منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: تجديد الهدنة لشهرين آخرين في اليمن يمثل زخما إيجابيا وأخبارا جيدة لليمنيين

من الأرشيف: أطفال يجلسون أمام منزل دمرته غارة جوية داخل مدينة صنعاء القديمة، اليمن.
© UNICEF/Alessio Romenzi
من الأرشيف: أطفال يجلسون أمام منزل دمرته غارة جوية داخل مدينة صنعاء القديمة، اليمن.

الأمم المتحدة: تجديد الهدنة لشهرين آخرين في اليمن يمثل زخما إيجابيا وأخبارا جيدة لليمنيين

السلم والأمن

قال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، يرحب بالهدنة في اليمن. فبحسب المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، استجابت الأطراف اليمنية بشكل إيجابي لاقتراح الأمم المتحدة تجديد الهدنة لشهرين إضافيين.

وبذلك تدخل الهدنة المجددة حيّز التنفيذ عند انتهاء الهدنة الحالية (2 حزيران/يونيو 2022) في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت اليمن.


وقال المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك: "يرحب الأمين العام ترحيبا حارا بالأخبار الإيجابية التي سمعناها عن اليمن هذا الصباح."


وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن الخطوة المقبلة بعد تجديد الهدنة، قال دوجاريك: "نتعامل مع النزاع في اليمن لمدة طويلة، ولذلك أعتقد أننا بحاجة إلى أن نستمر في إظهار التصميم للإضافة على اللبنات الأساسية التي تَمكّنا من إنشائها مع الأطراف."


وأشار إلى أن التوصل إلى هدنة الأولى لمدة شهرين، والآن تجديدها لشهرين إضافيين، "هذا كله زخم إيجابي وأخبار جيدة لشعب اليمن الذي عانى كثيرا في هذه الأزمة التي صنعها الإنسان."
وأكد أن السيد غروندبرغ "سيواصل الآن جهوده لترسيخ المكاسب التي نشهدها بالفعل."


وردّا على سؤال آخر يتعلق بتأثير الهدنة على المساعدات الممنوحة إلى اليمن، قال دوجاريك: "اختلاف تفسير الناس (للهدنة) يعود لهم، إذا سألتموني إن كانت هذه خطوات إيجابية أو سلبية، فهي بكل وضوح خطوة إيجابية."


وأضاف أنه يمكن فهم تشكيك سكان اليمن، أخذا بعين الاعتبار ما مرّوا به، "إنها مسؤولية الأطراف لضمان صمود هذه الهدنة، ونشجعها على العمل بنشاط مع السيد غروندبرغ في جهوده لإيجاد حل سياسي مستدام."
وأوضح أنه "كلما طالت قدرتنا على إنشاء نوع من ’فقاعة هدنة‘ والحفاظ عليها، زاد أملنا في أن يستمر المانحون في تمويل عملياتنا."


وأكد أن هذه الهدنة تسمح للعاملين في المجال الإنساني بوصول أكبر لأشخاص ما كان يتسنى لهم الوصول إليهم بطريقة أخرى.


اليونيسف ترحب بالهدنة


في بيان منفصل، رحب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالإعلان عن موافقة أطراف النزاع في اليمن على اقتراح الأمم المتحدة القاضي بتجديد الهدنة. 


وقال فيليب دوميل، ممثل اليونيسف في اليمن: "سيؤثر تجديد الهدنة بشكل إيجابي على سلامة ورفاهية الأطفال وعائلاتهم في اليمن، بعد سنوات طويلة من المعاناة."
وأعرب عن أمله في أن يؤدي هذا إلى سلام دائم في اليمن. "هذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياة الأطفال ومنع المزيد من البؤس والحزن للأسر العالقة في هذا الصراع."


الهدنة الجديدة تحكمها نفس الشروط 


وفي بيان صدر في وقت سابق من اليوم الخميس، قال غروندبرغ إنه تم تمديد الهدنة وفق نفس أحكام الاتفاقية الأصلية، والتي دخلت حيّز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل 2022.
 

وأضاف: "شهد اليمنيون الفوائد الملموسة للهدنة خلال الشهرين الماضيين. فقد انخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير، ودخل المزيد من الوقود إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، واستؤنفت الرحلات التجارية من مطار صنعاء الدولي وإليه، بعد ما يقرب من ست سنوات على الاغلاق."

Tweet URL

بالإضافة الى ذلك، اجتمعت الأطراف وجهاً لوجه، تحت رعاية الأمم المتحدة، للمرة الأولى منذ سنوات لإحراز تقدم نحو فتح الطرق في تعز وفي محافظات أخرى، ولتنفيذ آليات خفض التصعيد العسكري على مستوى البلاد.

وأكد أنه من خلال الموافقة على تنفيذ الهدنة وتجديدها الآن، فإن الأطراف قدمت بصيص أمل لليمنيين بأنه من الممكن إنهاء هذا النزاع المدمّر.

تحوّل كبير في مسار الحرب

أشاد المبعوث الخاص باتخاذ الأطراف تلك الخطوات، وبموافقتهم على تجديد الهدنة التي تمثل "تحولا كبيرا" على حد تعبيره في مسار الحرب تم تحقيقه من خلال اتخاذ قرار مسؤول وشجاع من قبل الأطراف، مؤكدا أنه يعتمد على التعاون المستمر للأطراف بنيّة حسنة، لبناء الثقة، واستغلال الزخم المتاح لتوفير مستقبل يعم فيه السلام في اليمن.

لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية

وقال: "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب مثل هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله."

وأكد أنه سيستمر بالعمل مع الأطراف لتنفيذ وترسيخ عناصر الهدنة كاملة، والتوجه نحو حل سياسي مستدام لهذا النزاع يلبي تطلعات ومطالب اليمنيين المشروعة، رجالا ونساء.

وأعرب عن امتنانه لدعم المجتمع الدولي في تنفيذ وتجديد الهدنة: "هنا أنوه على وجه الخصوص بدعم المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما أود أن أكرر تقديري أيضا لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية على دعمهما في تسيير الرحلات التجارية الدولية من مطار صنعاء."