منظور عالمي قصص إنسانية

"فقدت 150 من أفراد عائلتي في غزة": حوار مع طبيبة فلسطينية أمريكية

الدكتورة رولا الفرا، طبيبة أمريكية من أصول فلسطينية فقدت 150 من أفراد أسرتها في غزة.
UN Photo
الدكتورة رولا الفرا، طبيبة أمريكية من أصول فلسطينية فقدت 150 من أفراد أسرتها في غزة.

"فقدت 150 من أفراد عائلتي في غزة": حوار مع طبيبة فلسطينية أمريكية

المرأة

"تعرضت النساء بالفعل لرعب كبير لا يمكن تصوره، سيكون له تأثير دائم يمتد لأجيال قادمة. ما من امرأة ولا طفل يستحق أن يعاني مثلما عانى النساء والأطفال في غزة". هذا ما قالته الطبيبة الأمريكية من أصل فلسطيني، رولا الفرا التي فقدت 150 من أفراد عائلتها في الحرب الجارية في غزة. 

اليوم الأربعاء، شاركت الدكتورة رولا في فعالية افتراضية بعنوان: "الحرب على غزة وتأثيرها على النساء والأطفال الفلسطينيين" نظمتها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، على هامش فعاليات الدورة الثامنة والستين للجنة وضع المرأة.

وخلال الفعالية، شاركت قصصا وصورا عائلية لبعض أفراد عائلتها الـ 150 ممن قُتلوا في غزة، "وكان أكثر من 90 منهم من النساء والأطفال"، مشيرة إلى أن الكثيرين منهم ماتوا بسبب نقص العلاج الطبي اللازم لمداواة إصاباتهم. "أما الباقون فينتظرون الموت".

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قالت الدكتورة رولا الفرا إن الحرب في غزة أثرت، بشكل غير متناسب، على النساء والأطفال، مشيرة إلى أنهم يمثلون أكثر من 70% من الأشخاص الذين قتلوا في الحرب. وقالت إن فعالية اليوم تهدف إلى تسليط الضوء على القضايا والمشاكل المهمة المتعلقة بالتأثير الإنساني والنفسي والاجتماعي والطبي على النساء والأطفال. 

وتضيف: "أنا طبيبة وخبيرة في صحة المرأة، ولكنني في الواقع أقدم وجهة نظر شخصية لأنني فقدت أكثر من 150 فردا من عائلتي في غزة".

وقف الحرب وحده الكفيل بإنهاء المعاناة في غزة

كما تحدثت الدكتورة رولا الفرا عن العواقب طويلة المدى للأثر النفسي لهذه الحرب على النساء في غزة، مشيرة إلى أن السبيل الوحيد للتقليل من هذه العواقب هو وقف الحرب. ومضت قائلة:

"تعرضت النساء لرعب كبير لا يمكن تصوره، سيكون له تأثير دائم يمتد لأجيال قادمة. ويرتبط التأثير النفسي والاجتماعي بالإعاقات النفسية مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والقلق، والاكتئاب، والانتحار".

وشددت الطبيبة الأمريكية الفلسطينية على الأهمية البالغة لوضع حد لكل هذه المعاناة وضرورة التأكد من حصول المرأة على خدمات الصحة النفسية الكافية، والتي لا تتوفر لها في هذا الوقت. كما يحتجن أيضا إلى مساحات آمنة ويحتجن إلى الحماية والأمان.

طفلة تحمل أخاها في ملجئ في غزة
© UNRWA
طفلة تحمل أخاها في ملجئ في غزة

أما بالنسبة للأطفال الذين قتل وجرح الآلاف منهم فيما لا يزال الآلاف خارج أسوار المدارس، "ومن المحتمل أن تستمر معهم الصدمة الناجمة عن هذه الحرب لأجيال قادمة"، تقول الدكتورة رولا إن جميع المدارس إما تعرضت لأضرار أو دمرت. ولا توجد بنية تحتية تعليمية في هذا الوقت. 

وتضيف: "سيكون لهذا الأمر تأثير سلبي طويل المدى على النمو النفسي والاجتماعي والنمو المعرفي والصحة النفسية للأطفال. لذا، مرة أخرى، أعتقد أن أفضل طريقة لمساعدة الأطفال في غزة هي الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وهذا الاعتداء على أطفال غزة وإنشاء البنى التحتية التعليمية، حتى يتمكن الأطفال من مواصلة النمو بطريقة صحية ويتحسن نموهم النفسي بصورة جيدة".

جهد من الجالية العربية لمساعدة غزة

سألنا الدكتورة رولا الفرا عن الكيفية التي يمكن أن يساعد بها المجتمع العربي في الولايات المتحدة النساء في غزة وما إذا كانت هناك مبادرات لدعم المرأة الفلسطينية هناك.

تقول الدكتورة الفرا إن هناك العديد من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الخيرية التي تنشط في إرسال التبرعات لأطفال غزة. "والعديد منا يتبرع لمنظمات أخرى. نقوم بالتعبئة، وفي الواقع، أستطيع القول إن الجمعية الطبية الوطنية العربية الأمريكية(ناما) تعمل بالفعل على خريطة طريق لإعادة بناء غزة والتي ستركز على بناء البنية التحتية للرعاية الصحية والاجتماعية في غزة".

منى الزريعي، الأخصائية الاجتماعية والمرشدة النفسية لدى وكالة الأونروا في مركز للإيواء في دير البلح في غزة، (إلى اليمين) تتحدث مع إحدى الأمهات.
UN News
منى الزريعي، الأخصائية الاجتماعية والمرشدة النفسية لدى وكالة الأونروا في مركز للإيواء في دير البلح في غزة، (إلى اليمين) تتحدث مع إحدى الأمهات.

رسالة لنساء غزة وللمجتمع الدولي

كما سألنا الدكتورة رولا الفرا عما إذا كانت لديها رسالة للنساء في غزة وللمجتمع الدولي فقالت:

"بالنسبة للنساء. أقول لهن إننا نحس بألمكن ومعاناتكن. نحن حزينون. ما من امرأة ولا طفل يستحق أن يعاني من الألم الذي عانيتموه. نبذل قصارى جهدنا- والذي أقر أنه لم يكن كافيا- لوضع حد لمعاناتكن. سنركز على إصلاح وإعادة بناء غزة حتى يتسنى لكن ضمان كرامتكن وحقوقكن الأساسية".

أما رسالتها للمجتمع الدولي فهي:

"أستطيع القول إن الإنسانية خذلت النساء والأطفال في غزة. أقدر وجود تضامن عالمي، معظمه من شعوب العالم، وليس بالضرورة من حكومات العالم. وهذا موضع تقدير كبير. ولكنه لم يكن كافيا حقا، ولست متأكدة مما ينبغي فعله لوضع حد لهذه المعاناة على الفور. ولذلك نحن بحاجة إلى أن نتكاتف ونتضامن. نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر فعالية في الوصول إلى حكوماتنا للدعوة إلى وقف إطلاق النار. حجم المعاناة غير مسبوق والأوضاع كارثية. ونحن مدينون لكل إنسان، وخاصة شعب غزة، بحماية تلك الحقوق وحمايتهم من الموت والدمار".