منظور عالمي قصص إنسانية

رحلة علاج من السرطان في غزة تعوقها الإجراءات الأمنية وضعف الإمكانيات

رحلة علاج من السرطان في غزة تعوقها الإجراءات الأمنية وضعف الإمكانيات

في ليل أحد أيام عام 2014 اكتشفت السيدة سلوى جميل أبو غبن كتلة غريبة في صدرها فتوقعت أنها مصابة بالسرطان. ابنها الشاب شعر بالخوف الشديد على والدته، ولكنها طمأنته قائلة إن السرطان لا يقتل ما دام العلاج موجودا.

ولكن رحلة العلاج لم تكن سهلة، فالسيدة سلوى تعيش في قطاع غزة في ظل الإغلاق الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007 بما يحرم الكثيرين من السكان من السفر إلى بقية الأرض الفلسطينية المحتلة أو العالم الخارجي ويحد من الإمكانيات الصحية المتوفرة في غزة.

في منزلها في حي الشجاعية في غزة، قالت لنا السيدة سلوى إن إصرار ابنها دفعها إلى التوجه إلى المستشفى الأردني بعد ما قيل لها إن العلاج به سيكون مجانيا.

"تعلمون الظروف التي يمر بها قطاع غزة من حصار وغيره، لا توجد نقود ولا عمل. زوجي مريض وعاطل عن العمل بعد أن كان يعمل في إسرائيل عام 2000. قال لي الطبيب إن حجم الكتلة كبير جدا، وطلب مني إجراء رسم أشعة على الصدر (ماموغرام) في مستشفى الشفاء. توجهت إلى مستشفى الشفاء، وهناك قالوا لي إنهم لا يملكون الإمكانيات أو الأجهزة المطلوبة. عدت إلى منزلي، وصارت الحرب وظللت في منزلي."

في تقرير سابق أجريناه عن مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، قال لنا الأطباء إن زيادة أعداد المصابين في سياق مظاهرات العودة الكبرى، اضطر المستشفى إلى تأجيل إجراء نحو 8000 عملية لمرضى السرطان والقلب وغيرهم. وبالنسبة لدارسي الطب في غزة، فلا يتاح لهم بمستشفى الشفاء التعليمي سوى التدرب على علاج الإصابات، بسبب إلغاء العمليات الأخرى أو إحالة المرضى إلى منشآت صحية أخرى.

بعد الحرب عام 2014 والتي استمرت 50 يوما، اقترحت إحدى صديقات السيدة سلوى عليها أن تتوجه إلى مستشفى آخر. هذا الأمر لم يكن سهلا، بسبب صعوبة وضع القطاع الصحي في غزة. وبعد زيارة عدة مستشفيات، رجح أطباء أن يكون الورم ناجما عن التهابات وأعطوها أدوية لعلاجه.

"عدت مرة أخرى على مستشفى الشفاء، بعد توسط بعض المعارف، وأخذوا عينة بالإبر. وقرروا إجراء عملية استئصال لتحديد نوع الورم، وقاموا بحجز موعد للعملية وكان ذلك عام 2016. استغرق الأمر كل هذا الوقت من 2014 (عندما اكتشفت الورم) إلى عام 2016."

مع ارتفاع التكاليف وإحالتها إلى أطباء آخرين، قررت السيدة سلوى العودة إلى مستشفى الشفاء. وأشادت، في حوارنا معها، بالطبيب أيمن سعد الذي حاول مساعدتها قدر المستطاع.

في النهاية طـُلب منها إجراء صورة رنين مغناطيسي. في المستشفى الأوروبي قال لها الطبيب إن وزنها الزائد سيحول دون دخولها في الجهاز. وترى السيدة سلوى أن ذلك من حسن حظها، إذ تمت إحالتها إلى مستشفى المقاصد في القدس.

وهناك، في القدس، اكتشفوا أنها مصابة بمرض السرطان الذي انتشر إلى الغدد اللمفاوية. وخضعت السيدة سلوى للعملية وعادت إلى غزة لتبدأ رحلة صعبة للعلاج الكيماوي. تطلبت هذه المرحلة من العلاج عودتها مرة أخرى إلى مستشفى المقاصد، ولكنها قوبلت بتأخير سفرها عدة مرات في رحلة العلاج بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية بما حال دون الانتظام الضروري في العلاج.

عاد مرض السرطان مرة أخرى وزاد من عبئه عدم انتظامها في العلاج بسبب الإجراءات الأمنية اللازمة للخروج من قطاع غزة.

وتحدثت السيدة سلوى عن مؤسسة العون والأمل للمجتمع المدني التي تنظم فعاليات وأنشطة للمريضات بالسرطان وربطت بينهن ليدعمن بعضهن البعض.

وفي النهاية وجهت السيدة سلوى أبو غبن رسالة ناشدت فيها كل الدول والمنظمات إنشاء مستشفى متخصص في علاج السرطان في غزة مزود بالأجهزة والأطباء، وتوفير العقاقير الضرورية التي لا تجدها السيدة سلوى للعلاج أو لتسكين بعض من آلامها في غزة.

تنزيل

في ليل أحد أيام عام 2014 اكتشفت السيدة سلوى جميل أبو غبن كتلة غريبة في صدرها فتوقعت أنها مصابة بالسرطان. ابنها الشاب شعر بالخوف الشديد على والدته، ولكنها طمأنته قائلة إن السرطان لا يقتل ما دام العلاج موجودا.

ولكن رحلة العلاج لم تكن سهلة، فالسيدة سلوى تعيش في قطاع غزة في ظل الإغلاق الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2007 بما يحرم الكثيرين من السكان من السفر إلى بقية الأرض الفلسطينية المحتلة أو العالم الخارجي ويحد من الإمكانيات الصحية المتوفرة في غزة.

في منزلها في حي الشجاعية في غزة، قالت لنا السيدة سلوى إن إصرار ابنها دفعها إلى التوجه إلى المستشفى الأردني بعد ما قيل لها إن العلاج به سيكون مجانيا.

"تعلمون الظروف التي يمر بها قطاع غزة من حصار وغيره، لا توجد نقود ولا عمل. زوجي مريض وعاطل عن العمل بعد أن كان يعمل في إسرائيل عام 2000. قال لي الطبيب إن حجم الكتلة كبير جدا، وطلب مني إجراء رسم أشعة على الصدر (ماموغرام) في مستشفى الشفاء. توجهت إلى مستشفى الشفاء، وهناك قالوا لي إنهم لا يملكون الإمكانيات أو الأجهزة المطلوبة. عدت إلى منزلي، وصارت الحرب وظللت في منزلي."

في تقرير سابق أجريناه عن مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات قطاع غزة، قال لنا الأطباء إن زيادة أعداد المصابين في سياق مظاهرات العودة الكبرى، اضطر المستشفى إلى تأجيل إجراء نحو 8000 عملية لمرضى السرطان والقلب وغيرهم. وبالنسبة لدارسي الطب في غزة، فلا يتاح لهم بمستشفى الشفاء التعليمي سوى التدرب على علاج الإصابات، بسبب إلغاء العمليات الأخرى أو إحالة المرضى إلى منشآت صحية أخرى.

بعد الحرب عام 2014 والتي استمرت 50 يوما، اقترحت إحدى صديقات السيدة سلوى عليها أن تتوجه إلى مستشفى آخر. هذا الأمر لم يكن سهلا، بسبب صعوبة وضع القطاع الصحي في غزة. وبعد زيارة عدة مستشفيات، رجح أطباء أن يكون الورم ناجما عن التهابات وأعطوها أدوية لعلاجه.

"عدت مرة أخرى على مستشفى الشفاء، بعد توسط بعض المعارف، وأخذوا عينة بالإبر. وقرروا إجراء عملية استئصال لتحديد نوع الورم، وقاموا بحجز موعد للعملية وكان ذلك عام 2016. استغرق الأمر كل هذا الوقت من 2014 (عندما اكتشفت الورم) إلى عام 2016."

مع ارتفاع التكاليف وإحالتها إلى أطباء آخرين، قررت السيدة سلوى العودة إلى مستشفى الشفاء. وأشادت، في حوارنا معها، بالطبيب أيمن سعد الذي حاول مساعدتها قدر المستطاع.

في النهاية طـُلب منها إجراء صورة رنين مغناطيسي. في المستشفى الأوروبي قال لها الطبيب إن وزنها الزائد سيحول دون دخولها في الجهاز. وترى السيدة سلوى أن ذلك من حسن حظها، إذ تمت إحالتها إلى مستشفى المقاصد في القدس.

وهناك، في القدس، اكتشفوا أنها مصابة بمرض السرطان الذي انتشر إلى الغدد اللمفاوية. وخضعت السيدة سلوى للعملية وعادت إلى غزة لتبدأ رحلة صعبة للعلاج الكيماوي. تطلبت هذه المرحلة من العلاج عودتها مرة أخرى إلى مستشفى المقاصد، ولكنها قوبلت بتأخير سفرها عدة مرات في رحلة العلاج بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية بما حال دون الانتظام الضروري في العلاج.

عاد مرض السرطان مرة أخرى وزاد من عبئه عدم انتظامها في العلاج بسبب الإجراءات الأمنية اللازمة للخروج من قطاع غزة.

وتحدثت السيدة سلوى عن مؤسسة العون والأمل للمجتمع المدني التي تنظم فعاليات وأنشطة للمريضات بالسرطان وربطت بينهن ليدعمن بعضهن البعض.

وفي النهاية وجهت السيدة سلوى أبو غبن رسالة ناشدت فيها كل الدول والمنظمات إنشاء مستشفى متخصص في علاج السرطان في غزة مزود بالأجهزة والأطباء، وتوفير العقاقير الضرورية التي لا تجدها السيدة سلوى للعلاج أو لتسكين بعض من آلامها في غزة.

مدة الملف
13'16"
مصدر الصورة
UN News/Reem Abaza