منظور عالمي قصص إنسانية

فيصل بن معمر: تجاهل دور المرأة في السلام من أكبر المصائب التي تعاني منها المجتمعات

فيصل بن معمر - الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)

قمنا بدور مهم وهو تفعيل دور الدين ليكون جزءا من الحل. في السابق كانت الأمور تتجه دائما، في الصراعات، إلى اتهام الدين والقيادات الدينية بالمسؤولية عن النزاع.

فيصل بن معمر , أمين عام مركز كايسيد

Nabil Midani/UN News
فيصل بن معمر - الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)

فيصل بن معمر: تجاهل دور المرأة في السلام من أكبر المصائب التي تعاني منها المجتمعات

المرأة

عقدت بمقر الأمم المتحدة فعالية حول "الأديان والسلام المستدام: دور النساء في إحداث التغيير" أكد خلالها المشاركون قدرة المرأة على إحداث التغيير من أجل بناء السلام وإنهاء النزاعات.

 

عقد الفعالية صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان (كايسيد)، ودائرة العمل الخارجي الأوروبي.

فيصل بن معمر الأمين العام لمركز (كايسيد) قال إن المركز يعمل على بناء الجسور بين القيادات الدينية والسياسية.

في حوار مع أخبار الأمم المتحدة تحدث بن معمر عن الفجوة بين ما بين الكلام النظري عن أهمية دور النساء والواقع العملي الذي يحرمهن من القيام بهذا الدور في كثير من المجتمعات.

Soundcloud

فيصل بن معمر: 84 % من البشر لديهم اعتقاد ديني، كما أن نصف البشر هم من النساء. إن تجاهل هذا الدور يعتبر من أكبر المصائب التي تعاني منها المجتمعات. الحقيقة أن هذه الفجوة حدثت من عدم التواصل بين الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية لاستنهاض دورهم الإيجابي في التوعية بأهمية دور المرأة ومشاركتها بجميع أوجه الحياة العامة. والمرأة تبدأ من بيتها الصغير حتى محيطها الكبير (المجتمع) والدور الذي تقوم به لا محدود.

أخبار الأمم المتحدة: ماهي المساهمة المختلفة عن الرجل التي يمكن أن تقدمها المرأة ؟

فيصل بن معمر: المساهمات متنوعة، أعتقد أن المجال مفتوح لكل المساهمات التي من المفترض أن يقوم بها البشر. هناك مسارات تحتاج إلى أن تكون المرأة فيها أكثر من الرجل. كما أن هناك مسارات يكون فيها الرجل أكثر من المرأة. فالعملية نسبية ولكن يجب علينا أن نؤسس لتفعيل هذا الدور وخاصة في المناطق التي تعاني من اضطرابات. إن الطبيعة البشرية للمرأة تجعلها تحمي أطفالها وبيتها. كما أنها تجد صعوبة في التنقل من مكان إلى آخر بسبب ارتباطها بعائلتها. وبالتالي فهي الضحية الأولى في مناطق النزاعات، وهذا ما نراه من خلال الأرقام والإحصائيات التي قامت بها الأمم المتحدة.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يفعله مركزكم لسد هذه الفجوة، لتعزيز دور النساء في مجال بناء السلام والحفاظ عليه؟

فيصل بن معمر: أخذنا دورا مهما وهو تفعيل دور الدين ليكون جزءا من الحل. في السابق كانت الأمور تتجه دائما في الصراعات إلى اتهام الدين والقيادات الدينية والأفراد وغيرهم. نحن هنا نبحث عن التفعيل الإيجابي وأن يكون جزءا من الحل. وهذا صحيح، فجميع الأديان تحث على السلام والتعايش وبناء السلام.

أخبار الأمم المتحدة: هل هناك أمثلة عملية على دعم النساء في هذا المجال؟

فيصل بن معمر: نحن بدأنا حقيقة في عدة مناطق في أفريقيا الوسطى ولدينا برنامج كبير في نيجيريا بين المسلمين والمسيحيين من خلال المنصة التي أنشأناها. وأيضا هناك المنصة العربية الأولى من نوعها للحوار بين المسلمين والمسيحيين والتي أنشئت في الدول العربية تحت مظلة هذه المنصات. وهناك برامج متنوعة تدخل فيها هذه الأنشطة تقوم بها النساء ونشجعها.

الحقيقة هذه المبادرة التي تمت الآن بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة (بوكالاتها المتنوعة) هي الآن محفز لنا بأن ننطلق بهذا الموضوع من خلال التركيز على دور المرأة ليكون بجانب الدور الذي يقوم به الرجل.

الصورة الذهنية دائما عند الأشخاص أن الأدوار الدينية يقوم بها الرجال. والحقيقة أن النساء يقمن بأدوار تماثل الأدوار التي يقوم بها الرجال في مجالات متنوعة. ونحن نتكلم عن نساء الفضيلة والمؤمنات اللاتي يمكنهن المساهمة بفعالية من خلال القيم العظيمة التي يحملنها من تعاليم أديانهن وثقافاتهن.

أخبار الأمم المتحدة: ما مدى أهمية التعاون بين مركز (كايسيد) والأمم المتحدة لتأمين دور النساء وتعزيزه في مجال السلام؟

فيصل بن معمر: الأمم المتحدة هي المظلة الدولية والعاملة في مجالات عديدة وهي المكان الذي تصنع فيه السياسات والاستراتيجيات والتوافقات الدولية، ونحن كمنظمات شبه حكومية أو مجتمع مدني نتفاعل مع المؤسسات القائمة في الأمم المتحدة بشراكات نستطيع من خلالها صناعة السياسات. 

وعلينا مسؤولية كبرى وأمامنا تحد كبير يتمثل في التطبيق على أرض الواقع عندما نبحث عن هذه المسألة ونناقشها فإن إشراك العناصر المحلية المتنوعة وخاصة الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية سيضمن لنا أننا كسبنا الغالبية العظمى التي نسميها الغالبية الصامتة التي تبحث عن السلام والتعايش وبناء السلام.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثت في كلمتك عن هيمنة الرجال في معظم المجالات، ماذا عن المقاومة من المجتمع لمثل هذا الموضوع وهو تعزيز دور النساء المنخرطات في الدين في بناء السلام؟

فيصل بن معمر: عندما أطرح هذه الفكرة أجد أنها تقابل باستغراب وتشجيع منقطع النظير، نحن نقول إن الرجل مسيطر في كثير من المجتمعات. وهذا الموضوع قد أشبع نقاشا ولكن أيضا الخافي وغير المعلوم أن هناك مجتمعات محافظة جدا وتجد دور المرأة فيها قويا جدا، ولكن لم يعلن ولم يأخذ حجمه من الإعلان ومن الثقافة.

فثقافة المجتمع لا تعبر عن نفسها بالشكل المناسب لذلك علينا فتح القنوات والتوعية والتعليم. والمرأة بطبيعتها مسالمة وترغب في بناء السلام والتعايش، ونادرا ما تراها تشارك في الصراعات أو ترتكب عنفا ماديا بنفسها. لذلك نحن أمام تحد كبير أو ربما لإطلاق حوار عن دور المرأة ودور الرجل في بناء السلام داخل هذه المجتمعات. علينا أن نبحث عن الأدوار ولكن أن نقدمها بطريقة إيجابية وألا نركز على السلبيات كما يفعل الكثير في وسائل الإعلام.