منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: الأسلحة مستمرة في التدفق إلى طرفي الحرب في أوكرانيا وسط معاناة ودمار هائلين

آثار الهجمات الصاروخية على مدينة دنيبرو في شرق أوكرانيا.
© Proliska
آثار الهجمات الصاروخية على مدينة دنيبرو في شرق أوكرانيا.

الأمم المتحدة: الأسلحة مستمرة في التدفق إلى طرفي الحرب في أوكرانيا وسط معاناة ودمار هائلين

السلم والأمن

قال مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة إن حجم الموت والدمار والمعاناة التي شهدتها أوكرانيا على مدى الأشهر الـ 23 الماضية منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل للبلاد "لا يُطاق"، مؤكداً استمرار تدفق الأسلحة إلى طرفي الصراع.

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين، قال السيد أديجي إيبو، نائب الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، إن المساعدة العسكرية ونقل الأسلحة والذخيرة إلى القوات المسلحة الأوكرانية مستمر - وتضمن توفير الدبابات والطائرات المقاتلة وطائرات هليكوبتر وغيرها من معدات عسكرية.

وذكر أن التقارير أفادت بأن هناك دولا تقوم بنقل أو تخطط لنقل أسلحة مثل "المركبات الجوية غير المأهولة" والصواريخ الباليستية إلى القوات المسلحة الروسية. وقال السيد إيبو إن ما ورد عن نقل واستخدام الذخائر العنقودية طوال فترة النزاع أمر مقلق للغاية، مضيفاً أن الألغام ومخلفات الحرب من المتفجرات "أدت إلى تلوث الأراضي على نطاق واسع، مما جعلها غير صالحة للاستخدام الزراعي وأعاق حركة الناس في أوكرانيا".

وقال المسؤول الأممي: "إن تدفق الأسلحة والذخيرة على نطاق واسع إلى أي صراع مسلح يثير مخاوف كبيرة بشأن السلام والأمن والاستقرار، بما في ذلك نتيجة للتحويل والانتشار حتى بعد انتهاء الصراع".

حماية المدنيين

وأشار السيد إيبو إلى أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش حث بشكل لا لبس فيه جميع الدول على تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، "لأن مثل هذا الاستخدام من المرجح أن يؤدي إلى ضرر عشوائي للمدنيين، بما في ذلك في أوكرانيا والاتحاد الروسي".

وأضاف: "لا يزال استمرار الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية أمراً مقلقاً للغاية. واسمحوا لي أن أكرر مرة أخرى بشكل لا لبس فيه أنه يقع على عاتق جميع الأطراف في أي صراع مسلح واجب حماية المدنيين وضمان الامتثال للقانون الدولي المعمول به، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني. هذا التزام غير مبهم".

منذ الغزو واسع النطاق في 24 شباط /فبراير 2022، تحقق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة من وقوع 29,731 ضحية بين المدنيين في أوكرانيا، بما في ذلك 10,287 قتيلاً و19,444 جريحاً - في حين أنه من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

وأكد نائب الممثلة السامية أن الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الدولي ويجب أن تتوقف على الفور. وقال إن الأمم المتحدة ستواصل العمل من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، مكررا دعوة الأمين العام لجميع الدول للقيام بدورها لمنع المزيد من التصعيد "وإرساء أسس السلام المستدام". وأضاف: "إن الطريقة الوحيدة لإنهاء المعاناة والدمار هي إنهاء هذه الحرب".

"مشروع تجاري مربح"

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العامل الأساسي الذي يعيق التوصل إلى تسوية سلمية هو الدعم المستمر - بالأسلحة والمرتزقة - من قبل الغرب "للنظام في كييف رغم أنه يعاني وغير قادر على تحقيق الهدف الذي حدده لنفسه، وهو إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا أو على الأقل إضعاف بلادي".

وشدد السيد لافروف على أن العملية العسكرية الروسية ليست موجهة ضد أوكرانيا أو الشعب الأوكراني، الذي لا تزال تجمعه "علاقات الأخوة" مع الشعب الروسي. وقال إن واشنطن وعواصم أخرى تستخدم أوكرانيا لمحاربة روسيا، مضيفا أن الولايات المتحدة ترى الحرب في أوكرانيا بمثابة "استثمار كبير" و"مشروع تجاري مربح".

وقال إن 90 في المائة من الميزانية العسكرية الأمريكية لأوكرانيا تبقى في البلاد لتطوير الصناعة العسكرية وتحديث الأسلحة، "بينما يتم استخدام الأسلحة التالفة والتي عفا عليها الزمن في أوكرانيا". وأضاف أن الدول الأوروبية تقوم بإفراغ ترساناتها من خلال توريد الأسلحة إلى كييف، والتي سيتم تجديدها أيضاً عن طريق شراء ما يصنعه القطاع العسكري الأمريكي.

وقال: "إن تجار الموت لا يخيفهم حقيقة أن أسلحتهم، بما في ذلك الذخائر العنقودية وأسلحة اليورانيوم المنضب، يتم استخدامها بشكل منهجي وبلا رحمة ومتعمد لضرب البنية التحتية المدنية، كما كان الحال في الضربات ضد بلغرود في 30 كانون الأول / ديسمبر وأمس ضد الأسواق والمحلات التجارية في دونتيسك. إن (مسؤولة) دماء عشرات المدنيين الذين قتلوا (تقع) على ضمير أولئك الذين يسلحون زيلينسكي".

وقال السيد لافروف إنه ليس من مصلحة الشعب الأوكراني القتال ضد روسيا، وشدد على أن هذه الحرب هي فقط في مصلحة "الأنجلوسكسونيين وأتباعهم والقيادة العليا الفاسدة والمجرمة في كييف".

"نفاق الاتحاد الروسي"

وقبيل انعقاد الاجتماع، انضمت مجموعة كبيرة من السفراء إلى السفير الأوكراني، سيرجي كيسليتسيا، أمام قاعة المجلس ليتلو بيانا صحفيا نيابة عن 47 دولة والاتحاد الأوروبي.

وفي معرض قراءته للبيان، انتقد السيد كيسليتسيا "نفاق الاتحاد الروسي" في دعوته مجلس الأمن لمناقشة عمليات النقل المشروعة للأسلحة إلى أوكرانيا، والتي تتم لدعم "الحق الأصيل للبلاد في الدفاع عن النفس". وقال إنها محاولة أخرى من جانب روسيا لصرف الانتباه عن "حربها العدوانية على أوكرانيا وحملتها المكثفة من الضربات الجوية المنهجية التي تقتل المدنيين وتدمر البنية التحتية الحيوية".

وفي البيان المشترك، كررت الدول – التي تضمنت القوى الغربية - إدانتها الحازمة للعدوان الروسي الذي ينتهك مـيثاق الأمم المتحدة، وقالت: "بينما تحاول أوكرانيا الدفاع عن سكانها المدنيين، يقتل الاتحاد الروسي الشعب الأوكراني بالأسلحة المشتراة من بلدان أخرى".

وأدانت الدعم العسكري المستمر لروسيا، بما في ذلك المقدم من إيران وكوريا الديمقراطية (كوريا الشمالية) في انتهاك لقرارات مجلس الأمن، وقالت: "إن تصرفات الاتحاد الروسي تقوض مصداقية قرارات مجلس الأمن، وتقوض النظام العالمي لعدم الانتشار، وتؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية، وتعرضنا جميعا للخطر".

وسلطت الدول الضوء على ضرورة ضمان المساءلة "عن الجرائم الخطيرة المرتكبة بموجب القانون الدولي على أراضي أوكرانيا، وضمان العدالة لجميع الضحايا ومنع الجرائم في المستقبل". ودعت روسيا إلى "وقف حربها العدوانية وسحب قواتها فورا من أراضي أوكرانيا ضمن حدودها المعترف بها دوليا".