منظور عالمي قصص إنسانية

الأمناء العامون بعدسات مصوري الأمم المتحدة

الأمناء العامون بعدسات مصوري الأمم المتحدة

تنزيل

ولدت من رماد الحرب العالمية الثانية قبل سبعين عاما.. الأمم المتحدة أنشئت لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب وضمان حقوق الإنسان والعدالة للجميع.

وقد تقرر في عام 1945، أن يقود المنظمة أمين عام يكون الناطق الرسمي لمصالح البشر في العالم، وخاصة الفقراء والضعفاء.

في التقرير التالي نتطرق إلى قصة ستة أمناء عامين سابقين للأمم المتحدة، من خلال كاميرات اثنين من المصورين الرسميين بالمنظمة الدولية.

على مدار سبعين عاما، ومنذ عام 1945، تولى قيادة الأمم المتحدة ثمانية أمناء عامين.

كورت فالدهايم، يو ثانت، داغ همرشولد، تريغفه لي، خافيير بيريز دي كويار، بطرس بطرس غالي، كوفي عنان، وبان كي مون.

رجل واحد عاصر خمسة أمناء عامين سابقين، هو جون إسحاق، الذي عمل في الأمم المتحدة لمدة ثلاثين عاما، وكان أحد كبار المصورين.

"بدأت مسيرتي عندما كان يو ثانت الأمين العام، ثم أصبحت فيما بعد رئيس وحدة التصوير."

سافر جون في معظم الأحيان مع الأمناء العامين، وكانت أول رحلة له مع كورت فالدهايم. ويقول إسحاق في هذا الشأن:

"كانت واحدة من مهامي الأولى السفر معه إلى فيتنام، عندما قام بجولة في جنوب شرق آسيا."

كما يتذكر جون اسحاق الأمين العام خافيير دي كويلار:

" عندما حصلت ناميبيا على استقلالها كنت هناك مع بيريز دي كويار. لقد طلب من الأمن البحث عني بوجه خاص، حتى يعرفني على نيلسون مانديلا.. لذلك أنا معجب جدا به."

كما يتذكر جون العمل مع بطرس غالي، ويقول:

" شعرت أن بطرس غالي ، أبقى مسافة بيني وبينه. أنا معجب به في نواح كثيرة. أعتقد أنه كان رجلا مفكرا."

أما الأمين العام كوفي عنان، فكانت له ميزة خاصة في قلب إسحاق:

" كان أول أمين عام يتمتع شعبية كبيرة جدا، ربما بسبب شخصيته. كنت أنا وكوفي عنان أصدقاء قبل أن يشغل منصب الأمين العام، وأصبحنا صديقين حميمين حقا. كان يدعوني إلى مكتبه، أحيانا نتناول الشاي وأحيانا نحتسي القهوة معا. لقد كان شخصا متواضعا حقا."

ولكن العمل مع الأمم المتحدة كمصور، كان له ثمنه:

"لقد رأيت بالفعل أشياء رهيبة في سراييفو ثم سافرت مباشرة إلى رواندا. عندما عدت، أصبت بانهيار عصبي ووصلت إلى حد  محاولة الانتحار. أنا لست متشوقا للتحدث عن هذا الأمر. كان ذلك على الأرجح أحد أكثر التجارب الرهيبة التي مررت بها، كان مثل القشة الأخيرة ".

ولكن أسعد اللحظات يرويها إسحاق، كانت في ناميبيا عندما حصلت على استقلالها، ورفع العلم الناميبي بعد إنزال علم جنوب أفريقيا.

وعندما جاء الأمين العام الحالي بان كي مون، كان إسحاق قد تقاعد، وحل محله المصور مارك غارتن:

" العمل مع بان كي مون ليس براقا كما يظن الأشخاص. في نهاية المطاف أنت تعمل عشرين ساعة يوميا، وتحصل على ساعتين من النوم. لقد قمنا برحلة إلى "غرينلاند" لرؤية ذوبان الجليد، وأما مشاهدة الأمين العام وهو يركب زلاجة يقودها كلب، فقد كان أمرا مثيرا للاهتمام وممتعا."

ويختتم مارك غارتن حديثه بالقول إن الأمم المتحدة فريدة لا يوجد لها مثيل في العالم.

"إنه أمر محير للعقل.. الأشخاص والسلطة والطاقة التي حققتها تلك المنظمة  وصورتها للعالم، فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية، والصراع ... لا يوجد مثيل لها على هذا الكوكب ... إنه شيء رائع."

ينهي بان كي مون ولايته في الحادي والثلاثين من ديسمبر من عام 2016، والسؤال الذي يطرح نفسه، من سيحل محله ويقود المنظمة إلى المستقبل، وهل سيكون رجلا أو امرأة.