منظور عالمي قصص إنسانية

جائحة كوفيد-19 تسلط الضوء على مسائل"حياة وموت"، تتطلب معالجتها تعاونا رقميا أكبر

الاتصال الرقمي، في أماكن مثل الهند، أمر لا غنى عنه للتغلب على الجائحة، ولإنعاش مستدام وشامل.
United Nations/Chetan Soni
الاتصال الرقمي، في أماكن مثل الهند، أمر لا غنى عنه للتغلب على الجائحة، ولإنعاش مستدام وشامل.

جائحة كوفيد-19 تسلط الضوء على مسائل"حياة وموت"، تتطلب معالجتها تعاونا رقميا أكبر

أهداف التنمية المستدامة

التغطية الرقمية، في أماكن مثل الهند، أمر لا غنى عنه للتغلب على الجائحة، ولتحقيق تعافٍ مستدام وشامل. هذا ما أفاد به الأمين العام للأمم المتحدة في اجتماع افتراضي رفيع المستوى حول التغير التكنولوجي السريع.

وفي "المناقشة المواضيعية رفيعة المستوى بشأن تأثير التغيير التكنولوجي السريع على أهداف التنمية المستدامة وغاياتها" التي عقدت في الجمعية العامة اليوم الخميس قال غوتيريش إن إدارة الفجوة الرقمية بشكل أفضل أصبحت "مسألة حياة أو موت" بالنسبة للأشخاص غير القادرين على الوصول إلى معلومات الرعاية الصحية الأساسية خلال جائحة كوفيد-19.

وأضاف "بعيدا عن تشتيت انتباهنا عن الحاجة الملحة إلى التعاون الرقمي، فإن جائحة كوفيد-19 تجعله أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتوضح الطبيعة المترابطة للتحديات التي نواجهها".

وأشار إلى أن التكنولوجيا الرقمية هي محور كل جانب تقريبا من الاستجابة الفعالة للجائحة - بما في ذلك أبحاث اللقاحات، ونماذج التعلم عبر الإنترنت، والتجارة الإلكترونية، وأدوات العمل من المنزل – محذرا من أن الفجوة الرقمية بين الأشخاص المتصلين وغير المتصلين بالإنترنت، تهدد بأن تصبح "الوجه الجديد لعدم المساواة"، مما يعزز جوانب الحرمان الاجتماعي والاقتصادي التي تعاني منها النساء والفتيات والأشخاص ذوو الإعاقة و "الأقليات من جميع الأنواع".

مشاركات في حدث الاستثمار في المساواة في العلم والتكنولوجيا والابتكار في عصر العصر الرقمي من أجل التنمية المستدامة.
UN Photo/Manuel Elias
مشاركات في حدث الاستثمار في المساواة في العلم والتكنولوجيا والابتكار في عصر العصر الرقمي من أجل التنمية المستدامة.

خارطة طريق بعد كوفيد

وقال السيد غوتيريش إننا بدأنا للتو في فهم الآثار الاجتماعية لعالم ما بعد كوفيد.

وأضاف: "لكن هناك شيء واحد مؤكد، بينما نستعيد ونعيد البناء، ستكون التكنولوجيا الرقمية أكثر بروزا وأهمية من أي وقت مضى".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إليها سيتخلفون عن الركب، مشيرا إلى تقرير عام 2018 للجنة رفيعة المستوى بشأن التعاون الرقمي حول تحسين التكنولوجيا، والتخفيف من سلبياتها المحتملة.

وأعلن توصياته لإغلاق الفجوة الرقمية، بما في ذلك القدرة البشرية والمؤسسية المتزايدة للعصر الرقمي اليوم؛ دعم حقوق الإنسان في السياقات الرقمية؛ بناء الثقة والأمن السيبراني؛ والاتفاق على بنية عالمية جديدة للتعاون الرقمي؛ وهي جميعها جزء من خريطة طريق الأمم المتحدة للتعاون الرقمي، والتي تم إطلاقها اليوم أيضا.

وفي هذا السياق أكد الأمين العام أنه "لا يمكننا جني الفوائد الكاملة للعصر الرقمي دون حشد التعاون العالمي لسد الفجوات الرقمية وتقليل الأضرار المحتملة".

وشدد السيد غوتيريش على الحاجة الملحة إلى "رؤية وقيادة عالميتين"، وقال إن خارطة الطريق تدعو الجميع إلى اتخاذ إجراءات ملموسة معا من أجل "الاتصال بالناس في العصر الرقمي واحترامهم وحمايتهم".

وختم بالقول: "ستحكم الأجيال القادمة على ما إذا كنا نغتنم فرص هذه اللحظة غير المسبوقة".

مصير أهداف التنمية المستدامة على المحك

17 هدفا للتنمية المستدامة في أكثر من 800 محطة وعلى المترو في أربع مدن رئيسية في فرنسا بفضل إليكس، سفير الأمم المتحدة الرقمي
@ELYXYAK
17 هدفا للتنمية المستدامة في أكثر من 800 محطة وعلى المترو في أربع مدن رئيسية في فرنسا بفضل إليكس، سفير الأمم المتحدة الرقمي

في افتتاح اجتماع الجمعية العامة، أقر رئيسها، تيجاني محمد باندي، بأن جائحة كوفيد-19 أجبرت الجميع على "تغيير طريقة عملنا وتعليمنا وتعلمنا؛ حتى الطريقة التي نحزن فيها ونتداوى بها".

ووفقا للسيد محمد باندي، فإن الفجوة الرقمية لا تتعلق فقط بكيفية وجود عدم المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا، ولكن أيضا حول مدى السرعة التي قد يؤدي بها التغير التكنولوجي إلى توسيع هذه التفاوتات.

وأوضح أن "الفرص التعليمية قد تضيع بسبب نقص الوعي وارتفاع تكلفة الاتصال"، مضيفا أن محو الأمية الرقمية، التي تعد بالفعل "سمة مميزة لهذا القرن"، ستحدد كيفية تعامل المجتمعات مع التحديات المستقبلية، من حقوق الإنسان إلى أزمة المناخ أزمة (الهدف الإنمائي الثالث عشر)- بما في ذلك مجموعة واسعة من أهداف التنمية المستدامة.

قال رئيس الجمعية "إن الحاجة إلى القضاء على الفقر [الهدف الإنمائي الأول]، وإنهاء الجوع [الهدف الثاني] وتحقيق تعليم جيد للجميع [الهدف الرابع] أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

وإزاء هذه الخلفية، أكد أن من مسؤولية المجتمع الدولي التأكد من أن "التغيرات التكنولوجية السريعة، بما في ذلك آثارها الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، تؤخذ في الاعتبار ويستجاب لها.

النساء أيضا

وشدد رئيس الجمعية أيضا على الحاجة إلى تسريع وتيرة إزالة الحواجز التي تحول دون مشاركة المرأة والفتاة الكاملة في العالم الرقمي (الهدف الخامس) ، وكرر أن "محدودية الوصول إلى التعليم الجيد والقدرة على تحمل التكاليف، وكذلك المعايير الثقافية، لا تزال تمنع العديد من الولوج في هذه المجالات".

وأشار إلى أن عام 2020 يمثل بداية عقد العمل والوفاء بأهداف التنمية المستدامة، وقال: "يجب أن نكون حريصين على عدم إغفال الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030".

واختتم رئيس الجمعية قائلا: "يجب أن نتأكد من أننا نستفيد من وعود التقنيات الناشئة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة".