منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولة أممية: توفير الطاقة ضروري لمساعدة المتأثرات بالأزمات في العالم العربي

سيدة تطهو في اليمن.
© UNICEF/Owis Alhamdani
سيدة تطهو في اليمن.

مسؤولة أممية: توفير الطاقة ضروري لمساعدة المتأثرات بالأزمات في العالم العربي

المرأة

تواجه المنطقة العربية أزمات متشكابة من الحروب إلى الكوارث الطبيعية. وتتحمل المرأة العربية العبء الأكبر لهذه الأزمات، فقد شهد العام الماضي نزوح أكثر من 100 مليون شخص في المنطقة- غالبيتهم من النساء والأطفال. وتم إجبار نحو 22 مليون شخص على عبور الحدود كلاجئين، بينما لا يزال أكثر من 52 مليونا نازحين داخل بلدانهم. 

لتسليط الضوء على الجهود المبذولة للتصدي لكل هذه الأزمات أجرينا حوارا مع السيدة ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان التي تشارك في معرض ومؤتمر دبي الدولي للتنمية والإغاثة المعروف اختصارا باسم "ديهاد".

يركز مؤتمر هذا العام على مسألة الربط بين الطاقة والمساعدات الإنسانية حدثينا عن هذا الأمر؟

السيدة ليلى بكر: شكرا جزيلا لاستضافتي في هذا البرنامج لنسلط الضوء على قضايا المرأة والفتيات، وخاصة الأزمات الموجودة في المنطقة العربية.

يسلط المؤتمر الضوء على كيفية التعامل مع قضايا الطاقة والمساعدات الإنسانية والقضايا التنموية للحد من هذه الأزمات واتخاذ خطوات للأمام للحد من الانزلاق في القضايا البيئية التي تؤدي إلى هذه الأزمات.

وكما نعلم، فإن القضايا التي تتسم بأهمية قصوى في العالم حاليا هي قضايا الطاقة، قضايا السلم والأمن، والقضايا الاقتصادية.

وفي المحاور الثلاثة، فالنساء عادة مهمشات فيما يتعلق باتخاذ القرار. نحاول في هذا المؤتمر أن نركز على ثلاثة أمور: المحور الأول، التقاطعات ما بين الطاقة والأزمات ودور المرأة في ذلك، وليس فقط التأثير عليها. لأنه لا شك أن للأزمات تأثيرا بشكل عام على المجتمعات. فنربط ما بين قضايا النزوح والحماية على سبيل المثال.

كنتُ في حلب قبل ثلاثة أسابيع، وشاهدت بأم عيني كيف يشكل عدم وجود الكهرباء والإضاءة عبئا وخطرا على النساء في بيوتهن. فلو كانت الطاقة شمسية متوفرة في بلد مثل سوريا بها شمس ساطعة لما تأثرت النساء من أزمة الطاقة. نحن بحاجة لأن تدمج التكنولوجيا والطاقة مع القضايا الإنسانية.

Tweet URL

ما النقاط التي سيركز عليها صندوق الأمم المتحدة للسكان في هذا المؤتمر؟

السيدة ليلى بكر: نحن نركز على القضايا المهمة بالنسبة لأي بلد وأي حالة، على سبيل المثال تقليل وفيات الأمهات.

تزيد وفيات الأمهات في الأزمات نتيجة عدم إمكانية الوصول، وهذا يرتبط بالمواصلات، تكلفة المواصلات، بالإضافة إلى تأخر وصول المواد الطبية وتحضير المستشفيات والمراكز الطبية لإجراء عمليات الولادة بشكل سليم.

نركز على هذا الارتباط وضمان هذه العناصر في كافة الأماكن التي تعاني من أزمات. حتى لا تكون النساء مهمشات ولكي نضمن أن تكون هناك ولادات سليمة.

على سبيل المثال، نتوقع أن تنجب ما يقارب من 37 ألف امرأة في غضون الأشهر الثلاثة القادمة في المناطق المتأثرة بالزلازل في سوريا.

يعد وجود مستشفيات وعيادات كافية مسألة مهمة للتعامل مع هذه القضايا الإنسانية والإنجاب الآمن. نحن نحاول أن نضمن الوقود والمساعدات، ونضمن الطواقم الطبية وتزويد المراكز الصحية بهذه الموارد.

تطرقت إلى زيارتك الأخيرة إلى سوريا وكيف رأيت بأم عينك كيف تأثرت النساء في سوريا بالزلزال. هل يتم تخصيص جزء من هذا المؤتمر لمناقشة قضايا المرأة السورية؟

السيدة ليلى بكر: ستكون قضايا المرأة السورية واحدة من الأولويات التي نركز عليها خاصة وأن الزلزال جاء بعد 12 سنة من أزمة سياسية وحرب قائمة. وقد فاقم ذلك من حدة الأزمات واستنزف الموارد القليلة المتبقية.

نحن نحاول أن نسلط الضوء على كيفية التعامل مع الأزمات المعقدة مثل الأزمة في سوريا والقضايا الإنسانية المرتبطة بالنساء مثل الحماية من العنف وخاصة العنف في المراكز والأماكن المكتظة نتيجة النزوح، وقضايا الولادة الآمنة والقضايا النسوية والتعامل مع النزوح بشكل عام.

دعني أكون صريحة معك، عندما يحدث النزوح تكون هناك استجابة سريعة نابعة من القلب، بما في ذلك المستلزمات المهمة للنساء وتلك المعنية بالتعامل مع خصوصية النساء في المأوى.

ولكن المهم هو التفكير على المدى الطويل حول كيفية عودة هؤلاء النساء لبيوتهن أو لأماكن آمنة بأسرع وقت ممكن، سيدور النقاش حول هذا الأمر وعلاقته مع قضايا الطاقة.

سنناقش كيفية انتهاز الفرصة لنبني بشكل أفضل وليس فقط الرجوع إلى وضع ما قبل الأزمة. النساء هن جزء لا يتجزأ من القرارات وإعادة بناء مجتمعاتهن وهذا الذي يركز عليه معرض ومؤتمر دبي الدولي للتنمية والإغاثة.

النساء من بين أكثر الفئات تأثرا بالعواقب المدمرة لظاهرة تغير المناخ. كيف تسعى الأمم المتحدة لضمان أن الجهود الرامية للتصدي لهذه الظاهرة تكون مراعية للمنظور الجنساني؟

السيدة ليلى بكر: هذه قضية مزمنة، ولكن دعنا نربط ما بين تغير المناخ والأزمات التي تحدث في المنطقة العربية.

أجريت زيارتين خلال الأشهر الستة الماضية للصومال وزرت أماكن النزوح. توجد الأغلبية الساحقة فيما يسمى بالمخيمات وغالبية الموجودين في هذه المخيمات هم من النساء والأطفال.

هذه المراكز هي عبارة عن بيوت مبنية بشكل عشوائي. لقد قرروا السكن بعيدا عن أماكنهم الأصلية نتيجة الجفاف، الذي ظل يحدث بشكل متكرر في الصومال. لقد أثرت هذه الأزمة على العائلات التي ترعى الماشية وهي تفتقر لخدمات الصحة، التعليم، المياه الصالحة للشرب وللعناية النفسية، وللحياة الكريمة.

مثلا الفتاة البالغة من العمر 12 سنة التي حرمت من المدرسة بسبب النزوح، وأصبح مستقبلها مهددا، نحن نحاول أن نقدم لهن المساعدات الآنية أولا مثل التعليم والصحة.

ونحاول أن نضع حدا لهذه الأزمات ببناء مصادر مياه مثل سد الصومال حتى يتمكن الناس من الحصول على المياه في فصل الجفاف وبالتالي تفادي النزوح.

في أعقاب الزلزال شعر الكثير من الناس بأن الاستجابة الدولية وخاصة في سوريا لم تكن كافية ولم تكن سريعة هل لديك رسالة بهذا الشأن؟

السيدة ليلى بكر: هناك مثل عربي يقول "إلي تحت العصي مش زي إلي بعدها"، فالناس مستنزفون في حلب، في حمص، في حماة، في كل الأماكن اللي عانت من الحرب لمدة 12 سنة، ثم جاء الزلزال ليضيف إلى تلك المعاناة التي دمرت ما تبقى من مأوى، من خدمات، وحتى روح الناس، فلا شك أن أي شخص تعرض لهذه الأزمة سيشعر أن هناك تقصيرا. قدمت الأمم المتحدة الاستجابة الفورية. وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان موجودا على الأرض من أول يوم للأزمة لسد الاحتياج الطبي بالأماكن التي بها أمان.

تم تسجيل حوالي 130 هزة ارتدادية بعد الزلزال وقد أثر ذلك على سلامة الناس وبالتالي فالناس يشعرون بأن الاستجابة لم تكن سريعة بما يكفي ونأسف لهذا الشعور.

نحن نحاول بقدر الإمكان أن نتعامل مع كافة الفئات بما في ذلك الحكومة، الهلال الأحمر، كل الشركاء الموجودين على أرض الواقع للوصول بشكل آمن ودائم لكل متضرر ومتضررة من هذه الأزمة.

أحد الأسباب التي شكلت تحديا كانت حركة الناس، لقد كان هناك نزوح كثيف نتيجة الزلزال والهزات الارتدادية التي تلت ذلك. كانت هناك صعوبة في تحديد أماكن الناس والوصول إليهم.

سنظل نعمل ليس فقط لتلبية الاحتياجات الآنية، إنما لحل الأزمة على المدى الطويل.