منظور عالمي قصص إنسانية

حوار: منظمة الصحة العالمية تدعو المتحاربين في السودان إلى احترام حيادية المنشآت الصحية

أرشيف: متظاهر يحمل العلم السوداني في الخرطوم، السودان.
Salah Naser
أرشيف: متظاهر يحمل العلم السوداني في الخرطوم، السودان.

حوار: منظمة الصحة العالمية تدعو المتحاربين في السودان إلى احترام حيادية المنشآت الصحية

الصحة

دعت منظمة الصحة العالمية الأطراف المتحاربة في السودان إلى التوصل إلى حل سلمي وضمان حيادية المنشآت الصحية وحرية تنقل الكوادر الطبية والمرضى، وذلك بعد أن أثر اندلاع العنف والقتال بشكل كبير على القطاع الصحي في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى مما تسبب في حالة كارثية.

وفي أحدث إحصائية لمنظمة الصحة العالمية، أدت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة المئات بجراح ومن المرجح أن يكون الرقم أقل من الواقع.

وتقدم منظمة الصحة العالمية المساعدة والإمدادات الطبية، مثل مستلزمات علاج الرضوح والأطقم الجراحية، لكن مستوى الاحتياجات لا يزال كبيرا.

أخبار الأمم المتحدة أجرت حوارا مع الدكتور ريك برينان، مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط للتعرف على آخر تطورات الوضع الصحي في السودان. فقال:

الدكتور برينان: الوضع لا يزال فوضويا وسريع التغير في الخرطوم والعديد من الولايات الأخرى المتضررة، مثل الولاية الشمالية وجنوب دارفور وشمال دارفور وشمال وجنوب كردفان.

ليست كل المعلومات واضحة، لكننا نعلم أنه كان هناك مستوى عالٍ من العنف وعدد كبير من الضحايا. لذلك نحن على اتصال دائم بالمستشفيات، خاصة في الخرطوم، ولكن أيضا في الولايات الأخرى.

تشير تقديراتنا الآن إلى مقتل 200 شخص وإصابة ما لا يقل عن 1800 آخرين. نرجح أن تكون هذه الأرقام أقل من العدد الحقيقي، ونحن نواصل العمل مع وزارة الصحة الاتحادية ووزارات الصحة بالولايات والمستشفيات وشركائنا لمواكبة الوضع.

أخبار الأمم المتحدة: وما المساعدة التي تقدمها منظمة الصحة العالمية للمحتاجين؟

 الدكتور ريك برينان، مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.
WHO/Rick Brennan

الدكتور برينان: أولويتنا الأولى، مثل جميع الوكالات على الأرض، هي ضمان سلامة وأمن موظفينا وعائلاتهم. لذلك اتخذنا الكثير من الخطوات بما يتفق مع واجب الرعاية لدينا. جميع موظفينا آمنون في الوقت الحالي، وهو أمر مشجع، لكن بعضهم يمرون بظروف صعبة في الوقت الراهن. لذلك لا تزال هناك خطط لإخراج الموظفين من المناطق التي يحتمل أن تكون غير آمنة وإجلاء الموظفين غير الأساسيين مع أسرهم.

هذه هي أولويتنا الأولى. فيما يتعلق بالمساعدة في الاستجابة للاحتياجات الصحية، كنا قد قمنا مسبقا بتخزين الكثير من الإمدادات المتعلقة بإصابات الرضوح وغيرها من الإمدادات الطبية في المستشفيات في الخرطوم والعديد من الولايات الأخرى. وكان ذلك مفيدا جدا في الـ 24 إلى 48 ساعة الأولى. لكن بصراحة، تجاوز مستوى الحاجة ما كنا نتوقعه، والكثير من هذه الإمدادات قد استنفدت بالفعل.

لذلك لا تزال هناك احتياجات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بإمدادات الدم والمعدات وأكياس الدم اللازمة لضمان عمليات نقل الدم، فضلا عن المزيد والمزيد من الاحتياجات لمستلزمات العلاج من الصدمات والأدوات الجراحية. لذلك نحن جميعا في موقف صعب الآن يتمثل في ضرورة جلب المزيد من الإمدادات.

لدينا مخزون إضافي في مستودع في مدينة بورتسودان. نحن ننتظر الإذن ثم تحسن الوضع الأمني للسماح لنا بإحضار تلك الإمدادات إلى الخرطوم. لدينا أيضا المزيد من الإمدادات الجراحية ومستلزمات علاج الرضوح في مركزنا اللوجستي الإقليمي في مدينة دبي. بمجرد أن يسمح الوضع الأمني بذلك، سنقوم بنقل إمدادات إضافية جواً إلى الخرطوم لتوزيعها فيما بعد.

الدور المهم الآخر الذي نلعبه، مثلما قلت، هو العمل مع السلطات الصحية على المستوى الاتحادي والولائي لضمان أن يكون لدينا فهم للأماكن التي تشتد فيها الاحتياجات وأين يمكن توجيه الإمدادات المحدودة إلى حد ما بشكل أفضل في هذه المرحلة. هذا دور تنسيقي حيوي نلعبه.

وبالطبع، نحن الآن ننظر أيضا إلى الصحة النفسية والاحتياجات النفسية والاجتماعية لموظفينا والسكان والتأكد من معالجتها. أعتقد أن المستشفيات نفسها الآن، لا تعاني فقط من نقصان إمداداتها الطبية، ولكن هناك أيضا نقص في المياه والكهرباء والغذاء للمرضى. وأحد أكبر مخاوفنا هو أن المرضى أنفسهم، والطواقم الطبية، والأطباء، والممرضين، وسيارات الإسعاف لا يمكنهم الوصول إلى المستشفيات بسبب انعدام الأمن. لذلك نقوم بالكثير من المناصرة مع كبار المسؤولين داخل الأمم المتحدة، وكذلك مع وزارة الصحة للدعوة إلى إتاحة وصول يمكن التنبؤ به.

أخبار الأمم المتحدة: هناك بعض التقارير التي أفادت بشن هجمات متعمدة على مستشفيات الخرطوم. هل لديكم أي تقديرات بشأن عدد المستشفيات التي تأثرت بهذه الهجمات؟

الدكتور برينان: إنه تطور مثير للقلق البالغ في هذا الصراع. لقد سمعنا عن هجمات بالأسلحة على ما يصل إلى ثلاثة من المرافق الصحية. قتل اثنان أو ثلاثة من أفراد الطاقم الطبي وجرح آخرون. وما يثير قلقنا البالغ هو أننا سمعنا أن إحدى القوات المسلحة قد احتلت على الأقل واحدا، وربما اثنين من المستشفيات واستخدمتهما كقاعدتين لشن الهجمات. ويعد هذا النوع من التطورات انتهاكا صارخا وخطيرا للقانون الإنساني الدولي. تطالب اتفاقيات جنيف من القوات العسكرية احترام حيادية الرعاية الصحية وقدسيتها. وما نراه الآن هو تطور مزعج للغاية. وبالطبع، نحن ندين ذلك بشدة.

أخبار الأمم المتحدة: أخيرا، ما هي رسالة منظمة الصحة العالمية للأطراف المتحاربة؟

الدكتور برينان: أولا وقبل كل شيء، مثل الجميع، نريد حلا سلميا للصراع في أسرع وقت ممكن. إذا لم يكن ذلك ممكنا، فنحن بحاجة ماسة إلى ضمان وصول المرضى والطاقم الطبي والآليات اللوجستية والإمدادات إلى المرافق الصحية.

ثانيا، احترام حيادية المرافق الصحية، وعدم استهدافها من قبل المتحاربين، وعلى المتحاربين أنفسهم إخلاء المستشفيات التي يحتلونها الآن.

إذا كان وقف القتال لأغراض إنسانية هو السبيل الوحيد لضمان الوصول، فنحن بالتأكيد نشجع التوقف الإنساني، في أسرع وقت ممكن، وأن يحدث ذلك باستمرار، للتأكد من أن الوصول يعني حرية تنقل الأطباء والممرضات والمرضى وسيارات الإسعاف إلى ومن المرافق الصحية.