منظور عالمي قصص إنسانية

نيلسون مانديلا "مرادف للنضال من أجل العدالة والمساواة"

ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا تتحدث في الجلسة العامة غير الرسمية للجمعية العامة بمناسبة اليوم الدولي لنيلسون مانديلا.
UN Photo/Loey Felipe
ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا تتحدث في الجلسة العامة غير الرسمية للجمعية العامة بمناسبة اليوم الدولي لنيلسون مانديلا.

نيلسون مانديلا "مرادف للنضال من أجل العدالة والمساواة"

حقوق الإنسان

احتفالاً بما كان يمكن أن يكون عيد ميلاد نيلسون مانديلا الثاني بعد المائة يوم الأربعاء، أشادت نائبة الأمين العام بالرجل الذي قاد الكفاح الذي أنهى نظام الفصل العنصري في موطنه جنوب أفريقيا باعتباره مثالاً على "الشجاعة والرحمة والالتزام الراسخ بالعدالة الاجتماعية والمساواة".

وقالت السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام، في اجتماع الجمعية العامة للاحتفال باليوم الدولي لنيلسون مانديلا - الذي تم الاحتفال به رسميا يوم الأحد – إن مانديلا المعروف باسم ماديبا "يجسد أسمى تطلعات الأمم المتحدة والأسرة البشرية".


طمس الحقيقة


قالت السيدة محمد إن خطاب الكراهية وإنكار الحقائق أصبحا "سائدين في الديمقراطيات الليبرالية والأنظمة الاستبدادية على حد سواء"، مما يؤدي إلى "طمس الحقيقة والشك في العلم وتقويض المؤسسات الديمقراطية".
وأشارت نائبة الأمين العام إلى توجه مقلق مفاده بأن "الأشخاص الذين لديهم معرفة قليلة أو معدومة بالحقائق التاريخية مصابون ب ’فيروس التضليل والتشويه‘ ويتبنون الإيديولوجيات العنيفة".


وأضافت أن كوفيد -19 فاقم هذا الأمر، مما أدى إلى تراجع سنوات من التقدم في الكفاح العالمي ضد الفقر والظلم، وجعل المهمشين والمحرومين يعانون أكثر من غيرهم، وغالبا ما يتم لومهم على مشكلات لم يتسببوا فيها.


الأشخاص المنحدرون من أصل أفريقي والسكان الأصليون والأقليات العرقية أو الدينية - وأولئك الذين فروا من ديارهم كلاجئين - يتحملون وطأة العنصرية وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، وفقا للمسؤولة الأممية.
قالت: "هذه هي العلل التي وقف نيلسون مانديلا في وجهها لخلق إرثه الدائم".


عقد السلام

 

Tweet URL

في أيلول/سبتمبر 2018، جمعت قمة نيلسون مانديلا للسلام في مقر الأمم المتحدة ممثلي الحكومة والمجتمع المدني الذين التزموا بمضاعفة الجهود من أجل عالم مزدهر وشامل وعادل وأعلنوا 2019 إلى 2028 عقد نيلسون مانديلا للسلام.


وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة: "إنها مسؤوليتنا الفردية أن نتبع مثال ماديبا في التواضع والتسامح والرحمة، بينما ندافع عن الديمقراطية والسلام في جميع أنحاء العالم".


"لقد أظهرت جائحة كوفيد-19 الأهمية الحيوية للتضامن والوحدة البشرية، وهي القيم التي دافع عنها وجسدها ماديبا في كفاحه طوال حياته من أجل العدالة".


وحثت الحشد على أن يستلهم من رسالة ماديبا القائلة إن "كل واحد منا يمكن أن يحدث فرقا في تعزيز السلام وحقوق الإنسان والانسجام مع الطبيعة والكرامة للجميع".


ملاحظة شخصية


وقالت نائبة الأمين العام إنه منذ شبابها، عندما كانت تحاول أن تجد طريقها، كان السيد مانديلا مصدر إلهام شخصي.
وختمت قائلة "بينما نفكر في حياة ماديبا وعمله، دعونا نقف ونحسب. دعونا نستعير ورقة من تفاؤله العنيد في المسعى البشري. دعونا جميعا نفي بدعوته إلى العمل وننشط بإرثه".


مُثُل ماديبا


وقال رئيس الجمعية العامة فولكان بوزكير إنه في حياته وإرثه، دعا نيلسون مانديلا إلى "الكرامة المتأصلة والمساواة بين الناس" داخل الدول وفيما بينها، بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو المعتقد – وهي القيم العالمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة ومعاهدات حقوق الإنسان.

من الأرشيف: الرئيس نيلسون مانديلا يلقي كلمة أمام الدورة التاسعة والأربعين للجمعية العامة في أكتوبر 1994.
UN Photo/Evan Schneider
من الأرشيف: الرئيس نيلسون مانديلا يلقي كلمة أمام الدورة التاسعة والأربعين للجمعية العامة في أكتوبر 1994.


وبما أن الجمعية مكلفة بدعم هذه القيم وحمايتها، قال بوزكير إنه من الصواب "الاجتماع هنا اليوم للاحتفال بهذه المُثُل وتعزيزها وتكريم نيلسون مانديلا".


قال السيد بوزكير إن اسم مانديلا كان "مرادفا للنضال من أجل العدالة والمساواة"، والذي يجب تذكره عند النظر في محنة 82.4 مليون نازح قسريا في جميع أنحاء العالم، والنساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وعدم التسامح والتمييز العنصري اللذين يهددان بتقويض التقدم الذي حارب بشدة لإحرازه.


"كمجتمع دولي، يجب علينا اتخاذ إجراءات جماعية، قال رئيس الجمعية مؤكدا أنه "لن نحقق أهداف خطة عام 2030 مع استمرار العنصرية والتمييز".


التصرف بروح ماديبا


قال السيد بوزكير إن جائحة كوفيد-19 تسببت في معاناة كبيرة للأفراد والدول، ووضعت النظم الصحية تحت ضغط هائل، وخلقت أزمة اجتماعية واقتصادية لا مثيل لها واختطفت مسارنا التنموي.
وأضاف أنه من أجل التعافي، يجب الحفاظ على حقوق الإنسان للجميع، في كل مكان، وتكثيف الجهود متعددة الأطراف من أجل الوصول العادل والمنصف إلى القاح للجميع.
واختتم رئيس الجمعية "ببساطة، يجب أن نتصرف بروح ماديبا، إذا أردنا إعادة البناء بشكل أفضل".


تحسين حياة الآخرين


وقالت ناليدي باندور، وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، في الاجتماع إن "العنصرية المنهجية كان لها تأثير ضار" على المجتمعات في كل مكان.


ومذكّرة الجمعية بأن السيد مانديلا استخدم كلمة أُبونتي (ubunti) باللغة السواحيلية لشرح أنه "أن تكون حراً لا يعني مجرد التخلص من سلاسلك" ولكن العيش بطريقة تعزز حياة الآخرين، مضيفة عبارة سواحلية أخرى "ميمي ني كوا سابابو ويوي ني (Mimi ni kwa sababu wewe ni)- والتي تعني "أنا لأنك كذلك" أو بمعنى آخر "أنا موجود لأنك موجود".

وقالت: "نحن جميعا مترابطون، ولا يمكن للفرد أن ينمو ويتقدم إلا من خلال نمو وتطور الآخرين".