منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤولة أممية: الفلسطينيون في غزة عانوا من دوامة مروعة من البؤس البشري

ويواصل الفلسطينيون الفرار من المناطق التي تتعرض للقصف العنيف في قطاع غزة.
© UNRWA
ويواصل الفلسطينيون الفرار من المناطق التي تتعرض للقصف العنيف في قطاع غزة.

مسؤولة أممية: الفلسطينيون في غزة عانوا من دوامة مروعة من البؤس البشري

المساعدات الإنسانية

قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيخريد كاخ إن الوضع في غزة لا يزال كارثيا، بعد مرور 10 أشهر على الحرب، مشيرة إلى أن الفلسطينيين عانوا من دوامة مروعة من البؤس البشري. وتحدثت عن ارتفاع معدلات الإجهاض بين النساء الحوامل في غزة ونقص الخدمات الأساسية.

متحدثة للصحفيين في نيويورك، عبر الفيديو من الأردن، اليوم الاثنين، أكدت كاخ على أهمية وقف إطلاق نار فوري وكامل والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ومضت قائلة: "نعمل أيضا على التأكد من أننا مستعدون في حال تم الإعلان عن وقف إطلاق النار المطلوب بشدة. تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها على زيادة الإمدادات من خلال التخزين المسبق من الأردن ومصر، ونطلب من المانحين الاستمرار في التمويل. وبالطبع على المستوى السياسي، أتعامل مع الجميع لضمان قدرتنا على القيام بذلك".

وقالت المسؤولة الأممية إن آلية الأمم المتحدة الخاصة بغزة، التي يتضمنها قرار مجلس الأمن 2720، تعمل على إيصال المساعدات إلى غزة من الأردن وقبرص، بينما يجري وضع اللمسات النهائية فيما يتعلق بمصر. ويدعو القرار 2720 - الذي اعتمده مجلس الأمن في 22 كانون الأول/ديسمبر 2023 - إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية، بشكل موسَّع وآمن ودون عوائق، ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية.

كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيخريد كاخ، تتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Manuel Elías

 

الولادة في ظل ظروف مروعة

وقالت السيد كاخ إنها عادت لتوها من زيارة أخرى إلى غزة، مشيرة إلى أنها تنوي قضاء فترات أطول في القطاع. وأوضحت أنها افتتحت مكتبها رسميا هناك، وقد انتقل فريقها، بصورة جزئية، إلى غزة.

كما أشارت إلى تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الناس في غزة. وقالت إن فريق الأمم المتحدة والشركاء يعملون على معالجة النقص الحاد في مرافق إدارة النفايات والصرف الصحي، في ظل المخاطر بتفشي الأمراض المعدية، وخاصة شلل الأطفال، حيث تم تحديد فيروس شلل الأطفال في المياه بناء على عينات تم جمعها الشهر الماضي من خان يونس ودير البلح.

وقالت سيخريد كاخ إنها زارت جناحا متنقلا للولادة تمت الموافقة على استخدامه للتو في غزة، والذي يديره صندوق الأمم المتحدة للسكان والهيئة الطبية الدولية، مشيرة إلى أن الأطباء والطبيبات والممرضات يعملون بشجاعة لضمان عمليات الولادة الآمنة بالإضافة إلى إجراء عدد كبير من عمليات الولادة القيصرية، ولكن في ظل ظروف مروعة، حسبما قالت.

وأضافت قائلة: "عادة ما يجلب الأطفال الفرح والشعور المؤقت بالارتياح للأسر، ولكننا نعلم أيضا أن العديد من الأمهات يشعرن بقلق عميق بشأن المستقبل والعالم الذي يجلبن إليه أطفالهن. لقد علمت أيضا من الأطباء أن معدل الإجهاض في الثلث الأول والثاني من الحمل آخذ في الارتفاع والتفسيرات غير واضحة وسيجرون دراسات حول ذلك".

في المستشفى نفسه، قالت سيخريد كاخ إنها زارت أطفالا يعانون من حالات طبية شديدة ومزمنة غالبا لا يمكن علاجها إلا إذا تم إجلاؤهم طبيا. ومضت قائلة: "يصعب علينا تخيل معاناة الأطفال الذين تم تهجير أربع أو خمس مرات داخل غزة سعيا وراء الأمان والمأوى".

إشادة خاصة

وسلطت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الضوء على التحديات التي قالت إنها تواجه المنظمات غير الحكومية وخاصة الفلسطينية منها مثل غياب القانون والنظام والصعوبة التشغيلية وقضايا السلامة والأمن وصعوبة توزيع المساعدات عن وصولها إلى غزة.

وأشادت بالجهود التي تقوم بها المنظمات غير الحكومية الفلسطينية في تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكدة على ضرورة توفير الدعم اللازم لها. وأضافت قائلة: "لقد تحدثت أيضا إلى عدد من المنظمات غير الحكومية والعاملين في المجال الإنساني لمناقشة التحديات وما يمكنني فعله من خلال مكتب المساعي الحميدة وإمكانية الوصول لدينا على المستوى السياسي للتعرف على احتياجات".

وقالت إن المنظمات غير الحكومية الفلسطينية فقدت معظم مبانيها ومعداتها، ولكنها برغم ذلك "ظلت قريبة من الناس وخدمتهم في أوقات سابقة، وهي تسعى الآن إلى أن تكون ذلك الصوت النابض بالحياة للمجتمع المدني وأعتقد أنهم يستحقون الدعم".