منظور عالمي قصص إنسانية

بعد توصيل المساعدات إلى القامشلي، منظمة الصحة العالمية تكرر دعوتها إلى الإجلاء الطبي من حلب

بعد توصيل المساعدات إلى القامشلي، منظمة الصحة العالمية تكرر دعوتها إلى الإجلاء الطبي من حلب

تنزيل

في الوقت الذي قامت فيه منظمة الصحة العالمية بتوصيل شحنة من الإمدادات الطبية إلى القامشلي عبر الجو للمرة الأولى منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، تزداد الأوضاع الإنسانية والطبية في حلب سوءا.

وتبذل المنظمة جهودا مع العديد من وكالات الإغاثة الإنسانية لتوصيل مساعدات طبية إلى حلب، حيث تقدر المنظمة أنه لم يبق بها سوى قرابة ثلاثين طبيبا، وهو عدد غير كاف للاستجابة لأعداد الجرحى والمرضى هناك.

طارق ياسرفيتش المتحدث باسم المنظمة، الذي يقوم بزيارة إلى سوريا، تحدث إلى إذاعة الأمم المتحدة من دمشق اليوم، عن شحنة المساعدات الطبية إلى القامشلي وخطة المنظمة لإجلاء الجرحى من حلب وأيضا أولويات المنظمة في هذه المرحلة.

المزيد فيما يلي:

تمكنت منظمة الصحة العالمية من توصيل أكثر من أحد عشر طنا من الإمدادات الطبية إلى السلطات الصحية في منطقة القامشلي بشمال شرق سوريا.

الإمدادات، التي نقلت جوا، سيتم توزيعها على المستشفيات العامة والمراكز الطبية التي يديرها الشركاء من المنظمات غير الحكومية بأنحاء المنطقة.

المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياسرفيتش، قال لإذاعة الأمم المتحدة في مكالمة هاتفية من دمشق، إن هذه المساعدات الطبية إلى القامشلي ضرورية للغاية، فالمنطقة تأوي أكثر من نصف مليون شخص، من بينهم حوالي ثلاثين ألف مشرد داخلي ولاجئ، مضيفا أن الأوضاع الطبية بحالة مزرية:

"هذه هي المرة الأولى التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية بتوصيل مساعدات طبية إلى القامشلي منذ ديسمبر الماضي، عندما قمنا أيضا بتنظيم عملية نقل جوي للمساعدات لهذه المنطقة التي يصعب الوصول إليها برا. هذه المرة قمنا بتوصيل معدات ضرورية للمستشفيات العامة والمراكز الصحية، بالإضافة إلى أدوية، لا سيما لعلاج الأمراض غير المعدية، ومعدات أخرى مثل الكراسي المتحركة وأشياء أخرى تشتد الحاجة إليها في هذه المنطقة."

كما أعلن المتحدث الرسمي أن أولويات المنظمة في الوقت الراهن تتمثل في الوصول إلى المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء سوريا:

"هناك حوالي ثماني عشرة منطقة محاصرة في جميع أنحاء سوريا، منها شرق حلب، التي نسمع عنها كثيرا هذه الأيام. تشارك منظمة الصحة العالمية دائما في قوافل مشتركة بين الوكالات برعاية منسق الشؤون الإنسانية هنا في سوريا ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. علي سبيل المثال، قمنا الأسبوع الماضي بالمشاركة في قافلة مساعدات إلى ما يسمى بالمدن الأربع المتفق عليها، وهي مضايا والزبداني والفوعة وكفريا بالإضافة إلى منطقة الأوبار بالقرب من حمص، حيث قمنا بتوصيل مساعدات طبية تشتد الحاجة إليها. إننا أيضا مستعدون لتوصيل مساعدات طبية إلى شرق حلب حالما تسمح الأوضاع الأمنية بذلك."

وعند سؤاله عن سبب عدم لجوء منظمة الصحة العالمية إلى الإسقاط الجوي للمساعدات في حلب أو توصيل مواد الإغاثة إليها جوا، أجاب ياسرفيتش بأن الوضع هناك يختلف عن نظيره في القامشلي، فحدة الصراع الدائر في المنطقة وخارجها وأيضا الطبيعة الحضرية للمنطقة تزيد من صعوبة توصيل المساعدات جوا. ولذا فقد طالبت المنظمة بإجلاء الجرحى والمرضى من المنطقة، والوصول إليها برا:

"الوضع في شرق حلب صعب للغاية، فالسلطات الصحية المحلية تقدر أن هناك أكثر من ألف جريح منذ التصعيد الأخير في الأعمال القتالية الأسبوع الماضي. هناك أيضا نقص شديد في إمكانية تقديم الرعاية لهؤلاء الجرحى حيث تعرضت العديد من المستشفيات للدمار. هناك نقص في المعدات والعاملين في المجال الصحي. هناك أقل من ثلاثين طبيبا في شرق حلب للتعامل مع هذه الأعداد الغفيرة من الجرحى، ولذلك تدعو منظمة الصحة العالمية إلى إجلاء عاجل ولدينا خطة لذلك."

وتابع ياسرفيتش قائلا إن المنظمة قد قامت بتقديم خطة إجلاء المرضى والجرحى من شرق حلب إلى مكتب المبعوث الخاص لسوريا وإنها على استعداد تام للتعاون مع الأطراف المسؤولة لتنفيذ الخطة بالإضافة إلى توصيل معدات طبية حالما تسمح الأوضاع الأمنية بذلك.

ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن من بين كل المستشفيات العامة والمراكز الطبية في سوريا لا يعمل إلّا نصفها وبشكل جزئي.

مصدر الصورة