منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع سارة مسعودي: شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستحقون مستقبلا خاليا من الظلم والعنف

سارة مسعودي، المسؤولة الإقليمية بالائتلاف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المعني بالشباب والسلام والأمن.
UN Photo/Evan Schneider
سارة مسعودي، المسؤولة الإقليمية بالائتلاف الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المعني بالشباب والسلام والأمن.

حوار مع سارة مسعودي: شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستحقون مستقبلا خاليا من الظلم والعنف

السلم والأمن

"بوصفنا شبابا من منطقة البحر الأبيض المتوسط، نحن نعلم من أين أتينا، من منطقة غيّرت وجه الحاضر والتاريخ ولا تزال، منطقة تضم أكثر من 60 مليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، كلهم يستحقون مستقبلا خاليا من الظلم والعنف وعدم الاستقرار".

هذا ما قالته الشابة التونسية سارة مسعودي، المسؤولة الإقليمية بالائتلاف الاقليمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المعني بالشباب والسلام والأمن، خلال حديثها في اجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي بحث خلاله "دور الشباب في مواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط". 

يشار إلى أن مجلس الأمن كان قد اعتمد في عام 2015 قراره التاريخيّ رقم 2250 حول الشباب والسلام والأمن، الذي يعترف للمرة الأولى بـ "الدور المهم الذي يمكن أن يضطلع به الشباب في منع نشوب النزاعات وحلّها".

وخلال الجلسة، تحدثت مسعودي عن التحديات التي تواجه الشباب في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وعلى رأسها تقلص المشاركة السياسية والهجرة غير الشرعية والتغير المناخي. بعد الجلسة، أجرت أخبار الأمم المتحدة حوارا مع سارة مسعودي، حيث بدأنا الحوار بسؤالها عن أهم ما تناولته خلال جلسة مجلس الأمن فقالت:

كانت جلسة حول التحديات وأيضا ما يقوم به الشباب لمواجهة هذه التحديات في بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط. ركزت في بداية الخطاب على مسألة الهوية لأنها أمر قريب لقلبي ومهم بالنسبة لنا كشباب عرب. تناول الخطاب بعد ذلك أبرز خمسة تحديات نواجهها كشباب. طبعا هناك أكثر من خمسة تحديات، ولكن ركزت على خمسة منها وهي: تقلص المساحات والمشاركة المدنية للشباب، كذلك المشاركة في السياسات والمشاركة في عملية بناء السلام. كذلك هناك التحدي المتمثل في التنقل ومشكلة التأشيرات التي تواجه الشباب العربي، وأيضا مشكلة الهجرة غير الشرعية عبر البحر. 

كذلك ركزت على فكرة تمويل أجندة بناء السلام التي يقودها الشباب. والأمر الأخير هو التغير المناخي من منظور الشباب العربي. وهنا ركزت أكثر على فكرة الوصول إلى الأرض- خاصة أن إخواننا وأخواتنا في فلسطين يعانون من سيطرة الاحتلال على أراضيهم الزراعية.

أخبار الأمم المتحدة: دعوت في مجلس الأمن أيضا إلى أن نجعل البحر الأبيض المتوسط بحرا للأمل والسلام وليس بحرا للموت. كيف يتم ذلك؟ 

سارة مسعودي: باعتباري تونسية، فإن هذا الأمر يمسني، لأن تونس تعتبر بلد عبور يمر به الكثير من الناس الباحثين عن مستقبل أفضل- إما أن يكونوا فارين من الحرب في بلدانهم أو أنهم لم يحصلوا على فرص فيها. فبالتالي هناك تحد في التنقل بسبب إجراءات الحصول على التأشيرات وغيرها من الإجراءات. وبالتالي يُلقي الشباب بأنفسهم للموت في الأمواج. بعضهم تموت أحلامهم، وحتى وإن تمكنوا من عبور البحر والوصول إلى بلدان المقصد فإنهم لا يحسون بأنهم يعيشون الحلم الذي ذهبوا من أجله. في الوقت نفسه، إذا نظرنا إلى الأعداد والإحصائيات نرى أن الكثيرين منهم يموتون في البحر. بصراحة، هذا أمر مؤسف، ونتمنى أن تصبح سياسات الهجرة أكثر احتراما لحقوق الإنسان، وأن تصبح أكثر ملائمة للتحديات والسياقات التي تجبر الناس وتدفعهم إلى السفر بهذه الطريقة. 

أخبار الأمم المتحدة: حدثينا عن الائتلاف الإقليمي المعني بالشباب والسلام والأمن؟

سارة مسعودي: الائتلاف الإقليمي للشباب والسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو ائتلاف بدأناه قبل ثلاث سنوات. وهو جسم غير رسمي، ونحن أردنا له أن يبقى كذلك لأنه يقوم على الجهود التطوعية. بدأنا بفكرة أن نؤسس عدة مبادرات وأن نقضي على فكرة أن يعمل كل أحد منا بعزلة عن الآخر. تساءلنا: لماذا لا نجتمع معا كائتلاف - إما كشباب أو منظمات - ونتشارك الموارد والفرص والتعلم؟ والحمد لله بمرور السنوات كل مرة نصبح أقوى، خاصة في سنة 2022 عقدنا أول لقاء استراتيجي وجها لوجه. وفي السنة الماضية توسعنا وأصبحنا 200 عضوة وعضو في سبعة عشر دولة من بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ولا زلنا نكبر، وإن شاء الله سنتطور إلى الأحسن. 

 

أخبار الأمم المتحدة: ما البرامج التي يقدمها الائتلاف الإقليمي للشباب في المنطقة العربية؟

سارة مسعودي: أهم شيء هو أننا أردنا أن نخلق مساحة. ففكرة أننا نلتقي كشباب - حتى وإن كان ذلك عبر الإنترنت - لكي نتحدث عن التحديات التي تواجه منطقتنا دون أن يفرض علينا أي شخص أي أجندة حول الكيفية التي نتحدث أو نفكر بها. هذا أمر مهم بالنسبة لنا. الأمر الثاني هو فكرة تقديم أجندة الشباب والسلام والأمن والتي تعتبر إلى الآن دولية، ومعظم مواردها أو مصادرها وكتابتها باللغة الإنجليزية، وأن نحاول إيصالها باللغة العربية وأن نشرح ما تعنيه بالنسبة لنا في سياق المنطقة العربية. وثالثا تشجيع فكرة المبادرات التي يقودها الناس على المستوى المحلي. فنحن بوصفنا ائتلافا إقليميا لا نريد أن ننفذ مشاريع، بل نريد أن نبني القدرات ونوفر الموارد والفرص التي تجعل الشباب – سواء كان عبر منظماتهم أو بصفتهم المستقلة - يقودوا المبادرات في مجتمعاتهم المحلية بالمهارات التي اكتسبوها.

أخبار الأمم المتحدة: يعاني شباب المنطقة العربية من العديد من التحديات، من بينها الحروب والبطالة. ما المطلوب من قادة الدول كي يتمكن الشباب من مواجهة هذه التحديات؟ 

سارة مسعودي: هذه التحديات إن أثبتت شيئا فهي تثبت مدى المرونة التي يتمتع بها شباب المنطقة العربية وقدرتهم على المقاومة والصبر وأن يصنع من التحديات فرصا. وبالتالي، فإننا عندما نرى الشباب العربي فإننا نرى إمكانيات وقوة ومصدر إلهام. يمكن أن تحدث الكثير من الأمور إذا وجدوا التشجيع والاستثمار في قدراتهم وتشجيع مبادراتهم المحلية، والاستثمار في فرص تعليم أفضل، وفرص تنقل وتبادل وبرامج. هناك الكثير الذي يمكن أن يحدث. 

ولكن دعوا الشباب يقرر ماذا يريد وأن يختار الأجندة التي يريد العمل عليها. لا تفرضوا علينا أجندات. وثانيا، فكرة أن نكون جزءا من صنع القرار وكتابة السياسات والخطط أو الاستراتيجيات التي تخص مواضيع الشباب. ولكن لا يتم إشراكنا أو إشراكنا فقط كاستشارة. لا توجد شراكة فعالة مع الشباب وأنه هو الذي يقرر مع المسؤولين الآخرين حول كيفية تصميم البرامج والخطط الوطنية وتنفيذها. فهذه أهم رسالة أهم رسالة وما. 

أخبار الأمم المتحدة: ما رسالتك للشباب العربي؟

سارة مسعودي: لنبق صامدين. ومثلما نقول دائما في الائتلاف: ولنا أمل. هذه هي رسالتي. الأمل دائما موجود. علينا أن نظل متحدين ونبتعد عن فكرة أن نعمل في عزلة عن بعصنا البعض. علينا أن نحاول أن ننتمي لشبكات وائتلافات وتحركات وأن يضيف كل واحد منا بصمة أو روحا للكيفية التي يؤدي بها العمل. بصراحة أنا كلي أمل بأن الأمور ستكون أفضل وأن التغيير سيحدث بصورة أسرع.