منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية حقوق الإنسان تعرب عن قلق بالغ إزاء التقارير عن فشل عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسّط

المنظمة الدولية للهجرة تقدم المساعدة للمهاجرين الذين أعيدوا إلى ليبيا بعد محاولتهم عبور المتوسط إلى أوروبا
IOM Libya
المنظمة الدولية للهجرة تقدم المساعدة للمهاجرين الذين أعيدوا إلى ليبيا بعد محاولتهم عبور المتوسط إلى أوروبا

مفوضية حقوق الإنسان تعرب عن قلق بالغ إزاء التقارير عن فشل عمليات إنقاذ المهاجرين في البحر الأبيض المتوسّط

حقوق الإنسان

أعربت مفوّضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلق بالغ إزاء التقارير الأخيرة التي تفيد بفشل عمليّات إنقاذ القوارب التي تحمل على متنها مهاجرين وتجوب منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، والتي تعد أكثر طرق الهجرة خطرا في العالم.

وأعرب المتحدّث باسم المفوضية روبرت كولفيل، في إحاطة من جنيف، عن قلق شديد إزاء التقارير التي تفيد بأن السلطات المالطية طلبت من السفن التجارية دفع القوارب، التي تحمل مهاجرين منكوبين، إلى أعماق البحار.

وأعربت المفوضية أيضا عن القلق من أن سفن البحث والإنقاذ الإنسانية، التي عادة ما تجوب منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، مُنِعَت من دعم المهاجرين المنكوبين، في وقت ارتفعت فيه أعداد مَن يحاولون القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، من ليبيا إلى أوروبا.

توقف كل سفن إنقاذ المهاجرين حاليا

وقال السيد كولفيل إنه ما من سفينة بحث وإنقاذ إنسانية ناشطة حاليا وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد تجميد أعمال سفينتَي الإنقاذ الإنسانية آلان كردي وأيتا ماري، مشيرا إلى التقارير التي تفيد بأن التنظيمات والتدابير الإدارية تستخدم لتعطيل عمل المنظمات الإنسانية غير الحكومية.

ودعا المتحدث باسم المفوضية إلى رفع القيود المفروضة على عمل هؤلاء المنقذين على الفور، مشيرا إلى أن هذه التدابير، من الواضح، أنها تعرّض الأرواح للخطر.

ارتفاع عدد الأشخاص المغادرين ليبيا

وفي الأشهر الثلاثة الأولى من العام، أفاد السيد كولفيل بارتفاع عدد الأشخاص المغادرين شواطئ ليبيا إلى أربعة أضعاف مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019، قائلا إن للمهاجرين الذين ينطلقون في هذه الرحلة مجموعة متنوعة من شروط الحماية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين، بما في ذلك مبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي يحمي جميع المهاجرين من الطرد أو الإعادة إلى بيئات خطرة، بغض النظر عن وضعهم من الهجرة أو اللجوء.

وعلى الرغم من ذلك، أشارت المفوضية إلى إعلان كل من إيطاليا ومالطا منذ 9 نيسان/ أبريل موانئهما "غير آمنة" للنزول بسبب كوفيد-19.

"وردنا أن مهاجرين على متن ثلاثة قوارب على الأقل ينتظرون النزول. وفي 7 أيّار/ مايو، ذكرت وسائل الإعلام أنه تم السماح لمجموعة صغيرة من البالغين، بمن فيهم امرأة حامل وأطفال، بالنزول من إحدى السفن بعد سماح الحكومة المالطية بذلك لأسباب إنسانية. وفي حين نرحب بهذه المبادرة، نطالب بنزول جميع المهاجرين المحتجزين حاليا على متن هذه القوارب فورا، لأن الظروف على متن السفن التجارية ليست مناسبة أبدا للإقامة الطويلة."

أونسميل تتحقق من إعادة سفينة على متنها 51 مهاجرا

وفي 15 نيسان/ أبريل، قالت المفوضية إن بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا تحقّقت من إعادة سفينة على متنها 51 مهاجرا وطالب لجوء، بينهم 8 نساء و3 أطفال، إلى ليبيا على متن قارب مالطي خاص بعد أن انتشلتهم من المياه المالطية. وقد أرسلت السلطات الليبية المهاجرين إلى سجن السكّة. وخلال الأيام الستة التي قضوها في البحر، لقي خمسة أشخاص مصرعهم وفُقِد سبعة آخرون ويفترض أنهم غرقوا.

كما أشارت المفوضية إلى ادعاءات تفيد بأنّ مراكز تنسيق الإنقاذ البحري المعنية لم تردّ على نداءات الاستغاثة التي وصلتها أو أنّها تجاهلتها. وفي حال ثبوت هذه الادّعاءات، فإنها تشكك بجدية في التزامات الدول المعنية بإنقاذ الأرواح واحترام حقوق الإنسان.

المهاجرون يواجهون ظروفا مروعة

وفي غضون ذلك، أوضحت المفوضية أن خفر السواحل الليبي يواصل إعادة القوارب إلى الشواطئ من حيث انطلقت، واعتقال المهاجرين الذين يتم اعتراضهم في مرافق احتجاز تعسفي حيث يواجهون ظروفا مروّعة، بما في ذلك التعذيب، وسوء المعاملة، والعنف الجنسي، وانعدام الرعاية الصحية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان. كما أن هذه المرافق المكتظة معرّضة من دون أدنى شكّ لخطر تفشي كوفيد-19 على أوسع نطاق ممكن.

ودعت المفوضية إلى وقف جميع عمليّات اعتراض القوارب وإعادتها إلى ليبيا، مجددة التأكيد على ضرورة امتثال الدول دوما لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين.

وعلى الرغم من تفشي وباء كـوفيد-19، قالت المفوضية إنه يجب الحفاظ على عمليات البحث والإنقاذ وضمان الإنزال السريع في موانئ آمنة، في ظلّ الامتثال الكامل لتدابير الصحة العامة.