منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف: يتعين على أغنى دول العالم حماية رفاه الأطفال من التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا

مدريد إسبانيا: طفلتان تلعبان بينما تقوم امهما ببعض العمل.
© UNICEF/Sergio Robles
مدريد إسبانيا: طفلتان تلعبان بينما تقوم امهما ببعض العمل.

اليونيسف: يتعين على أغنى دول العالم حماية رفاه الأطفال من التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا

أهداف التنمية المستدامة

يعاني الأطفال في أغنى دول العالم من مشاكل الصحة العقلية والسمنة وضعف المهارات الاجتماعية والأكاديمية، وفقا لدراسة جديدة نشرتها منظمة اليونيسف، يوم الخميس.

يحث التقرير الصادر عن مكتب إينوشينتي للأبحاث التابع لليونيسف، الحكومات على تحسين وحماية رفاهية الأطفال في مواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية لفيروس كورونا.

وقالت جونيلا أولسون، مديرة مكتب الأبحاث ومقره فلورنسا بإيطاليا:

"العديد من أغنى دول العالم - ممن لديها الموارد التي تحتاجها لتوفير طفولة جيدة للجميع - يخذلون الأطفال. ما لم تتخذ الحكومات إجراءات سريعة وحاسمة لحماية رفاه الأطفال، كجزء من استجاباتها للأوبئة، يمكننا الاستمرار في توقع ارتفاع معدلات فقر الأطفال، وتدهور الصحة العقلية والبدنية، وتعميق الفجوة في المهارات بين الأطفال."

أفضل الأماكن للطفل

ويتضمن التقرير بيانات من الاتحاد الأوربي، ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.

التقرير الذي جاء بعنوان "العوالم ذات النفوذ: فهم العوامل التي تشكل رفاهية الأطفال في البلدان الغنية" يستخدم بيانات ما قبل الجائحة من 41 دولة حول الصحة العقلية للأطفال، والصحة البدنية، والمهارات الأكاديمية والاجتماعية.

ويشير التقرير إلى أنه من بين هذه البلدان، تعد هولندا والدنمارك والنرويج أفضل الأماكن للطفل.

وقد صنف الباحثون أيضا البلدان بناء على سياساتها التي تدعم رفاهية الطفل وعوامل أخرى بما في ذلك الاقتصاد والمجتمع والبيئة، وتصدرت النرويج وأيسلندا وفنلندا القائمة.

طفلة في السابعة من العمر تتلقى فحصا طبيا في أحد المواقع التي تسكن بها في روما، والطبيبة التي تقدم لها خدمة الفحص ضمن عمل فريق المساعدة التابع لليونيسف
© UNICEF/Alessio Romenzi
طفلة في السابعة من العمر تتلقى فحصا طبيا في أحد المواقع التي تسكن بها في روما، والطبيبة التي تقدم لها خدمة الفحص ضمن عمل فريق المساعدة التابع لليونيسف

 

أطفال غير سعداء

وتشمل النتائج الرئيسية للتقرير أنه في معظم البلدان، أقل من أربعة أخماس الأطفال، أفادوا بأنهم راضون عن حياتهم. فيما سجلت تركيا أدنى معدل رضا، تليها اليابان والمملكة المتحدة.

وأشارت الدراسة إلى تسجيل معدلات الصحة العقلية "الأكثر فقرا بشكل ملحوظ" بين الأطفال من الأسر الأقل دعما أو أولئك الذين يتعرضون للتنمر.

يعد الانتحار سببا رئيسيا للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما في البلدان الغنية، حيث سجلت ليتوانيا ونيوزيلندا وإستونيا أعلى معدلات الانتحار بين الشباب.

السمنة آخذة في الارتفاع

وبحسب التقرير، فقد ارتفعت معدلات زيادة الوزن والسمنة في السنوات الأخيرة. يعاني طفل واحد من كل ثلاثة أطفال في الاتحاد الأوروبي ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إما من السمنة أو زيادة الوزن، مع زيادة حادة في هذه المعدلات في جنوب أوروبا.

وقد وجد الباحثون كذلك أن 40 في المائة من الأطفال، في المتوسط، ليس لديهم مهارات القراءة والرياضيات الأساسية في سن 15 عاما. أما الأطفال في بلغاريا ورومانيا وتشيلي فهم يعتبرون الأقل كفاءة، وفقا للتقرير.

بالإضافة إلى ذلك، يفتقر طفل واحد من كل خمسة أطفال على الأقل إلى الثقة في مهاراته الاجتماعية لتكوين صداقات جديدة، مع إدراج الأطفال في تشيلي واليابان وأيسلندا على أنهم الأقل ثقة في هذا المجال.

التهديد الذي تشكله الجائحة

على الرغم من تسليط التقرير الضوء أيضا على التقدم المحرز في رفاه الطفل، مثل معدل التحاق المتعلمين في سن ما قبل المدرسة، والذي بلغ 95 في المائة، إلا أن مؤلفي التقرير يخشون من أن يعكس كوفيد-19 هذه "المكاسب المهمة".

بسبب الجائحة، ظل معظم الأطفال خارج المدرسة لأكثر من 100 يوم، وتأثرت حياة الشباب الصغار بالضغوط مثل فقدان أفراد الأسرة والأصدقاء، وضعف الوصول إلى الرعاية الصحية، ونقص الدعم، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية.

ومع توقع انخفاض الناتج المحلي الإجمالي عمليا في جميع البلدان التي شملتها الدراسة، حذرت اليونيسف من أن معدلات فقر الأطفال سترتفع ما لم تتخذ الحكومات إجراءات علاجية فورية.

وقالت السيدة جونيلا أولسون، مديرة مكتب إينوشينتي للأبحاث التابع لليونيسف:

"مع استمرار التداعيات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية للجائحة، دون تضافر الجهود، سيكون هناك تأثير مدمر ومتفاقم على رفاه أطفال اليوم وأسرهم والمجتمعات التي يعيشون فيها. لكن هذه المخاطر لا يجب أن تصبح حقيقة واقعة، إذا اتخذت الحكومات إجراءات حاسمة الآن لحماية رفاه الأطفال."

والدان وطفلهما يشاهدان عرضا كوميديا يتم بثه في الحي الذي تقطنه الأسرة، في محاولة للترفيه عن الطفل خلال وقت فيروس كورونا.
© UNICEF/Javier López Tazón
والدان وطفلهما يشاهدان عرضا كوميديا يتم بثه في الحي الذي تقطنه الأسرة، في محاولة للترفيه عن الطفل خلال وقت فيروس كورونا.

 

استثمار مباشر في مستقبلنا

ويشمل هذا الإجراء الحاسم الحد من عدم المساواة في الدخل والفقر حتى يتمكن جميع الأطفال من الوصول إلى الموارد التي يحتاجون إليها.

وقال فاياز كينغ، نائب المدير التنفيذي لليونيسف:

"في أوقات الأزمات وكذلك في الأحوال العادية، تحتاج الأسر إلى حكومات وأماكن عمل داعمة من أجل تربية الجيل القادم من المواطنين السعداء والصحيين. الاستثمار في الأطفال هو استثمار مباشر في مستقبلنا".

كما دعا باحثو اليونيسف إلى معالجة "الفجوة الخطيرة" في خدمات الصحة العقلية للأطفال والشباب، وتوسيع السياسات الصديقة للأسرة، وخاصة الوصول إلى رعاية الأطفال الجيدة والمرنة والميسورة التكلفة.

توصية أخرى هي ضمان حماية الميزانيات التي تدعم رفاه الطفل من تدابير التقشف.