أنت تخطط للاستفادة من خبرة منظومة الأمم المتحدة بشكل عام، مثل منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى، وكذلك المجموعات الخارجية، والمجتمع العالمي. هل هذا صحيح؟

تشابا كوروشي: نعم بالفعل. نود أن نلجأ إلى المعرفة والنصائح التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة العاملة والمنخرطة بعمق شديد في العلوم. لكنها قد لا تكون كافية في هذا الوقت. نود أن نبني ونجري مشاورات منتظمة مع المؤسسات القائمة على العلم، والمؤسسات الدينية، ومجتمعات الأعمال والمؤسسات المالية لتقديم المشورة لنا حول كيفية التعامل مع الأسئلة المعقدة للغاية التي تطرح على جدول أعمال الدول الأعضاء. ليس فقط منحها منصة، ولكن للتأكد من أن اقتراحاتها ومشورتها يمكن وينبغي أن تصل إلى الدول الأعضاء.

كما نود أن نعقد عملية تشاور منتظمة. في السابق، كانت تسمى "المشاورات الصباحية" و "قهوة الصباح" أو "الحوار الصباحي"، تضم مجموعة أصغر من الأعضاء، من السفراء في بيئة مريحة للغاية وغير رسمية للغاية. [تهدف هذه المحادثات] إلى معرفة فحوى النصائح التي يقدمها المجتمع العلمي، أو مجتمع الأعمال، وما مصالح الدول الأعضاء، وما الحقائق على الأرض ... وما الذي يمكننا القيام به معا. [ستكون مناقشة] لا تنطوي على أي التزام. لذا، فإن الأمر يشبه إلى حد ما التحضير لعملية صنع القرار التي ستتم في الجمعية العامة.

أخبار الأمم المتحدة: بالحديث عن الحلول، خلال حديثكم إلى وسائل الإعلام عقب أداء اليمين، وأثناء الإجابة عن سؤال حول أوكرانيا، قلتم إن الحرب لا يمكن أن تجلب الرخاء، بل يمكن أن تجلب المعاناة فقط وإن [هذه] الحرب يجب أن تتوقف. كيف تخطط للاستفادة من مكتبكم في سبيل إيجاد حل والمساعدة في تحقيق هذا الهدف، خلال الأسبوع رفيع المستوى القادم وما بعده؟

تشابا كوروشي: شكرا لك على ذكر هذه المسألة. أعتقد أن العدوان [على أوكرانيا]، كما تم وصفه في قرار للجمعية العامة، كان بمثابة نقطة تحول في تفكير العديد من البلدان. وقد تحدثت أغلبية كبيرة جدا من الدول الأعضاء بشأن هذه المسألة. لقد أدركت أننا على أعتاب حقبة تاريخية جديدة.

جلبت هذه الحرب المعاناة للملايين في أوكرانيا، في روسيا، في البلدان المجاورة، وفي الواقع، جلبت المعاناة للعديد من الدول الأخرى على بعد آلاف الأميال من منطقة الصراع من خلال تعطيل سلاسل الغذاء، والإمدادات الغذائية، وإمدادات الطاقة، من خلال رفع معدلات التضخم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في العقود القليلة الماضية. لقد خلقت حالة من عدم اليقين وعدم الثقة بشكل عام. والأهم أنها بدأت في تفكيك نظام التعاون المبني على الثقة والاتفاقات. لذا، علينا إعادة بنائه. أنا لست ساذجا. أنا لا أقترح أن يتم ذلك في غضون عام واحد. لكن ليس لدينا يوم واحد نضيعه. لأنه يجب تخفيف المعاناة.

ينبغي السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى الأشخاص الذين يعانون. ينبغي تقليص التهديدات المفتوحة التي تواجه [هيكل الأمن العالمي] في أسرع وقت ممكن. لذلك، أطلب منا جميعا العمل من أجل وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وضمان تخفيف المعاناة الإنسانية.

وبشكل ملموس حول ما قلته، فإن الدورة الطارئة الحادية عشرة للجمعية العامة [جارية]. يمكن إعادة عقدها في أي وقت إذا طلبت الدول الأعضاء ذلك. بناء على طلب الدول الأعضاء، بناء على الظروف، يمكن عقدها في غضون 24 ساعة. وأنا مستعد للقيام بذلك.

تعرفوا على المزيد هنا حول الدورات الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة.

 
تشابا كوروشي، رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يطلع الصحفيين بعد اختتام الدورة 76.
UN Photo/Manuel Elias
تشابا كوروشي، رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، يطلع الصحفيين بعد اختتام الدورة 76.

 

أخبار الأمم المتحدة: ذكرت أن هناك الكثير من أوجه عدم اليقين في العالم. على سبيل المثال لا الحصر، إلى جانب الصراعات، هناك أزمات أخرى. تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، وانعدام الأمن الغذائي. ذكرتم في مناسبات مختلفة أزمة المياه. لقد قرعتم ناقوس الخطر بشأن ذلك. هل سيبقي هذا الموضوع على رأس جدول أعمالكم خلال الدورة السابعة والسبعين؟

تشابا كوروشي: نعم، سيكون ذلك بشكل مكثف! لأنه ربما يكون التحدي الرئيسي التالي الذي سنواجهه.

في الواقع، لقد [بدأ] هذا التحدي بالفعل. انظر إلى باكستان. انظر إلى موجات الجفاف الهائلة عبر القارات. لدينا ثلاثة أنواع أساسية من المشاكل المتعلقة بالمياه: الشح الكبير في الماء، أو كثرتها أو الماء [الملوث]. ويعاني [العديد] من البلدان من المشاكل الثلاث، في ذات الوقت، في مناطق مختلفة. إنها مشكلة معقدة يمكن أن تقوض التنمية المستدامة، وبإمكانها تقويض التقدم المحرز على العديد من الجبهات- من القضاء على الفقر إلى الأمن الغذائي وإنتاج الطاقة والتحول الاقتصادي.

إنها قضية معقدة للغاية. لها تأثير على الحياة السياسية. لها أبعاد أمنية وإنسانية [و] اقتصادية. و [تمس] الحالة العامة لبيئتنا. إنها قضية مركزية. وقد مضى [الآن] ما يقرب من 50 عاما منذ أن عقدت الأمم المتحدة أول مؤتمر كامل لها حول المياه ... منذ عام 1977. وسيمنح [مؤتمر الأمم المتحدة المقبل حول المياه] فرصة للدول الأعضاء [لاتخاذ] خطوات تحويلية.

نحن نعلم ما المشاكل. تم ذكر المشاكل مرات عديدة. حان الوقت الآن لإيجاد حلول. حان الوقت للتوصل إلى حلول تحويلية.

أخبار الأمم المتحدة: بالحديث عن الوحدة ... كجزء من [تفويضكم] بصفتكم رئيسا للجمعية العامة، يُتوقع منكم مساعدة المندوبين على التوصل إلى إجماع وبالتالي توحيد العالم. ماذا ستفعلون أنتم ومكتبكم لبناء الثقة وإعادة إرساء روح التعاون بين الدول؟

تشابا كوروشي: إذا كان السؤال هو ما إذا كان بإمكاني صنع المعجزات، وما إذا كان بإمكاني حل جميع المشكلات الكبيرة في غضون عام واحد، إذا، بالطبع، ستكون الإجابة: "هذا غير واقعي!". ولكن كما ذكرت سابقا، ليس لدينا وقت لنضيعه، ولا حتى يوم واحد. نحن في وضع صعب للغاية. فيما يتعلق ببناء الثقة ... علينا أن نعترف بأن الأمم المتحدة هي مرآة للحالة العامة للعالم. لكن للأمم المتحدة دائما ميزة أخرى. لقد وفرت الحلول والفرص. وأعتقد أنه ينبغي اغتنامها. فرص بناء الثقة بين الجهات الفاعلة هنا متاحة في هذه القاعة (قاعة الجمعية العامة).

كما ذكرت، أخطط لتنظيم مشاورات غير رسمية على أساس منتظم، صريحة للغاية، وآمل في أن تكون ممتعة للغاية وملهمة حول قضايا صعبة للغاية. لنتخيل أن هناك 20 سفيرا يجلسون على "جانب مدفأة" يناقشون القضايا التي قد يكون لها تأثير مباشر على مداولات الجمعية العامة. بدون إجراءات رسمية وبدون تسجيلات. ما الحقائق على الأرض، وما الأدلة العلمية التي يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار، وما اهتمامات بعض البلدان؟ أعتقد أنه يمكن أن يبني ذلك القليل من الثقة.

وأعتقد أنه يمكن أيضا بناء قدر من الثقة إذا استمعنا إلى أولئك الذين هم خارج هذه القاعة - الملايين من الناس الذين يتوقعون من الأمم المتحدة أن تنجز المهام.

هذا هو الأمل الذي يحدوهم تجاه هذه المنظمة.

آمل في أن أجري مشاورات مع [المجتمع المدني أو المنظمات غير التابعة للأمم المتحدة] لمنحها الفرصة لاطلاع الدول الأعضاء. أعتقد أنه من الجيد دائما أن نكون على النسق نفسه، ونحصل على المعلومات نفسها، ونستمع إلى المصادر ذاتها. لذا، من المهم، بالطبع، أن تأتي هذه المصادر من جميع أنحاء العالم.

السيد تشابا كوروشي، رئيس الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث خلال حفل قرع جرس السلام الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة احتفالًا باليوم الدولي للسلام.
UN Photo/Cia Pak
السيد تشابا كوروشي، رئيس الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، يتحدث خلال حفل قرع جرس السلام الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة احتفالًا باليوم الدولي للسلام.

 

أخبار الأمم المتحدة: سيادة الرئيس، هل يمكنكم أيضا الاستفادة من المعلومات والأفكار من مصادر متعددة عند مناقشة مسألة تنشيط الأمم المتحدة والجمعية العامة- وهو موضوع ورد في بيان الرؤية الخاص برئاستكم- وهل سيكون ذلك النهج الذي ستتبعونه، على سبيل المثال، عند مناقشة موضوع إصلاح مجلس الأمن؟

تشابا كوروشي: نعم، إلى حد بعيد، على الرغم من اختلاف صلاحيات رئيس الجمعية العامة عندما نتحدث عن شؤون الجمعية العامة وشؤون مجلس الأمن. لكن دعونا نعترف بأن العالم يتغير وتتغير الحقائق فيه. إن تعقيد التحديات التي نواجهها آخذ في التغير. ويتعين على منظمتنا ومؤسساتنا أن تتغير أيضا. تم إنشاء المؤسسات لمساعدتنا في معالجة وحل مشاكلنا.

وإذا كانت المشاكل والتحديات مختلفة تماما عن تلك التي كانت سائدة عند إنشاء المنظمة، فإن المنظمة بحاجة إلى الإصلاح. ونحن في منتصف عملية إصلاح الأمم المتحدة، بما في ذلك الجمعية العامة. وأنا أؤيد، بكل صدق، مزيدا من الإصلاح، أو ما يسمى بتنشيط أعمال الجمعية العامة. وأعتقد أن الاتجاه الذي اتخذته الدول الأعضاء مشجع للغاية.

حول إصلاح مجلس الأمن ... لقد ظللت أتابع هذه المناقشات والمفاوضات والآن، كما نسميها، المفاوضات الحكومية الدولية لأكثر من 20 عاما. وقد سمعت كل الحجج - الإيجابيات والسلبيات - ورأيت أيضا النتائج، أو عدم وجود نتائج. بينما يتغير العالم، تتغير التحديات وتصبح أكثر تعقيدا. من الواضح أن المجتمعات تتوقع من الأمم المتحدة أن تعمل بشكل أفضل من أجل سلامتها وأمنها. وأعتقد أن مجلس الأمن له دور كبير في ذلك- دور ذو خصوصية بالغة.

لذلك، أعتقد أن المفاوضات الحكومية الدولية ينبغي [أن تستمر]، وينبغي أن تكون موجهة نحو تحقيق الأثر وأن تكون موجهة نحو تحقيق النتائج. وبالطبع، سأقوم بتعيين ميسرين مشاركين، وسأطلب منهم أن يكون أسلوب عملهم موجها نحو تحقيق الأهداف، وموجها نحو تحقيق الأثر، وموجها نحو تحقيق النتائج.

لكنك تعلم أفضل بكثير مني أنها عملية تحركها الدول الأعضاء. ليس من اختصاص [رئيس الجمعية العامة] أن يخبرها بنتيجة المفاوضات ومتى نصل إلى نتيجة تلك المفاوضات. سوف أساعد المنسقين المشاركين. وعند الحاجة، سأساعد الدول الأعضاء بقدر ما أستطيع بصفتي المتواضعة.

أخبار الأمم المتحدة: شكرا سيدي الرئيس. إذا جاز لي أن أطرح سؤالا أخيرا. لقد وعدتم بأن مكتبكم سوف يعزز قيم التعددية الثقافية والتعددية اللغوية. بأي السبل ستفعلون ذلك؟

تشابا كوروشي: التعددية الثقافية هي القيمة المشتركة والتراث المشترك لنا جميعا. نحن ننتمي إلى دول مختلفة جدا، ذات تقاليد وثقافات مختلفة جدا. معا، ما نمثله هو التراث المشترك للبشرية. فقدان أي قطعة من هذا التراث المشترك سيكون بمثابة خسارة لنا جميعا. لذلك، سأسعى إلى تحقيق هذا الهدف (تعزيز قيم التعددية الثقافية والتعددية اللغوية) في مناسبات عديدة. سواء كان ذلك من خلال الفعاليات الجانبية، سواء كان ذلك عن طريق المعارض أو الفعاليات الخاصة، سأشجع الدول الأعضاء على جلب تراثها وإحضار قيمها ومشاركتها مع الدول الأعضاء الأخرى.

فيما يتعلق بتعدد اللغات، نعلم جميعا أن للأمم المتحدة ست لغات رسمية. نحن نعرف أيضا القواعد [حول كيفية] استخدام هذه اللغات. نعلم أيضا أنها عملية مكلفة للغاية. ولكن بقدر ما أستطيع، سأسعى إلى [ضمان] استخدام جميع اللغات الست على نفس المستوى. وإذا أمكن، دعونا ننتبه إلى اللغات الكبرى الأخرى في جميع أنحاء العالم، لأنها تحمل ثقافة، وتحمل تراثنا الثقافي المشترك.

أخبار الأمم المتحدة: شكرا جزيلا لكم. اسمحوا لي مرة أخرى أن أتمنى لكم كل التوفيق في حمل مطرقة رئيس الجمعية العامة بحزم وفي عملكم الذي يبدأ الآن.