منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تساعد الأطفال في ليبيا على تخطي صدمة الليلة الرهيبة

ألحقت السيول والفيضانات دمارا بالغا بأجزاء من مدينة درنة الليبية.

الوضع رهيب للغاية

ميكيلي سيرفادي , ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا

© UNICEF/Abdulsalam Alturki
ألحقت السيول والفيضانات دمارا بالغا بأجزاء من مدينة درنة الليبية.

اليونيسف تساعد الأطفال في ليبيا على تخطي صدمة الليلة الرهيبة

المساعدات الإنسانية

قال ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا إن حجم الدمار الذي لحق بالمناطق المتضررة من السيول والفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال هائل، فيما يقدر عدد الوفيات بالآلاف.

وأطلع ميكيلي سيرفادي أخبار الأمم المتحدة على الدور الذي تلعبه اليونسيف في دعم أطفال ليبيا الذين مازال عدد منهم عالقين في المنطقة المتضررة، وإعانتهم على تخطي الصدمة التي عاشوها في "تلك الليلة الرهيبة"، ومراقبة حالات سوء التغذية المحتملة ودعم النظام الصحي للوقاية منها.

وأشار المسؤول الأممي إلى أنه بالإضافة إلى درنة التي شهدت دمارا كبيرا، فإن هناك مناطق أخرى تأثرت بالفيضانات والسيول، ومازال بعضها معزولا عن العالم الخارجي.

وقال سيرفادي في حوار مع أخبار الأمم المتحدة إن الكارثة أدت أيضا إلى تشريد العائلات حيث تم الإبلاغ عن بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم في درنة. 

فيما يلي نص الحوار مع ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا، ميكيلي سيرفادي.

ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا، ميكيلي سيرفادي.
UNICEF Libya
ممثل منظمة اليونيسف في ليبيا، ميكيلي سيرفادي.

أخبار الأمم المتحدة: كيف يبدو الوضع على الأرض في درنة والمناطق الأخرى التي تضررت من السيول والفيضانات؟

ميكيلي سيرفادي: الوضع رهيب للغاية. هناك أكثر من 30 ألف نازح. لقد زاد عدد الضحايا حيث تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل 4000 وفاة، وهؤلاء فقط الذين وصلوا إلى المستشفيات. لكن السلطات المحلية تتحدث عن 6000 وفاة. ولهذا، فإن حجم الدمار هائل في مدينة يقدر عدد سكانها ما بين 80 و90 ألف نسمة. نجم هذا الدمار الهائل عن اندفاع المياه بعد انهيار سدي درنة.

وهناك أضرار لحقت بمناطق أخرى – ليس بنفس القدر – ولكنها تظل متأثرة بما حدث. فنحن نسمع على سبيل المثال أن مدينة سوسة معزولة تمام. سنكتشف المزيد في الأيام القادمة. لكنها تظل أزمة كبيرة.

أخبار الأمم المتحدة: كيف أثرت الأزمة على الأطفال، وما هو المطلوب للتخفيف من الصدمة والخسائر التي تعرضوا لها؟

ميكيلي سيرفادي: ربما أول شيء أود أن أتحدث عنه هو الكرب الذي أصابهم، ويجب علينا أن نقدم الدعم النفسي والاجتماعي، ليس فقط للنازحين الذين يعيشون في أماكن الإيواء بإعادتهم للحياة الطبيعية من خلال الدعم النفسي والاجتماعي والترفيه وما إلى ذلك، وإنما أيضا لأولئك الذين ما زالوا عالقين في المنطقة المتضررة والذين عاشوا تلك الليلة الرهيبة.

وهناك أيضا مشكلة سوء التغذية المحتمل لأن الكثير من الناس معزولون في العديد من الأماكن، ولا تتوفر لديهم إمكانية الحصول على الغذاء. ولذلك، سنحتاج إلى مراقبة حالات سوء التغذية المحتملة، ودعم النظام الصحي للوقاية منها.

وهناك كذلك التهديد الرئيسي المتمثل في الأمراض التي تنقلها المياه التي تضرب الأطفال بصورة أكبر بما فيها الكوليرا والإسهال، إذا تلوثت المياه بمياه الصرف الصحي. فهذه هي الأشياء التي لها الأولوية القصوى في هذه المرحلة بما في ذلك توفير مياه آمنة ودعم المرافق الصحية التي تدمر الكثير منها.

لقد مات الكثير من الأشخاص أيضا أو شردوا. على سبيل المثال، لم يتبق أي موظفين صحيين في أحد المستشفيات. 

أخبار الأمم المتحدة: وما هي أهم الأولويات الأخرى المنقذة للحياة في الوقت الحالي بالإضافة إلى ذلك؟

ميكيلي سيرفادي: بعيدا عن المأوى الآمن التابع لليونيسف، يعد توفير الحماية بشكل عام مصدرا كبيرا للقلق في هذه الأزمة. وهناك مخاوف أخرى تتعلق بالحماية لاسيما عندما يظل الكثير من الأشخاص في نفس الملجأ لفترة طويلة جدا، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وهناك أيضا انفصال العائلات وهو أمر بالغ الأهمية وسيظهر أثره في الأسابيع القادمة. 

وأبلغنا بوجود بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم، على سبيل المثال، في أحد الملاجئ في درنة. نعمل على تسجيلهم، ومحاولة العثور على أفراد أسرهم. وفي كثير من الحالات، ستكون هناك أيضا رعاية مؤقتة لسوء الحظ إذا لم نتمكن من العثور على ذويهم. إنها مأساة رهيبة. هناك أيضا بعض موظفينا الذين فقدوا الكثير من أفراد عائلاتهم، كما تأثر المستجيبون أنفسهم.

مدينة درنة بعد الفيضان المدمر.
© UNICEF/Abdulsalam Alturki
مدينة درنة بعد الفيضان المدمر.

أخبار الأمم المتحدة: هل يمكن أن تطلعنا أكثر على عمل اليونيسف على الأرض لحشد الدعم والتنسيق مع شركاء العمل الإنساني الآخرين والمجموعات المحلية؟

ميكيلي سيرفادي: أنا الآن في بنغازي، وسنقوم غدا بمهمة تقييم كبيرة مشتركة بين الوكالات في درنة، والمرج، والبيضاء؛ يومان كاملان إذا من العمل الميداني. وهذا جهد جيد مشترك بين الوكالات بعد المرحلة الأولى من عملية البحث والإنقاذ التي أدارها الهلال الأحمر الليبي والسلطات المحلية. 

ونحن كمنظمة اليونيسف، أرسلنا مجموعات وإمدادات طبية إلى 10 آلاف شخص. كان هذا خلال أول يومين. وأرسلنا 1100 وحدة من مستلزمات النظافة الشخصية والملابس. لكن هذا يظل مجرد قطرة في بحر.

ولحسن الحظ، طلبت الحكومة الليبية الدعم الدولي، لذلك هناك أيضا بعض الدول الأعضاء التي بدأت المشاركة.

ولكن أريد أن أشير إلى أمرين. الأول هو أن ليبيا كانت تتحول عن العمل الإنساني، لذا فإن مخزون الإمدادات لدينا ومواردنا الإنسانية، كانت محدودة للغاية، لأننا كنا نستجيب في الأساس لأزمة الهجرة.

أما الأمر الثاني فهو أن درنة نفسها قد تضررت بشدة من الصراع. عندما زرت درنة في بداية العام والتقيت بمسؤولي البلدية هناك، أذهلني حرصهم على طي صفحة الماضي والانتقال إلى التعافي. وكانوا يريدون الأمم المتحدة هناك. لكن ما حدث الآن يعيدهم سنوات إلى الوراء بسبب حجم الدمار الهائل.

ومن حسن الحظ أن الحكومة لديها صندوق إعادة الإعمار لهذه المناطق. ونأمل في الأمم المتحدة أن نكون قادرين على دعم جهود إعادة الإعمار. وستركز اليونيسف بشكل أساسي على الصحة والمياه والتعليم.

إن حجم الدمار أمر لا يصدق عندما تفكر في كيف يمكن لهؤلاء الناس الذين ظلوا على قيد الحياة العودة لمنازلهم. وهناك الكثيرون الذين نزحوا للقرى المجاورة لأنهم لا يرون احتمالا للعودة في غضون أسابيع قليلة.

أخبار الأمم المتحدة: هل هناك مشاكل أخرى تقف حائلا أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة؟

ميكيلي سيرفادي: يجب أن أقول، نعم. هناك بعض المناطق مثل مدينة سوسة التي مازالت معزولة بسبب مياه الفيضان. وهناك مناطق سنكتشف المزيد عنها في الأيام القادمة.

أعلم أن بعض الدول الأعضاء قدمت مساعدات جوية وقوارب، وهذا أمر مفيد. وفيما يتعلق بالقيود البيروقراطية، يجب أن أقول إن السلطات متعاونة للغاية. لقد وعدوا بتسهيل أمور التأشيرات وتسريع كل شيء.

في الوقت الراهن، لا يتم التركيز على السياسة، بل على العمل الإنساني، وهو أمر جيد. ونحن في الأمم المتحدة واثقون تماما من أن هذا الأمر سيستمر.