منظور عالمي قصص إنسانية

المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة: فقدت الثقة في العالم لكن لا يزال لدي أمل في البشر

المصور الصحفي الفلسطيني، معتز عزايزة خلال حوار مع أخبار الامم المتحدة
UN News/Jessica Jiji
المصور الصحفي الفلسطيني، معتز عزايزة خلال حوار مع أخبار الامم المتحدة

المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة: فقدت الثقة في العالم لكن لا يزال لدي أمل في البشر

حقوق الإنسان

قال المصور الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة إنه من الخطورة بمكان أن يؤدي الصحفيون عملهم في قطاع غزة، لأن "الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين لا لشيء سوى أنهم صحفيون".

ودعا عزايزة المجتمع الدولي إلى حماية الصحفيين في غزة كي يتمكنوا من نقل الحقيقة حول ما يجري في القطاع الذي قال إنه يشهد "إبادة جماعية"، مشيرا إلى أن الناس هناك يقتلون بسيناريوهات لا يمكن تخيلها. وقال عزايزة إنه "فقد الثقة في العالم، لكنه لم يفقد الأمل في الإنسانية".

حصل معتز عزايزة على شهرة عالمية أثناء تغطيته للحرب في غزة، مما أكسبه ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد غادر مؤخرا قطاع غزة، وهو يسافر حاليا حول العالم لرفع الوعي بشأن مأساة أهل القطاع. 

أخبار الأمم المتحدة التقت به أثناء زيارته لمقر الأمم المتحدة في نيويورك للقاء مسؤولين أمميين وأجرت معه الحوار التالي: 

أخبار الأمم المتحدة: يواجه الصحفيون في غزة تحديات كبيرة. قُتل العديد منهم منذ بداية هذه الحرب. أنت شخصيا كنت في غزة حتى وقت قريب. ما الذي يعنيه أن تكون صحفيا في غزة في مثل هذه الأوقات؟

معتز عزايزة: في واقع الأمر إنه لأمر خطير للغاية أن تكون صحفيا في غزة خلال هذه الإبادة الجماعية. لأنه- صدق أو لا تصدق- حتى الناس على الأرض في غزة يخافون منك لأن الاحتلال قد يستهدفك فقط لأنك صحفي. حدث أنه في يوم من الأيام كان الناس يخشون الوقوف إلى جانبي لأنهم يخشون أن يتم استهدافي. وبالتالي فهذا هو الشعور أن تكون صحفيا في غزة في مثل هذه الأوقات.

أخبار الأمم المتحدة: قلت إن مغادرة غزة كان قرارا صعبا للغاية بالنسبة لك، حدثنا أكثر عن هذا القرار؟

معتز عزايزة: لم يكن قرارا، فقد فقدت خيار البقاء أو المغادرة. لم تكن لدينا خيارات. ولكن في نهاية المطاف كان هناك نقص في الغذاء والمياه. كان منزلي مليئا بالأصدقاء والمعارف لأنهم فقدوا منازلهم. لقد كان أمرا صعبا ولم يكن بوسعي الاستمرار في تصوير ما يحدث وفي الوقت نفسه كان علي البحث عن الغذاء والماء. كل الناس الذين أهتم بأمرهم لا يزالون هناك في غزة. كل حياتي لا تزال هناك. 

أخبار الأمم المتحدة: ماذا تفعل الآن خارج غزة لإطلاع العالم على ما يحدث هناك؟

معتز عزايزة: سأواصل التحدث عن معاناة الناس في غزة. وعلى كل فرد أن يفعل المزيد لأن ما يحدث هو إبادة جماعية والناس يقتلون بسيناريوهات حرب لا يمكن تخيلها. كل الناس حياتهم تسير بصورة طبيعية إلا أهل غزة الذين توقفت حياتهم. ولذا فأنا أحاول الوصول إلى أكبر عدد من الناس بهدف رفع التوعية بالنسبة للأجيال الجديدة كي يفهموا ما يجري على الأرض في غزة.

الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة يستعد لإجراء حوار مع أخبار وفيديو الأمم المتحدة، أثناء زيارته للمقر الرئيسي للمنظمة.
UN News/Jessica Jiji

أخبار الأمم المتحدة: التقيت بالعديد من مسؤولي الأمم المتحدة- بمن فيهم المفوض السامي لحقوق الإنسان في جنيف ووكيلة الأمين العام للتواصل العالمي هنا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ما الذي ناقشته معهم؟

معتز عزايزة: ناقشت معهم فقط ما رأيته ومررت به وكنت شاهدا عليه. غالبيتهم على علم بما يجري، ولكن الخلاصة التي توصلت إليها أنه ليس بإمكانهم منع إسرائيل من قتل الفلسطينيين. أعتقد أنه ليس بوسع أحد منع إسرائيل من قتل الفلسطينيين.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يحتاجه الصحفيون في غزة من المجتمع الدولي كي يتمكنوا من أداء واجبهم في نقل المعلومة الحقيقية والموثوقة للجمهور؟

معتز عزايزة: هم بحاجة إلى الحماية من الاستهداف لا لشيء سوى لأنهم صحفيون. هم بحاجة إلى الإنترنت كي ينشروا ما يقومون بتصويره. هم بحاجة إلى الملابس والغذاء والسيارات والوقود كي يتمكنوا من الحركة. كل شيء تفكر به هم بحاجة إليه.

أخبار الأمم المتحدة: تُحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في الثالث من أيار/مايو من كل عام. ما هي رسالتك للعالم وللزملاء الصحفيين في غزة بمناسبة هذا اليوم؟

معتز عزايزة: أحترم كل الصحفيين الذين يؤدون عملهم في إظهار الحقائق والوقائع على الأرض على الرغم من صعوبة ذلك. لأنه في نهاية المطاف لن يندموا على قول الحقيقة. يمكنهم أن يفعلوا مثلما فعل معتز الذي فتح الكاميرا ونقل الوقائع على الأرض كي يرى الناس ما يحدث في غزة.

هذه الحرب غريبة جدا. بعض الناس يقولون لك إن الناس لا يمكنهم مساعدتك دون أن يستوعبوا أو يروا ما يجري ثم بعد أن تريهم كل شيء، لا شيء يتغير. لقد فقدت الثقة في العالم لكن لا تزال لدي ثقة في الناس.