منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضية اللاجئين تحث على تقديم دعم دولي عاجل للاجئين السودانيين في تشاد

لاجئون سودانيون ينتظرون في طابور للحصول على الطعام في أدري، بالقرب من حدود تشاد مع السودان.
© UNHCR/Nicolo Filippo Rosso
لاجئون سودانيون ينتظرون في طابور للحصول على الطعام في أدري، بالقرب من حدود تشاد مع السودان.

مفوضية اللاجئين تحث على تقديم دعم دولي عاجل للاجئين السودانيين في تشاد

المهاجرون واللاجئون

قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن الأزمة الإنسانية في شرق تشاد بلغت "نقطة حرجة"، ودعت إلى تقديم دعم دولي عاجل للاجئين السودانيين على الحدود مع تشاد. وأكدت المفوضية الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية مع تزايد أعداد اللاجئين السودانيين في المناطق الحدودية، وتزايد المخاوف الصحية، وتصاعد الحوادث الأمنية، واقتراب موسم الخريف. 

وذكرت المفوضية، في بيان اليوم الثلاثاء، أن الصراع في السودان أجبر أكثر من 600 ألف لاجئ و180 ألف عائد تشادي - غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال - على الفرار إلى تشاد، مع وصول أكثر من 115 ألف شخص منذ بداية عام 2024. 

وأشارت المفوضية إلى أن تدفق اللاجئين لا يظهر أي علامات على التراجع، حيث نحو عبر 630 شخصا في المتوسط ​​معبر أدري الحدودي يوميا خلال الشهر الماضي.

وأوضحت المفوضية أنها وسعت مع شركائها مخيمات اللاجئين القائمة أصلا فضلا عن إنشاء مخيمات جديدة، إضافة إلى بناء قريتين للعائدين التشاديين. وجميع هذه المواقع مجهزة بالخدمات والبنية التحتية الأساسية، بما فيها الملاجئ العائلية والعيادات المتنقلة ونقاط المياه ومرافق الصرف الصحي ومساحات التعلم المؤقتة. ولكن مع ذلك، تنبه المفوضية إلى أن هذه الجهود غير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة.

ظروف مزرية للوافدين الجدد

وذكرت المفوضية أن ثلث الوافدين الجدد يعيشون حاليا في ظروف مزرية في مواقع عشوائية على طول الحدود، حيث تكافح بلدة أدري، التي كان يسكنها في الأصل 40 ألف شخص، لاستيعاب الزيادة في عدد سكانها بمقدار ستة أضعاف.

وقد أدت الظروف المكتظة وغير الصحية في أدري إلى أزمة صحية حادة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 1,200 حالة إصابة بالتهاب الكبد E، بما في ذلك ثلاث حالات وفاة. ويهدد موسم الأمطار الوشيك، المتوقع بين حزيران/ يونيو وأيلول/سبتمبر، بتفاقم هذه الأزمة، مما قد يؤدي إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية.

كما يشكل الأمن مصدر قلق متزايد، مع تزايد حوادث النهب وتخريب الهياكل الإنسانية والاتجار بالمخدرات والكحول. وقالت المفوضية: "من المأساوي أن فتاة لاجئة قُتلت مؤخرا برصاصة طائشة. ودمرت سلسلة من الحرائق التي أشعلها أفراد المجتمع المضيف الساخطون 235 مأوى عائليا في المواقع التي تستضيف المهاجرين التشاديين العائدين، مما أدى إلى نزوح 1,500 أسرة إلى أدري".

وتتفاقم حالة الطوارئ المعقدة في تشاد بسبب القتال المكثف في دارفور. وحذرت المفوضية من أن الوضع يتدهور بسرعة على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها لدعم استجابة الحكومة لحالات الطوارئ، ولا تزال احتمالات حدوث المزيد من النزوح مرتفعة مع استمرار القتال في مدينة الفاشر والمناطق الريفية المحيطة بها في شمال دارفور. وهناك أيضا تقارير عن عمليات نهب وحرق واسعة النطاق للقرى، فضلا عن المجاعة التي تلوح في الأفق في السودان والتي من المتوقع أن تدفع المزيد من اللاجئين إلى تشاد.

نقص التمويل

وأوضحت مفوضية اللاجئين أن نداءها لعام 2024 من أجل الاستجابة الإنسانية في شرق تشاد يعاني من نقص التمويل حيث تم الحصول على 10% فقط من المبلغ المطلوب وقدره 214.8 مليون دولار حتى الآن.

ونبهت إلى أن الوقت يمر بسرعة، مشيرة إلى أنها تحتاج، بشكل عاجل، إلى 80 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الفورية والمتمثلة في بناء ثلاثة مواقع إضافية مزودة بالخدمات الأساسية والبنية التحتية لنقل 150,000 من الوافدين الجدد، المتوقع وصولهم، إلى أماكن أخرى بعيدا عن الظروف المكتظة وغير الصحية وتزويدهم بالمساعدة المنقذة للحياة بما فيها المأوى والغذاء والمياه النظيفة والوصول إلى الخدمات، إلى الصحة والتعليم.