منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولة الشؤون الإنسانية في فلسطين: ما من كلمات لوصف الخراب والدمار الكارثيين في غزة

أضرار واسعة النطاق ناجمة عن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
© UNICEF/Eyad El Baba
أضرار واسعة النطاق ناجمة عن غارات جوية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

مسؤولة الشؤون الإنسانية في فلسطين: ما من كلمات لوصف الخراب والدمار الكارثيين في غزة

المساعدات الإنسانية

قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة إن الوضع في غزة "يتجاوز ما شهدناه من قبل، ليس في المنطقة فحسب، بل في أي مكان في العالم تقريبا". 

لين هاستينغز منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في فلسطين، أشارت إلى أن "الخراب والدمار الكارثيين" اللذين حدثا في غزة يستعصي على الكلمات وصفهما.

قدمت هاستينغز، اليوم الاثنين، استعراضا للوضع في غزة والضفة الغربية والنداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها لدعم 2.7 مليون شخص في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة، إضافة إلى مقتل ألف ومئتي إسرائيلي وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وقالت المسؤولة الأممية إن عدد القتلى في غزة، خلال الأسابيع الخمسة الماضية، يعادل تقريبا عدد الناس الذين قتلوا في أوكرانيا خلال 18 شهرا، وعدد من قُتلوا في السودان خلال ستة أشهر من الحرب.

وأفادت اليونيسف بمقتل 4,324 طفلا في غزة منذ بدء الأعمال العدائية. ويعادل ذلك مقتل 400 طفل بصورة يوميا.

نقص المياه يفاقم الوضع الصحي

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن 55 في المائة من البنية التحتية لإمدادات المياه بحاجة إلى إصلاح أو إعادة تأهيل. 

وقالت هاستينغز إن نسبة المياه التي يستهلكها الناس في غزة تقل بنسبة 90 في المائة عن نسبة الاستهلاك في فترة ما قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ولا تعمل محطات تحلية المياه مما يضطر الناس إلى استخدام مصادر مياه غير صحية، الأمر الذي قالت إنه من المتوقع أن يفاقم الأزمة الصحية في القطاع بالتزامن مع إغلاق العديد من الخدمات، بما في ذلك المستشفيات.

جرى حتى الآن إغلاق ثلثي مراكز الرعاية الصحية الأولية ولم تعد الحضانات تعمل، مما يعرض الأطفال حديثي الولادة إلى خطر الموت. وأشارت إلى التقارير التي أفادت بوفاة بعضهم.

أشخاص نزحوا بسبب الصراع في غزة يجلبون المياه في مخيم خان يونس للاجئين.
© WHO
أشخاص نزحوا بسبب الصراع في غزة يجلبون المياه في مخيم خان يونس للاجئين.

 

فتح مزيد من المعابر

شددت المنسقة الأممية على ضرورة فتح المعابر أمام دخول البضائع التجارية إلى غزة بهدف تعزيز وإكمال العمل الذي يقوم به العاملون في المجال الإنساني. 

ونبهت إلى أن عاملي الإغاثة وحدهم ليس بوسعهم دعم واستدامة حياة 2.2 مليون شخص، مشيرة إلى أن الاحتياجات اليوم أعلى بكثير مما كانت عليه من قبل. 

وقالت إنه حتى قبل الأزمة الحالية لم يكن من المتوقع أن ندعم 2.2 مليون شخص، "وبالتأكيد لا يمكننا ذلك الآن مع الزيادة الكبيرة في الاحتياجات الإنسانية".

وذكرت أن الأمم المتحدة تقدم المأوى والمساعدات لحوالي 778 ألف شخص من خلال 154 منشأة.

وأشارت هاستينغز إلى عبور 981 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة من رفح- أي بمعدل حوالي 40 شاحنة يوميا منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، مقارنة بنحو 550 شاحنة كانت تدخل إلى القطاع بصورة يومية قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت إن الأمم المتحدة لم يكن بإمكانها إدخال كل شيء يحتاج إليه الناس في غزة بسبب الإغلاق الصارم، مشيرة إلى أن الناس حتى قبل الأزمة الحالية كانوا يعانون من معدلات مرتفعة من الفقر وسوء التغذية. 

وأكدت على أهمية الشراكة بين القطاعين الإنساني والتجاري، "وهو ما كان يحدث قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر".

شاحنات محملة بالمساعدات  الإنسانية في مدينة العريش المصرية على بعد نحو 30 كيلومترا من معبر رفح على الحدود مع غزة.
©UNICEF/Mohamed Ragaa
شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية في مدينة العريش المصرية على بعد نحو 30 كيلومترا من معبر رفح على الحدود مع غزة.

 

ضرورة تدفق المساعدات

تحدثت لين هاستينغز عن النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة وشركاؤها بقيمة 1.2 مليار دولار لمساعدة 2.7 مليون شخص يشملون جميع سكان قطاع غزة و500 ألف شخص في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.

وأكدت على الحاجة إلى الوصول الآمن والمستدام إلى كل المحتاجين، أينما كانوا. إضافة إلى الحاجة إلى كميات كافية من الوقود. وأضافت:

"يجب زيادة تدفق المساعدات الإنسانية. ويجب أن يعمل القطاعان التجاري والعام معا. لا يمكننا أن نفعل هذا بمفردنا. يجب فتح مزيد من المعابر. معبر واحد لا يكفي".

الوضع في الضفة الغربية

في الضفة الغربية قُتل نحو 100 فلسطيني منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، فيما قُتل ثلاثة إسرائيليين. وقُتل حوالي 190فلسطينيا خلال الأشهر التسعة التي سبقت هذا اليوم.

وقالت لين هاستينغز إن الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية كان حرجا بالفعل حتى قبل الأحداث الحالية، مشيرة إلى أنه لا توجد تجارة وهناك عمليات إغلاق في جميع أنحاء الضفة الغربية، ولا يتم تحويل الإيرادات من إسرائيل، وتم تعليق 200 ألف تصريح للعمل. 

وقالت هاستينغز إن التقديرات تشير إلى فقدان 150 ألف وظيفة أخرى، محذرة من أن كل هذه المواقف ستجعل من المستحيل تماما على السلطة الفلسطينية الاستمرار في تقديم الخدمات في الضفة الغربية.