منظور عالمي قصص إنسانية

مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: الوضع في غزة كان أصلا سيئا قبل الأزمة ونسبة الفقر 53% والآن تزداد الاحتياجات

برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المساعدات الطارئة على الأسر المحتاجة في غزة.
WFP/Wissam Nassar
برنامج الأغذية العالمي يقوم بتوزيع المساعدات الطارئة على الأسر المحتاجة في غزة.

مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: الوضع في غزة كان أصلا سيئا قبل الأزمة ونسبة الفقر 53% والآن تزداد الاحتياجات

المساعدات الإنسانية

وصل برنامج الأغذية العالمي حتى الآن إلى نحو 90 ألف شخص تضرروا بسبب الأزمة في غزة، منهم 44 ألف شخص يستلمون المساعدات لأول مرة. ويتوقع البرنامج أن تتنامى الاحتياجات أكثر مع استمرار العنف.

​ويسعى برنامج الأغذية العالمي، الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2020، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين للمساعدات، ولكن من أبرز التحديات، إغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة مما يهدد بنقص السلع وارتفاع أسعار الأغذية.

أخبار الأمم المتحدة أجرت حوارا مع ممثل ومدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، سامر عبد الجابر، عبر تقنية الفيديو، وهو موجود حاليا في مدينة القدس.

Soundcloud

أخبار الأمم المتحدة: أهلا بك. نلتقي في هذه الظروف الاستثنائية، ولكن هل بالإمكان أن تطلعنا على آخر مستجدات وتطورات الاحتياجات الغذائية خاصة في قطاع غزة؟

سامر عبد الجابر: شكرا جزيلا. التصعيد العسكري المستمر خلّف وراءه الكثير من المعاناة والدمار. وحتى الآن، ومنذ اندلاع الأزمة في غزة استطعنا الوصول إلى نحو 70 ألف شخص داخل غزة وهؤلاء غير الـ 260 ألف شخص الذي نؤمّن لهم المساعدة بشكل شهري بسبب الاحتياجات الموجودة هناك، إلى جانب وكالة الأونروا التي تساعد اللاجئين. يجب أن نتذكر أن 2 من كل 3 يعيشون في غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي. الوضع صعب أصلا قبل الأزمة الحالية.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يعنيه أن 2 من كل 3 يعانون من انعدام الأمن الغذائي؟

سامر عبد الجابر: هذا يعني أن الأشخاص في غزة عاشوا بالفعل على حافة الهاوية قبل الأزمة الحالية وتكافح العديد من الأسر من أجل توفير قوت يومهم. وقد ازداد الوضع تدهورا أكثر خلال العام الماضي بسبب القيود المفروضة من أجل التصدي لجائحة كـوفيد-19.

إغلاق المعابر الآن قد يتسبب قريبا في نقص السلع ومن بينها المواد الغذائية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار

قبل فيروس كورونا والأزمة الحالية، كان أكثر من نصف سكان قطاع غزة يعيش في فقر، 53% نسبة الفقر ونسبة البطالة 45% وإغلاق المعابر الآن قد يتسبب قريبا في نقص السلع ومن بينها المواد الغذائية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وبدأنا بالفعل نرى ارتفاع أسعار منتجات معينة - كالخضراوات ومنتجات الحليب - بدأت الأسعار بالازدياد لأن المزارعين غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم، وبنفس الوقت البضائع التي كانت تأتي من الضفة الغربية لم تعد تصل.

أخبار الأمم المتحدة: يقوم البرنامج بتوزيع القسائم على المحتاجين لشراء الطعام، لكن هل يتوفر الطعام الذي يمكن شراؤه في غزة؟ وإذا كان يتوفر كم يوما يمكن أن يصمد القطاع بدون طعام؟

سامر عبد الجابر: في الوقت الحالي، حسب المعلومات المتوفرة لدينا بالتنسيق مع الجهات المعنية، يوجد طعام متوفر بالأسواق المحلية في قطاع غزة يكفي لشهرين، وأهم مادة هي الدقيق موجودة ويتم توريدها للمخابز لمدة شهرين. المشكلة الرئيسية هي آلية الوصول للمستفيدين لهذه المتاجر.

نحن كبرنامج أغذية عالمي لدينا علاقات وشراكات مع 200 متجر داخل قطاع غزة، نوزع قسائم إلكترونية، ويتوجه الناس لأقرب محل تجاري، حتى لو اضطروا للنزوح بإمكانهم التوجه لأقرب مكان لموقع نزوحهم. وفي نفس الوقت تعاقدنا مع تقريبا 17 أو 18 مخبزا في أنحاء قطاع غزة ومحافظاته الخمس، سوف يتم بنهاية هذا الأسبوع توريد الخبز في الأماكن التي اتخذها الناس ملجأ.

لا تزال غزة تتعرض لقصف بالصواريخ مع استمرار الأعمال العدائية.
UNOCHA/Samar Elouf

أخبار الأمم المتحدة: ما هي التحديات التي تواجه برنامج الأغذية العالمي في العمل وخاصة خلال الأعمال القتالية؟

سامر عبد الجابر: هناك دعم بالطبع لعمليات برنامج الأغذية العالمي، قبل الأزمة الحالية كان الأمر صعبا. واحتياجاتنا من ناحية السيولة قبل الأزمة، كي نتمكن من إكمال عملياتنا والوصول إلى 435 ألف شخص بالشهر، كنا بحاجة إلى 31 مليون دولار للأشهر الستة المقبلة. جاءت الأزمة الحالية فزادت الاحتياجات. وزادت بحوالي 14 مليون دولار لكي نساعد 160 ألف شخص بحسب البيانات المتوفرة لدينا لمن قد يكونون بحاجة إلى مساعدة. حتى الآن الأرقام في تزايد، كبرنامج أغذية عالمي حتى اليوم وصلنا إلى تقريبا 90 ألف شخص تضرروا منهم 44 ألف شخص يستلمون المساعدات منا لأول مرة.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثت عن الوصول، الوصول إلى المتاجر والمخابز، اليونيسف والأونروا أصدرتا بيانات للموافقة على الدخول والوصول إلى غزة. هل يواجه برنامج الأغذية العالمي تحديات مماثلة؟

سامر عبد الجابر: برنامج الأغذية العالمي يعمل بالشراكة مع اليونيسف والأونروا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ونحن الشركاء على اتصال دائم مع السلطات المحلية والسلطات الإسرائيلية، لتنسيق عملية الدخول للمعابر. كانت هناك أمس بادرة أمل، كنا متحمسين أننا سندخِل المساعدات، ولكن أطلِقت صواريخ باتجاه المعبر فاضطرت الجهات الإسرائيلية لإغلاق المعبر وعادت الشاحنات. إغلاق المعابر المؤدية لغزة قد يسبب في ندرة السلع وزيادة أسعار المواد الغذائية، ومن أن تكون هناك عملية تنسيق بين جميع الجهات والأطراف للتأكد من أن تبقى المعابر مفتوحة.

أيضا بالنسبة للموظفين، نحن نعمل على إجلاء الموظفين وفي الوقت نفسه، إدخال فريق مكمل لغزة، ولكن المعابر لا تسمح بذلك.

أخبار الأمم المتحدة: سامر أنت انتقلت للعمل في الأرض الفلسطينية المحتلة مؤخرا، كيف كان يبدو عليه الوضع قبل العنف وهل قمت بزيارة غزة؟

سامر عبد الجابر: كنت في غزة في آخر أسبوع من شهر رمضان، وكنت متفائلا. مع كل الصعوبات التي مرّوا بها من قبل، رأيت شبابا طموحا ولديه قدرة على التحمل والإرادة (والتطلع) لمستقبل أفضل. هذا بالنسبة لنا ميزة كبيرة جدا، لأنه لولا هذه الطاقة الإيجابية الموجودة لما كنا لنقدر على توفير المساعدة في الفترة الحالية.

مدير وممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين: زرت غزة في آخر أسبوع من شهر رمضان ورأيت شبابا طموحا

أرى فريقا قويا وأشخاصا يؤمنون بعمل الخير وبأهمية العمل الإنساني، مع أن عددا من الموظفين العاملين مع برنامج الأغذية اضطروا أنفسهم للنزوح بسبب الوضع، ولكنهم موجودون على رأس عملهم كل صباح يوصلون المساعدات ويواصلون العمل على الأرض للوصول للمحتاجين للمساعدة.

وخلال فترة بسيطة، فترة بسيطة، أرى التناقض: يوجد أمل ولكن الآن الوضع سيئ جدا ويتجه إلى الأسوأ.

أخبار الأمم المتحدة: هل لديك كلمة أخيرة أو رسالة تود أن توجهها؟

سامر عبد الجابر: نحن نطالب الجميع بضبط النفس ونتطلع لوقف إطلاق النار. هذه ظروف صعبة تعيشها المنطقة. نطالب المجتمع الدولي بإيجاد حل سياسي للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية.

وأخيرا، أود أن أقول إن برنامج الأغذية العالمي بحاجة للدعم لأن الغذاء هو أكثر الاحتياجات إلحاحا في الوقت الحالي، والطريقة الأسرع والأكثر فعالية هي تقديم المساعدة النقدية الغذائية، نستطيع التعامل مع الأزمة بصورة سريعة إذا توفر لدينا النقد المادي.