منظور عالمي قصص إنسانية

وسط ارتفاع عدد الضحايا المدنيين واستخدام القوة غير المتناسبة، مفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى تكثيف الجهود لاستعادة الهدوء في الأرض الفلسطينية المحتلة

من الأرشيف: أدى الجدار الفاصل في الضفة الغربية، إلى جانب نقاط التفتيش وحواجز الطرق ونظام التصاريح، إلى خلق نظام إغلاق كان له تأثير وخيم على جميع جوانب حياة لاجئي فلسطين.
UNRWA/Isabel de la Cruz
من الأرشيف: أدى الجدار الفاصل في الضفة الغربية، إلى جانب نقاط التفتيش وحواجز الطرق ونظام التصاريح، إلى خلق نظام إغلاق كان له تأثير وخيم على جميع جوانب حياة لاجئي فلسطين.

وسط ارتفاع عدد الضحايا المدنيين واستخدام القوة غير المتناسبة، مفوضية حقوق الإنسان تدعو إلى تكثيف الجهود لاستعادة الهدوء في الأرض الفلسطينية المحتلة

السلم والأمن

دعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء إلى "مضاعفة الجهود لاستعادة الهدوء" في الأرض الفلسطينية المحتلة، بعد أيام من الاشتباكات بين المتظاهرين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية التي شكلت تصعيدا دراماتيكيا للتوترات في المنطقة.

ويعكس هذا التطور المخاوف العميقة التي أعرب عنها الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريش، ومسؤولون كبار آخرون من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشأن المواجهات التي أدت أيضا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي يوم أمس الاثنين.

ارتفاع الإصابات بين صفوف المدنيين

وقال روبرت كولفيل، المتحدث باسم مكتب المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي دوري في جنيف: "إننا نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وإسرائيل في الأيام الماضية".

وذكر كولفيل للصحفيين في قصر الأمم أنه وفقا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، "أصيب 915 فلسطينيا بين 7 و10 أيار/مايو في القدس الشرقية، وأكثر من 200 في الضفة الغربية، معظمهم على يد قوات الأمن الإسرائيلية".

وأشار كولفيل إلى أن الجماعات الفلسطينية المسلحة أطلقت أيضا "حوالي 250 صاروخا باتجاه إسرائيل في الساعات الأربع والعشرين الماضية" مما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 17 مدنياً إسرائيلياً بجروح.

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن استخدام الأسلحة العشوائية، مثل الصواريخ التي يتم إطلاقها على إسرائيل، "محظور تماما بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب أن يتوقف على الفور".

غزة لم تسلم من الغارات الإسرائيلية

وبحسب المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان في جنيف، شنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على غزة، مشيرا إلى أن السلطات في غزة أفادت بمقتل 24 فلسطينيا، من بينهم تسعة أطفال وامرأة، وإصابة 103 آخرين بجراح.

وفي هذا السياق قال كولفيل "يجب على إسرائيل احترام القانون الإنساني الدولي، ولا سيما المبادئ الأساسية المتعلقة بسير العمليات العدائية، وهي التمييز والتناسب والاحتياطات". وأوضح في مؤتمره الصحفي اليوم أن أي هجوم، بما في ذلك الضربات الجوية، "يجب أن يكون موجها فقط نحو الأهداف العسكرية ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين وإلحاق الضرر بالأعيان المدنية."

صورة من الأرشيف: فلسطينيون يبحثون بين الأنقاض عن حاجياتهم بعد هدم منازلهم في خانيونس بغزة.
© UNRWA Archives/Shareef Sarhan
صورة من الأرشيف: فلسطينيون يبحثون بين الأنقاض عن حاجياتهم بعد هدم منازلهم في خانيونس بغزة.

 

وقال: "يجب على إسرائيل الامتناع عن الإجراءات العقابية، مثل الإغلاق والقيود الإضافية، التي تعاقب جميع السكان المدنيين في غزة"، داعيا إلى مضاعفة الجهود لتهدئة الوضع وتجنب المزيد من العنف.

يأتي هذا التطور في أعقاب احتجاجات في القدس على احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها، فيما يقترب شهر رمضان المبارك من نهايته وفيما تتجمع العائلات مساء كل يوم لتناول الفطور بعد ساعات الصيام.

وقال روبرت كولفيل: "بالتأكيد، ما نراه مقلق للغاية، خاصة عندما ترى معاملة بعض المتظاهرين وحتى الأشخاص الذين لم يحتجوا: كالأشخاص الذين كانوا ببساطة يصلون أو الأشخاص الذين يتناولون الإفطار، الذين تعرضوا للعنف أو ردود فعل غير مبررة من قبل قوات الأمن."

استخدم القوة غير المتناسبة

وقال المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان إنه يجب على قوات الأمن الإسرائيلية السماح وضمان ممارسة الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع.

وأضاف "لا يجوز استخدام القوة ضد من يمارسون حقوقهم بشكل سلمي. عندما يكون استخدام القوة ضروريا، يجب أن يمتثل تماما للمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وهذا يشمل حظر الاستخدام غير الضروري أو غير المتناسب للقوة. لم يكن هذا هو الحال في الأيام الماضية."

وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين، أوضح السيد كولفيل أن "تسعة صحفيين على الأقل أصيبوا بجروح على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أثناء تغطيتهم للاحتجاجات في القدس في الأيام الثلاثة الماضية، واعتُقل آخرون ومُنعوا من أداء عملهم. ودُعيت القوات الإسرائيلية إلى ضمان السماح للصحفيين بممارسة مهامهم بأمان".

وردا على سؤال آخر، قال السيد كولفيل إنه "بينما يبدو أن الهجوم على مبنى شاهق استهدف قائدا في حركة حماس غير متناسب، فمن السابق لأوانه تحديد ذلك بشكل نهائي". وأوضح أن هناك حاجة إلى فحص دقيق قبل أن نصف الحادث بأنه جريمة حرب. وأضاف أن مقاطع الفيديو قد تكون مقنعة تماما ولكنها لا تقدم صورة كاملة ودقيقة. "ومع ذلك، كانت هناك حالات واضحة لاستخدام القوة بشكل غير متناسب في الأيام القليلة الماضية."

وفيما يتعلق بسؤال حول ما إذا كان رد قوات الأمن الإسرائيلية "متناسباً"، أشار المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى أنه "في بعض الحالات (كان غير متناسب)، لا سيما عندما دخلت الشرطة مجمع الحرم الشريف/ جبل الهيكل باستخدام الغاز المسيل للدموع، القنابل الصاعقة والرصاص الإسفنجي والقوة البدنية وفي بعض الحالات التي بدت غير مبررة أو غير متناسبة أو عشوائية".

هذا وأعرب روبرت كولفيل أيضا عن قلق المفوضية البالغ بشأن تأثير (ما يجري) على الأطفال وكرر دعوة اليونيسف لحماية الأطفال من العنف وإبعادهم عن الأذى في جميع الأوقات.

وقال: "يجب إطلاق سراح الأطفال المحتجزين."